العالم حسن بن الهثيم

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن ابن الهيثم:

هو أبو علي الحسن بن الهيثم، كان من مواليد البصرة سنة” 965″ للميلادي، توفي في مصر في القاهرة عام”1040″ميلادي، كان من أشهر علماء التاريخ، اشتهر في مجال الرياضيات والفلك، كما أنّه تمكّن من تقديم العديد من المُساهمات والانجازات في علم البصريّات والتجارب العلميّة.

كان ابن الهيثم مُحباً للعلم منذ نعومة أظفاره، إلى جانب حبه للإطلاع والاستكشاف، وفي مرحلة شبابه استمر في مواصلة أبحاثة ودراسته حتى أنّه سافر إلى العديد من مناطق ودول العالم للحصول على أكبر قدر من المعلومات، إلى جانب ذلك فقد درس ابن الهيثم الطب وأبدع فيه حتى أنّه تخصص في مجال طب العيون؛ الأمر الذي ساعد في اشتهاره بشكلً سريع.

إلى جانب ذلك فقد تمكّن ابن الهيثم من نشر وإيصال جميع أعماله الأصلية الخاصة به إلى العالم الخارجي، هذا وقد سعى العديد من العلماء والأشخاص في الحفاظ على تلك الأعمال حتى بعد وفاة ابن الهيثم، أمّا عن الإهتمام الرئيسي في أعمال ابن الهثيم فقد ركّز على تفسير العديد من الظواهر الطبيعيّة والعمليّة من خلال اعتماده على عدد من الفرضيّات والنظريّات الفيزيائيّة والرياضيّة.

هذا وقد كان ابن الهيثم أول العلماء الذين اهتموا بدراسة جميع القواعد الرياضيّة التي تتعلّق بكل من الدائرة والمُثلثات، كما أنّه تمكّن من تحقيق نجاحاً واسعاً في تفسير النظريّة المُتعلقة بقياس المُثلثات ومن أهمها جيب وجتا وظل الزاوية؛ الأمر الذي دفع العديد من علماء الغرب خاصةً العلماء الأوروبين من اللجوء إلى تفسيراته وتحليلاته في دراسة علم الرياضيات.

ومع استمرار دراسات وأبحاث ابن الهيثم إلى جانب قيامه في العديد من التجارب تمكّن في النهاية من الوصول إلى اكتشاف ظاهرة انكسار الضوء وانحراف الصورة وذلك عندما يتم مرور شعاعاً ضوئيّاً خلالها، هذا وقد ساهم من خلال الإعتماد على زاوية سقوط الضوء وانتقاله من مكان لآخر في تحديد ومعرفة درجة الانعطاف التي تتكوّن بفعل الأشعة الضوئيّة، كما أنّه اعتمد في ذلك على معرفة كيفيّة تكوّن الضوء في وسطٍ ما.

الأسباب التي ساعدت في ازدهار ابن الهيثم:

تميّز ابن الهيثم بالعديد من الصفات والدوافع التي سمحت له بالازدهار والرقي بشكلٍ كبير، ومن هذه الدوافع:

  • كان شديد الذكاء والفطنة، حيث لم يشهد الزمان عالماً كابن الهيثم الذي تميّز بفطنته وشدة تحليله وتفسيره للمعطيات التي أمامه، كما أنّه بذل جهداّ كبيراً لإفادة من حوله.
  • تميّز بشغفه وحبه للآخرين، حيث كان يسعى جاهداً لتحقيق المنفعة لناس؛ الأمر الذي جعله يبذل وقتاً وجهداً عظيماً في تحقيق أهدافه وتجاربه التي كان ومازال الناس يلجأوون إليها.
  • إلى جانب ذلك فقد ركّز ابن الهيثم على نمو نفسه وإزدهارها في كل شيء كان قادر على اتقانه بشكلٍ كامل؛ الأمر الذي جعله يعُدّ العدة لزمان شيخوخته وهرمه.
  • تميّز ابن الهيثم برفضه لجميع المُسلمات والأدلة المرفوضة وغير المُثبتة بالأدلة والمنطق؛ الأمر الذي جعله يعتبر تلك المُسلمات ماهي إلّا نظريّات واقتراحات قابلة للتعديل.

ابن الهيثم وعلم النفس:

كان ابن الهيثم من العلماء الذين ربطو بين علم النفس والموسيقى، حيث انّه اهتم بشكلٍ كبير في تلك المجالات والذي ظهر جليّاً في مُساهمته في كتابة مخطوطة خاصة به بيّن فيها طبيعة الترابط والتناغم الذي يحدث للحيوانات عند سماعها نغمةً مُحددة؛ فمثلاً تمكّن ابن الهيثم من استنتاج أنّ سرعة الجمل قد تزداد أو تقل وذلك بالاعتماد على مدى قوة الحداء، إلى جانب تجاربه التي أجراها على الطيور والخيول والزواحف حتى يتمكّن بشكلٍ نهائي من اثبات مدى تأثير الموسيقى على تلك الحيوانات.

فلسفة ابن الهيثم:

اهتم ابن الهيثم في مجال الفلسفة بشكلٍ كبير ظهر ذلك من خلال انتقاده للعديد من العلماء من أهمه أرسطو الذي انتقده في مخطوطة كتب فيه مُخالفاً لأرسطو الذي قال: أنّ المكان هو شيء ساكن لا يتحرك يكون ثنائي الأبعاد يحتوي على العديد من الأجسام ويتصل بها” حيث جاء انتقاد ابن الهيثم لهذه المقولة بقوله أنّ المكان هو فراغ يكون ثلاثي الأبعاد وليس ثنائي كما ورد على لسان أرسطو، حيث يتواجد هذا الفراغ بين جميع أسطح الجسم الداخليّة.

هذا وقد تمكّن ابن الهيثم من التوصّل إلى فكرة أنّ ذلك المكان يكون قريب جداً من الفضاء؛ الأمر الذي جعله يُسلط الضوء على مفهوم المكان عند رينيه ديكارت، وبعد أن تمكّن ابن الهيثم من نجاح تلك الفكرة بدأ بتقديم إثباتات هندسيّة تتحدّث عن هندسيّة المكان وما حولها.

هذا وقد كانت فلسفة ابن الهيثم تتحدّث بشكلٍ رئيسي عن تخيّل الفضاء وآثاره وخصائصه، كما أنّه أجرى العديد من التجارب التي توصّل من خلالها إلى التغيّرات التي تحدّث في فهم الإدراك البصري للفضاء العيني.


شارك المقالة: