ما هي الطيات القصية؟
عندما نتتبع نطاقات القص اللدنة أو المرنة أو المطيلية في العمل الميداني، نلاحظ أنها تحتوي على أنماط متعددة من الطيات، وهذه الطيات تختلف في نشأتها وطريقة تكونها من نطاق قصي إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى في نفس النطاق القصي، كما أنها إما أن تكون متكونة قبل عملية القص أو متزامنة مع عملية القص أو متكونة قبل عملية القص أو متكونة في مرحلة تالية لعملية القص.
ويصعب في بعض نطاقات القص معرفة كيفية نشأة وفترة تكوين هذه الطيات القصية، ولهذا السبب فإنه كثيراً ما يشار إليها باعتبارها نوعاً من الطيات الميلونيتية، وعلى أية حال ففي العديد من نطاقات القص وبخاصة الكبيرة منها يمكن ملاحظة التباين الواضح في عملية القص من منطقة إلى أخرى عبر المسارات الجيولوجية، التي يتم تنفيذها بشكل مستعرض على هذه النطاقات.
فعلى الحواف الخارجية من هذه النطاقات تكون عملية القص ضعيفة جداً إلى الحد الذي يصعب معه تكوين أية طيات أو تراكيب جيولوجية، أما الأجزاء الداخلية من نطاقات القص فعادة ما تكون عالية الانفعال وفي مثل هذه الأجزاء تكون الفرصة مواتية لتشكيل وتكوين أنواع مختلفة من الطيات.
ولقد أشارت العديد من الدراسات الحقلية والتركيبية الحديثة أن جميع الطيات القصية تكون غير متمالة الشكل وتشبه إلى حد كبير بعضها البعض، وهذا ما دفع الباحثين إلى الاعتماد عليها في تحديد طبيعة الحركة على نطاقات القص، أي اعتماد عملية التماثل في حد ذاتها فضلاً عن الاتجاه والشكل الهندسي النهائي لمثل هذه الطيات، وربما يكون نتاج مجموعة من العوامل التي يندرج تحتها عملية القص.
ومن ثم فإن ارتباط مثل هذه الطيات بالأنموذج الحركي لنطاقات القص ربما يبدو معيباً بعض الشيء حيث أن عملية الاستدلال على طبيعة الحركة على مثل هذه النطاقات يمكن الوقوف عليه باستخدام مجموعة أخرى من أدلة أو دلائل الحركة بعيداً عن تماثل أو عدم تماثل الطيات.
آلية أقسام الطيات القصية:
تنقسم الطيات القصية إلى ثلاثة أنواع رئيسية (طيات موجودة قبل عملية القص، طيات تتكون مع بداية عملية القص، طيات تتكون مع نهاية عملية القص)، يلاحظ من هذا التقسيم أنه لم يكن ثمة إشارة إلى الطيات التي تتكون في فترة تالية لعملية القص، حيث أن مثل هذه الطيات عادة ما تتكون بميكانيكية مختلفة.
كما أن القسم الأول من الطيات القصية يتكون عندما تؤثر عملية القص على وحدات صخرية مطوية (أو منطوية) بالفعل، حيث تؤدي عملية القص إلى إعادة تشكيل البناء الهندسي النهائي لمثل هذه الطيات، أما القسم الثاني من الطيات القصية فيتكون عندما تحدث عملية قص لصخور تحتوي على مستويات (مثل التطبق أو التورق الصخري) حيث تحدث عملية إعادة توجيه أو انحراف لمثل هذه المستويات بموازاة مستوى القص الرئيسي لتتكون بذلك طيات قصية.
ويلاحظ أن عملية اعادة التوجية غالباً ما تكون مصحوبة بعدم ثبات ميكانيكي ينجم عنها في البداية تكون بعض التراكيب الانبعاجية (التراكيب الإبزيمية أو الاحديدابية) والتي يحدث لها بعض التغير أو التحوير بزيادة عملية القص، وبالنسبة للقسم الثالث والأخير، وهو الطيات التي تتكون مع نهايات عملية القص فتتكون نتيجة لعدم الثبات المصاحب لعملية القص.
وإزاء ذلك تتكون طية واحدة أو مجموعة من الطيات في داخل نطاق القص، وعلى الرغم من أن مثل هذه الطيات تبدو متزامنة مع عملية القص، إلا أنها عادة ما تتكون بعد فترة معينة من عملية التشوه، ويجدر الإشارة إلى أنه في الحقل غالباً ما توجد الأنواع الثلاثة من الطيات القصية بجوار بعضها البعض ونادراً ما يوجد نوع بصورة منفردة.
