مفهوم الصاعقة
الصاعقة: هي ظاهرةُ تفريغ كهربائي، تحدث بين السّحاب الذي يحمل شُحنات مُوجبة والأرض التي تحمل شُحنات سالبة، ممّا يؤدي إلى هلاك ودمار الإنسان وإصابتهِ بأضرار جسميّة هو ومُمتلكاتهِ، حيثُ لاتتجاوز مُدّة هذه الصاعقة جزء من الثّانيّة.
أو هي خلل في توازن الشّحنات المُوجبة والسّالبة المُتواجدة داخل الغيوم، حيث تزداد نسبة هذا الخلل مع ازدياد تصادم جُزيّئات المطر أو الثلج أو الجليد بالغيوم، الأمر الذي يجعل الأجزاء السُّفلية تأخذ الشحنة السّالبة، أمّا باقي أجزاء الأرض فتأخذ الشّحنة المُوجبة.
كيف تتشكل الصاعقة
تتكوّن الصّواعق نتيجة تفريغ كميّات كبيرة من الكهرباء الصّادرة عن حدوث عواصف رعديّة؛ حيث تكون هذه العواصف شرارة من الضوء يُسمى بالبرق، ليأتي بعدها صوت يُسمى بالرعد، ففي هذه الأثناء تقوم الصّاعقة بتسخين الهواء حتى تصل درجة حرارتهِ إلى مايقارب”3000″ درجة مئوية، ليتمدّد الهواء حتى يصل إلى طبقات الجوّ مُحدثاً انفجارات تكون في بدايتها موجة صاعقة ثمّ تتحوّل بعد ذلك إلى موجة صوتية يمكن سماعها.
الفرق بين الصاعقة والبرق
يكمُن الفرق بين البرق والصّاعقة في أنّ البرق يحدث بين أجزاء السُّحب المُختلفة في السماء، في حين تحدث الصّاعقة بين السّحاب موجب الشُّحنة وبين الأرض سالبة الشُّحنة.
كما أنّ الصّاعقة مخيفة جداً، حيث قد تؤدي إلى موت أعداد كبيرة من البشر في السّنة، وحتى الأشخاص الذين ينجون منها فإنّهم يتعرّضون لفقدان ذاكرة أو الدُّوار ومشاكل نفسيّة وجسديّة أخرى، في حين لا يكون البرق ضاراً أو خطيراً إلّا إذا انتقل من السُّحب إلى سطح الأرض، الأمر الذي يجعلهُ يُصيب الأشخاص ومنازلهم ومُمتلكاتهم.
تفسير ظاهرة البرق
ظاهرة ضوئية تحدث في السّماء عندما تتلبّد الغيوم، ينتج هذا الضوء نتيجة اصطدام سحابة تحمل شحنة مُوجبة مع سحابة أخرى تحمل شحنة سالبة، حيث تتولّد شرارة ضوئية يمكن رؤيتها بشكل مُفاجئ وسُرعان ما تتلاشى هذه الشّرارة نتيجة تفريغ الكهرباء في السماء؛ لذلك يحدُث البرق في السّماء.
أنواع البرق
- برق سحابة_ أرض: والذي ينتج عندما تكون شحنة سطح الأرض مُوجبة وشحنة السّحابة سالبة، وهذه هي الصّاعقة التي تضرب سطح الأرض.
- برق سحابة_سحابة: حيث يكون بين سُحبٍ مختلفةِ الشُّحنةِ، كما أنّ هذا النوع من البرق هو الأكثر انتشاراً.
- برق سحابة_هواء: يحدث بسبب وجود اختلاف بين شحنة السَّحابة وشحنة الهواء المُحيط بالسّحابة من جانب محدّد، بحيث يصعُب ملاحظة هذا النوع من البرق.
- برق يحدث داخل السّحابة نفسها: يحدث بسبب اختلاف شحنة أطراف السُّحب، وحدوث تلامس بينهما تحت تأثير ظروف محددّة كالعواصف الرّعديّة.
- البرق الخَرزيّ: تتلاشى القناة التي يتكوّن فيها البرق، لتظهر قناة جديدة على شكل قطع صغيرة.
- البرق الشَّريطي: يأخذ شكل الخطوط أو الأشرطة، يحدث عند تواجد كميّات من الرّياح وتقوم بسَحبِ البرق إلى أسفل.
- البرق الورقي: والذي يحدث عند تواجد قناة التّفريغ داخل السّحابة، ليأخذَ شكل الصّفائح.
فوائد البرق مقارنة بالعواصف
- يقوم البرق بتنقية الجوّ من الغبار والأدخنة والملوّثات والجراثيم، على عكس العواصف التي تنقل في طريقها كلّ مايعترّضُها من رياح ومواد وأتربة وغيرها.
- تُساعد الحرارة والضّغط والنّاتجانِ من البرق على تحويل الغازات وخاصّة النيتروجين إلى مركّبات مُفيدة.
- يُساعد البرق على زيادة معدلات هطول الأمطار وبالتالي رِيّ المزروعات وزيادة نُموّها، في حين تقوم العواصف في تدمير هذه النّباتات.
- يُنتج عن البرق ما يُسمى بالماء المُؤكسد والذي يحتوي على كميّات كبيرة من الأكسجين، حيث يقضي هذا الماء على الجراثيم، كما أنّه يدخل في العديد من المجالات الطبيّة كتطهير الجروح والآلام.
- يحدث مُعظم البرق داخل السّحابة نفسها، حيث لا يصل إلى سطح الأرض.
- تحدث كلّ من الصّواعق والبرق على اليابسة فقط؛ نظراً لبحثهما عن المسافة الأقرب، لذلك تبقى الكائنات البحريّة على قيد الحياة عند حدوث كلّ من البرق والصّاعقة.
اختلاف الصواعق
تختلف الصّواعق في العديد من الصّفات؛ كالشّكل والحجم والنّوع، كما أنّها تختلف في كميّة التيار الكهربائي التي تحملها، وفي حال كانت الغيوم متساوية في الحجم فإنّها ستنتج كميّات مُختلفة من الصّواعق، بحيث يعتمد حجم الغيمة أو السّحابة على: مقدار الشّحنة الكهربائية، سرعة الهواء الذي يتحرّك داخلها، بالإضافة إلى اعتمادهِ على كمية بلورات الجليد التي تكوّنت فيها.
كما أنّ هناك أعداد كبيرة تُقدر بالملايين من الصّواعق التي تنتشر كلّ يوم في العالم، وقد تحدث هذه الصّواعق داخل السّحابة، أو بين السُّحب التي تُصيب الأرض، بحيث تكون أكثر المناطق عُرضةً لحدوث صاعقة هي المناطق القريبة من خطّ الإستواء.
طرق الوقاية من الصّواعق
- منع سريان التيار في الجسم عند حدوث البرق على سطح الأرض وبالقرب من الأشخاص.
- ضم الرّجلين حتى تُلامس كلّ منهما الأخرى في نقطة واحدة، حيث يكون الوقوف بقدمينِ مضمومينِ.
- اللاجوء إلى الأماكن الآمنة عند حدوثها، والإبتعاد عن المباني غير المحميّة، وعن الأشجار المُنعزلة والواقعة على قمم التلال والجبال.
- الابتعاد عن أسلاك الأسوار المعدنيّة.
- استخدام مانعات الصّواعق لحماية المباني والمُنشآت.
مانعات الصواعق
هي عصًا معدنية لها رأسانِ مُدبّبانِ يعمل أحدهما على تثبيتها بسطح الأرض في حين يقوم الآخر بجمع الشّحنات وجذبها، بحيث تقوم هذه المانعة بامتصاص التّيار الكهربائي الناتج عن الصواعق لحمايّة الأجهزة والمعدات الكهربائية.
كما تقوم مانعة الصّواعق بحماية الإنسان من الأخطار الناتجة عن حدوث الصّواعق، وتُقلّل من التأثير التّدميري النّاتج عن الصّاعقة، من خلال امتصاص التّيار الكهربائي وتفريغهِ في الأرض، كما أنّها تمنعُ انتشار الشّحنات الكهربائية على المباني والأشخاص.
كما يُمكن تعريف مانعة الصوّاعق على أنّها إحدى الوسائل التي تُستخدم لمنع وصول الصّواعق بغض النظر عن قوّتها للأفراد، كما أنّها تحُدّ من انتشارها وتوسُّع ضررها، حيث تعمل على تفريغ الشّحنات الكهربائية في الأرض بدلاً من انتشارها على المباني والأبراج.