علم الطبقات الحيوية هو فرع من علم الطبقات يستخدم الأحافير الموجودة في الصخور الرسوبية لربط التكوينات الجيولوجية وتأريخها. وهو يقوم على مبدأ الخلافة الحيوانية، الذي ينص على أن الأنواع الأحفورية تتعقب بعضها البعض بترتيب يمكن التنبؤ به، وأنه يمكن استخدام هذا الترتيب لتأريخ الصخور وربط التكوينات الجيولوجية عبر مسافات كبيرة.
الطباقية الحيوية للصخور الرسوبية
يعتبر الرسم الطبقي الحيوي مفيدًا بشكل خاص في تحديد تاريخ الصخور الرسوبية التي لا تحتوي على نظائر مناسبة للتأريخ الإشعاعي. من خلال تحليل أنواع الأحافير وتوزيعها داخل طبقة صخرية، يمكن للجيولوجيين تحديد العمر النسبي للصخور ومقارنتها بطبقات الصخور الأخرى في المنطقة.
يمكن أن يوفر الرسم الطبقي الحيوي أيضًا معلومات قيمة حول تطور الحياة على الأرض. من خلال دراسة توزيع ووفرة الأنواع الأحفورية المختلفة داخل طبقة صخرية، يمكن لعلماء الأحافير إعادة بناء النظم البيئية القديمة والمناخ الذي كانوا يعيشون فيه. على سبيل المثال يمكن أن يشير وجود أنواع معينة من الحفريات البحرية في طبقة صخرية رسوبية إلى أن المنطقة كانت مغطاة في السابق ببحر ضحل، في حين أن وجود حفريات نباتية يمكن أن يشير إلى بيئة أرضية.
بالإضافة إلى تأريخ التكوينات الصخرية الرسوبية وربطها، يمكن أيضًا استخدام الرسم الطبقي الحيوي لتحديد الأحداث الرئيسية في التاريخ الجيولوجي للأرض. على سبيل المثال تم تمييز انقراض الديناصورات في نهاية العصر الطباشيري بحدود مميزة في السجل الأحفوري، تُعرف باسم حدود K-Pg. يمكن استخدام هذه الحدود لربط التكوينات الصخرية في جميع أنحاء العالم وتوفر علامة لنهاية حقبة الدهر الوسيط وبداية عصر حقب الحياة الحديثة.
تعد الطباعة الطبقية الحيوية أداة قوية لتأريخ وربط التكوينات الصخرية الرسوبية بناءً على الحفريات التي تحتويها. يوفر رؤى مهمة حول تطور الحياة على الأرض ويمكن استخدامه لتحديد الأحداث الرئيسية في التاريخ الجيولوجي لكوكبنا. من خلال الجمع بين البيانات الطبقية الحيوية مع المعلومات الجيولوجية والجيوفيزيائية الأخرى، يمكن للجيولوجيين إعادة بناء البيئات والمناخات القديمة التي شكلت الأرض على مدى ملايين السنين.