كما أنه في معظم نطاقات القص يصعب التمييز بين هذه الطيات القصية وبخاصة بين الطيات المتكونة قبل عملية القص، والطيات المتكونة قبل عملية القص والطيات المتكونة مع بدايات عملية القص، ومكمن الصعوبة يأتي عندما لا يحدث تغير واضح في عملية التشوه مع مرور الوقت.
وصف مفصل لأقسام الطيات القصية:
- الطيات الموجودة قبل عملية القص: إن بعض نطاقات القص اللدنة أو المرنة أو المطيلية من الممكن أن تقطع صخوراً تحتوي على تورق صخري أو طبقات مطوية أو منطوية، وعادة ما تكون مثل هذه الطيات القديمة غير متماثلة نتيجة لعدم الثبات الميكانيكي المصاحب لعلمية القص، ويمكن تفهم طبيعة هذه الطيات من خلال حالتين:
- عندما يكون القص خامداً: عندما تتأثر الطيات الموجودة في منطقة ما بعملية قص خامد، فإن أجنحتها يحدث لها انحناء ودوران نتيجة للتزايد والتدرج في عملية التشويه، ومن ثم فإنه يمكن الوقوف على ما ينتاب اتجاه الطيات من تغير بل وساب الاتجاه النهائي في الطيات.
ومن خلال إجراء تحليل هندسي في أية منطقة من نطاق القص، شريطة أن يكون الاتجاه الأولي لأجنحة الطيات معروفاً، وقيمة التشوه الناجمة عن القص محسوبة، ومن الناحية النظرية فإن الشكل الهندسي النهائي للطيات المتأثرة بعملية قص خامد يكون معتمداً على طول الأجنحة واتجاهاتها النسبية.
ونظراً لاختلاف معدلات الانحناء والدوران وقيم الانفعال لمجموعة من الخطوط المختلفة الاتجاهات، فإن الطيات تبدو في القطاعات الجانبية غير المتماثلة، وبصفة العموم فإن المحصلة النهائية لتأثير عملية القص الخامد على الطيات الموجودة بمنطقة ما ينجم عنها تماثل واضح في ميول أجنحة الطيات.
بمعنى أن تصبح الطيات متماثلة الميول وفي بعض الحالات يحدث عدم تماثل في الطيات ويصبح شكلها أقرب ما يكون إلى حرفي Z وS، وربما يترتب على عملية القص الخامد انعكاس في عدم تماثلية الطيات متى كانت غير متماثلة قبل تأثر عملية القص. - عندما يكون القص خامد: وفي هذه الحالة فإن الانفعال المصاحب لانحناء ودوران الطبقات أو التورق الصخري لا يؤدي فقط إلى تغيير في اتجاهات الطيات الموجودة بالفعل، وإنما قد يترتب عليه تكون مجموعة جديدة من التراكيب (مثل الطيات والتراكيب سجقية الشكل) التي ربما تكتنف بداخلها الطيات القديمة أو على أقل تقدير نطاقات المفصلة المميزة لها.
- عندما يكون القص خامداً: عندما تتأثر الطيات الموجودة في منطقة ما بعملية قص خامد، فإن أجنحتها يحدث لها انحناء ودوران نتيجة للتزايد والتدرج في عملية التشويه، ومن ثم فإنه يمكن الوقوف على ما ينتاب اتجاه الطيات من تغير بل وساب الاتجاه النهائي في الطيات.
- طيات تتكون مع بداية عملية القص: إن هذه الطيات القصية تتكون عندما تحدث عملية قص لصخور تحتوي على مستويات مثل التطبق أو التورق الصخري، حيث تحدث عملية إعادة توجيه أو انحراف لمثل هذه المستويات بموازاة مستوى القص الرئيسي لتتكون بذلك طيات قصية.
وقد أكدت العديد من الدراسات أن عملية الطي تكون ناجمة عن التباين والاختلاف في الخصائص الانسيابية لمستويات التطبق الصخرية، فضلاً عن عدم الثبات الميكانيكي بين هذه المستويات، وتحت هذه الظروف فإن التراكيب المتكونة تكون معتمدة على العلاقة بين مستويات التطبق وآلية التشوه الذي يحدث لهذه المستويات بأنه خامد أو غير خامد.
وعندما يحدث تشوه خامد لمستويات التطبق، فإنها تنحني بذلك حول محور مكونة زاوية تتراوح من صفر إلى 90 درجة مع اتجاه القص.