المسوحات المغناطيسية البحرية هي نوع من المسح الجيوفيزيائي المستخدم لرسم خريطة للخصائص المغناطيسية للصخور والرواسب تحت قاع المحيط. من خلال قياس الاختلافات في المجال المغناطيسي للأرض، يمكن للعلماء اكتساب نظرة ثاقبة على بنية قاع البحر وتكوينه والعمليات الجيولوجية التي شكلت كوكبنا.
أهمية المسوحات المغناطيسية البحرية
يتم إنشاء المجال المغناطيسي للأرض عن طريق حركة الحديد المنصهر في قلب الأرض. هذا المجال المغناطيسي ليس موحدًا، ويمكن أن تحدث الاختلافات في المجال المغناطيسي بسبب الاختلافات في الخصائص المغناطيسية للصخور والرواسب تحت قاع المحيط. على سبيل المثال المناطق التي تحتوي على صخور تحتوي على مستويات عالية من المغنتيت سيكون لها مجال مغناطيسي أقوى من المناطق ذات المستويات المنخفضة من المغنتيت.
يتم إجراء المسوحات المغناطيسية البحرية باستخدام مقياس المغناطيسية، وهو جهاز يقيس قوة واتجاه المجال المغناطيسي للأرض. تتحرك السفينة المجهزة بمقياس مغناطيسي ذهابًا وإيابًا فوق منطقة المسح وتجمع البيانات المغناطيسية على فترات منتظمة. ثم تتم معالجة هذه البيانات لإنشاء خريطة للخصائص المغناطيسية لقاع البحر.
أحد التطبيقات الرئيسية للمسوحات المغناطيسية البحرية هو رسم خرائط القشرة المحيطية. تتشكل القشرة المحيطية عند تلال وسط المحيط، حيث ترتفع الصهارة من عباءة الأرض إلى السطح وتتصلب. عندما تبرد الصهارة تتماشى المعادن المغناطيسية في الصخور مع المجال المغناطيسي للأرض. من خلال قياس الخصائص المغناطيسية للصخور يمكن للعلماء تحديد عمر ومعدل انتشار قشرة المحيطات واكتساب نظرة ثاقبة على العمليات التي تشكل قاع البحر.
المسوحات المغناطيسية البحرية مفيدة أيضًا في تحديد المواقع المحتملة لاستكشاف الموارد مثل الرواسب المعدنية وخزانات الهيدروكربون. بعض المعادن مثل المغنتيت، مغناطيسية بقوة ويمكن اكتشافها باستخدام مقياس المغناطيسية. من خلال رسم خرائط لتوزيع هذه المعادن يمكن للعلماء تحديد المناطق
