ما هي القوى المسؤولة عن استقرارنا على الأرض؟
تصبح الأشياء أكثر تعقيداً فقط عندما نتعامل مع قوى الطبيعة، العالم من حولنا مفعم بوسائل إظهار التأثيرات المختلفة، فالكرة تضرب بالمضارب ويلقي المتحمسون المندفعون بأنفسهم من حالق في اتجاه الأرض كذلك تستطيع المغناطيسات الاحتفاض بقطار فائق السرعة على ارتفاع قليل من القضبان الفلزية، وتصدر عدادات جايجر نبضات كرد فعل للمواد المشعة وتنفجر القنابل النووية، ويمكن التأثير على الأشياء بدفعها أو هزها بعنف أو بقذف أو إطلاق أشياء أخرى عليها أو بواسطة مطها أو ليها أو طحنها أو تجميدها أو تسخينها أو من خلال حرقها.
وقد جمع الجيولوجييون خلال المائة سنة الماضية تلالاً من الأدلة التي أكدت أن كل التداخلات بين الأجسام والمواد المختلفة، وكذلك ملايين وملايين أخرى من الأمور التي نتعامل معها يومياً يمكن اختزالها إلى مجموعة من أربعة قوى أساسية والجاذبية هي إحدى هذه القوى أما الثلاث الأخريات فهي القوى الكهرومغناطيسية والقوى الضعيفة والقوى القوية، وأكثر هذه القوى شيوعاً هي الجاذبية فهي المسؤولة عن وجودنا في مدار حول الشمس وعن استقرار أقدامنا على الأرض، وتعبر كتلة الجسم عن مقدار ما تبذله من جاذبية ومقدار ما يقع عليها منها، والقوى التي تلي الجاذبية شيوعاً هي الكهرومغناطيسية.
وهي القوى التي تقف وراء كل مظاهر الرفاهية في العصر الحديث مثل الأضواء والحاسبات وأجهزة التلفزيون والتيليفون، كما أنها وراء صواعق البرق العظمى واللمسة الرقيقة ليد إنسان، وعلى المقياس الميكروسكوبي فإن الشحنة الكربائية للجسيمية تلعب دوراً في القوى الكهرومغناطيسية يماثل دور الكتلة في حالة الجاذبية فهي تحدد مدى ما تبذلة الجسيمية ومدى در فعلها كهرومغناطيسياً، والقوى القوية والضعيفة أقل ألفة لأن تأثيرها يتضاءل بسرعة خلال المسافات ما عدا المسافة تحت الذرية وهي القوى النووية ولهذا السبب لم تكتشف تلك القوى إلا حديثاً.
والقوى القوية هي المسؤولة عن تماسك الكواركات بعضها مع بعض في البروتونات والنيترونات والاحتفاظ بالبروتونات والنيوترونات محشورة بعضها مع بعض داخل أنوية الذرات، أما القوى الضعيفة فهي المعروفة بأنها المسؤولة عن التفتت الإشعاعي لمواد مثل اليورانيوم والكوبلت، وقد اكتشف علماء الأرض خلال القرن الماضي سمتين عامتين لكل هذه القوى، والسمة الأولى وعلى المستوى الميكروسكوبي هي أن كل هذه القوى لها جسيمية مترافقة معها يمكن اعتبارها الحزمة الصغرى لهذه القوى.