ما المقصود بالعصر الإيوسيني؟
عصر الإيوسين (Eocene) هو عبارة عن حقبة جيولوجية تتابعت من 56 مليون سنة إلى 34 مليون سنة قديماً، كما أن هذا العصر هو الحقبة الثانية من عصر الباليوجين في الزمن الجيولوجي، من المهم معرفة أن عصر الإيوسين يمتد من نهاية العصر الباليوسيني إلى بداية العصر الأوليغوسيني.
تميزت بداية العصر الأيوسيني بتناقص تركيز نظير الكربون C13 داخل الغلاف الجوي بشكل كبير، إذا ما قورن بالنظير الأكثر انتشاراً، كما تُعد بداية عصر الإيوسين هي بروز أول الثدييات الحديثة، أما علامة نهاية هذا العصر فهي موجة انقراض جماعي كبيرة جداً (تعني انقراض العصر الإيوسيني الأوليجوسيني)، والتي من الممكن أن سببها كان اصطدام جسم كبر جداً أو نيزك متفجر في سيبيريا.
وكما قال الجيولوجيين أن كلمة الإيوسين تعني فجر الحياة الحديثة وقد استمر هذا الزمن ما يقرب من 25 مليون سنة، وفي نهاية العصر الطباشيري تراجع البحر عن مناطق كثيرة من العالم.
ومن أهم المناطق التي انحسرت عنها المياه وأصبحت يابسة هي منطقة شمال غرب أوروبا، حيث تعرضت الطبقات الطباشيرية لعوامل التعرية زمناً طويلاً قبل أن يغمرها البحر مرة ثانية، وانخفض قاع البحر سريعاً من بعض المناطق مكوناً ما يعرف بأحواض الترسيب، ومن أمثلتها المشهورة حوض لندن وحوض باريس، أما بحر التيثس فقد امتد من جنوب أوروبا حتى جزر الهند الشرقية.
وفي مصر وصلت مياه بحر الإيوسين إلى جنوب أسوان أما رواسب الإيوسين العلوي فهي ممثلة في الجزء الشمالي فقط مثل مناطق المقطم والفيوم وطريق مصر والسويس، وكانت من نتيجة الحركة الألبية التي بدأت في نهاية العصر الطباشيري وأدت إلى ارتفاع جبال الألب في جنوب أوروبا، حيث تكونت في عصر الإيوسين أجزاء مرتفعة من مناطق مختلفة من مصر مثل جبل أبو رواش وجبال الدست في الواحات البحرية.
وفي زمن الإيوسين غمر البحر كثير من المناطق في الغرب والجنوب كما في جنوب شرق الجزر البريطانية وشمال فرنسا والبرتغال وهولندا وشمال المانيا وايطاليا بالإضافة إلى جبال الألب وجنوب شرق أوروبا وشمال أفريقيا، وامتد البحر شرقاً حتى جنوب غرب آسيا ما عدا جنوب المملكة العربة السعودية وجنوب الهند.
واتصل بالمحيط الهندي خلال خليج البنغال، وفي هذا البحر الداخلي المفتوح تكونت الرواسب البحرية وأهم الصخور المميزة هي صخور الحجر الجيري النموليتي التي يصل سمكها إلى عدة آلاف من الأقدام، وهذه الصخور الجيرية النموليتية توجد على ارتفاع 10 آلاف قدم بجبال الألب وعلى ارتفاع 20 ألف قدم في هضبة التبت tibet، ومن مثل هذه الأحجار الجيرية بنى الفراعنة أهرام الجيزة بمصر.
