الصفات البصرية للأحجار الكريمة

اقرأ في هذا المقال


ما هي الصفات البصرية للأحجار الكريمة؟

إن صفات الجمال في المجوهرات والأحجار الكريمة تقوم بالاعتماد على كمية كبيرة من الصفات البصرية، ومن الصفات البصرية المهمة هي درجة الانعكاس واللون، أما بالنسبة للصفات الأخرى فهي البريق أو اللمعان بالإضافة إلى بروز الألوان الموشورية وأخيراً الثنائية اللونية (هي عبارة عن قابلية البعض من الأحجار الكريمة على إظهار لونين متباينين عند النظر إليهما من اتجاهين مختلفين) والشفافية.
الألماس يحتوي على بريق ولمعان كبير تسبب في جعل قيمته المادية مرتفعة، كما أن الياقوت والزمرد يمتلكان قيمة كبيرة بسبب كثافتهما وجمالهما اللوني، أما الصفير النجمي والياقوت النجمي يحتويان أيضاً على قيمة كبيرة والسبب في ذلك هو التأثير النجمي الذي يعرف باسم الكوكبية ولا سيما ألوانهما الجميلة.
يتم ملاحظة وجود مناطق لونية تلمع في بعض الأحجار الكريمة كما في الأوبال، حيث يمكن رؤيتها داخل الحجر، إن هذه المناطق تكون مختلفة في التدرج اللوني وفي الحجم، كلما تم تحريك الحجر بواسطة اليد، كما أن هذه الظاهرة تسمى باسم مسرحية اللون وتكون مختلفة عن البريق أو اللمعان، والذي يتسبب بها هو تداخل وانعكاس الضوء بسبب عدم الانتظام داخل الحجر ويعرض الأوبال انعكاسات حليبية أو دخانية من داخل الحجر.
تعد الأحجار الكريمة ذات تركيب ليفي تقدم انعكاسات داخلية شاذة تكون متشابهة مع ما نراه في المساقي المائية أو الحرير المتموج، هذه الصفات البصرية التي يتم تسميتها بمتغيرة البريق، تبدو ظاهرة في الكثير من الأحجار الكريمة كما هو الحال في عين النمر وعين الهر، من الممكن رؤية معالم الحجر الكريم عن طريق الضوء المنعكس.
يوجد صفات أخرى للأحجار الكريمة مثل اللمعان الذي يتم استعماله في وصف مصطلحات مثل: مصطلح معدني أو بريق الماسي أو زجاجي وراتنجي أو مصطلح دهني أو لؤلؤي، حيث يعد البريق أو اللمعان من أكثر الصفات وأهمها في التفريق بين الأحجار الكريمة غير المقطوعة.
يعد الألماس من أكثر الأحجار الكريمة معرفة وشهرة في العالم، حيث يعد الحجر الألماسي الذي يدعى كوهينور هو الأكثر شهرة، ويوجد في الهند منذ مئات من الأعوام وكان قد تم تقديم هدية للملكة في بريطانيا (الملكة فيكتوريا) خلال هعام 1850 من قبل الشركة الهندية البريطانية الشرقية، تم العثور على ماسة الكولينان في جنوب أفريقيا وكانت خلال وقت اكتشافها من أكبر الماسات المعروفة، وقد بلغ وزنها أكثر من 3100 قيراط (إن القيراط الواحد يساوي 200 ملليجرام أي 0.007 أونس.
كما تم العثور بعد ذلك على ماسة تدعى نجمة أفريقيا والتي بلغ وزنها 530 قيراط، وهي جزء من جوهرات التاج البريطاني في الوقت الحالي، ويتشكل الألماس من الكربون النقي الذي قد تعرض للضغط القوي في حيز ضيق مشكلاً شكلاً متناسقاً ومتناظراً، ويُعد الألماس من أصلب وأقوى المواد في الأرض، والسبب في لمعانه هو معامل الانكسار العالي الذي يتميز به.
ومن أكثر الآلئ المعروفة تلك التي تم إيجادها في الهند وكانت ذات وزن يساوي 36 قيراط، يعتبر الفيراط بأنه مقياس يستعمله صانعو المجوهرات في وزن الأحجار الكريمة، وقد تم اشتقاق هذا المصطلح من اللغة العربية ويعني بذرة.
خلال الأزمنة الجيولوجية القديمة كات يتم استعمال بذور أشجار المرجان والـ carob (الخروب) في وزن الأحجار الكريمة، حيث كان يتم وصف على أنها تزن عدة بذور أو قراريط، أما بالنسبة للقيراط المتري فهو وزن يساوي 200 ملليجرام أو 0.2 جرام، وهو يساوي مقدار 3.086 حبة بمقياس تروي أو يساوي 0.00705 أونس بمقياس أوفواردوبوا.
ويستعمل مقياس القيراط أيضاً للعمل على وزن سبيكة من الذهب والقيراط في الذهب يعدل جزء من أربع وعشرين جزء من الوزن الكلي للسبيكة، هناك نوع من الأحجار الكريمة يدعى بعين النمر وهو نوع من الكوارتز الأصفر الذي يمل للسمرة، حيث تم تسميته باسم عين النمرة بسبب الصفة البصرية التي تسمى chatoyancy، حيث يظهر الحجر بشكل عين النمر.
تمتلك هذه الحجارة على ألياف بلورية من الأسبستوس في أصل تشكيلها، لكن تم استبدالها بالكوارتزوأكاسيد الحديد التي شاركت في شكلها الحالي، حيث تعمل هذه البلورات الشاذة على عكس الضوء وتمنح توهجها مما يجعلها تظهر كعين حقيقية.
يعرف التورمالين من بعض الأحجار الكريمة الموجودة ضمن المعادن الأرضية والتي تظهر ألواناً مختلفة عند النظر إليها من اتجاهات متباينة، وقد عرفت هذه الخاصية باسم الثنائية اللونية، يتم امتصاص الضوء في المواد ذات الثنائية اللونية بشكل مختلف اعتماداً على زاوية ترحال الضوء مما تسبب في امكانية رؤية لونين مختلفين عند النظر من اتجاهات مختلفة.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: