المعالجة الإحصائية لنتائج الاستكشاف المعدني

اقرأ في هذا المقال


ما هي المعالجة الإحصائية لنتائج الاستكشاف المعدني؟

إن العلوم الجيولوجية التطبيقية تعتمد بشكل كبير على الملاحظات والمعلومات بالإضافة إلى الدلائل العينية والتحليلية في وصف وتوضيح خصائص ومميزات التكوينات والتراكيب الجيولوجية، كما أنها تقوم بوصف الترسبات المعدنية.
هناك مجموعة كبيرة من الملاحظات والفرضيات التي تكون غير مضمونة، كما أنها تقع في دائرة الحدس والتخمين الجيولوجي؛ وذلك بالاعتماد على الرؤيا الجيولوجية ومعرفة وفهم طبيعة نشوء وتشكيل الترسبات المعدنية والتراكيب والظواهر الجيولوجية الأخرى، وفي الوقت الحاضر أصبح الإحصاء هو أداة وطريقة فعالة في يد الجيولوجي تساعده في الكشف عن الغموض والشك الذي يصاحب أعمال الاستكشاف والتقييم المعدني.
كما أن الإحصاء أصبح يدعى حالياً بإسم الرياضيات التطبيقية؛ وذلك بسبب الاستخدامات الواسعة في معالجة مختلف أنواع البيانات والمعلومات التي تصدر من مختلف مجالات العلوم الجيولوجية والمعارف العلمية الأخرى، كما أن الجيولوجيا الإحصائية أصبحت اليوم تدعى بالجيولوجيا الرياضية Geostatistics، كما أنه تم اعتبارها بأنها المجال التطبيقي للجيولوجيا في تطبيق مختلف أنواع الحسابات الرياضية والإحصائية؛ وذلك بهدف فهم وتحليل صفات ومميزات المكونات الجيولوجية المتنوعة، حيث يتم ذلك عن طريق تطبيق معالجة إحصائية للبيانات سواء كانت ناتجة من عمليات الاستكشاف الميدانية أو ناتجة من التحاليل المختبرية المختلفة.
هناك بعض من آليات المعالجة الإحصائية تكون مميزة بالبساطة في توضيح البيانات، والتي من المحتمل أن تقدم لنا معلومات مفيدة عن مميزات وخصائص الترسبات المعدنية مثلاً، أو أي مكون جيولوجي تحت الدراسة مثل البيانات الصورية أو البيانات الكمية أو على هيئة منحنيات أو جداول تكرارية، مع العلم أن استعمال هذه التقنية لا يعتمد على التوزيع المكاني لمناطق النماذج والتي أصبح استعمالها محدود في الوقت الحالي، في حين أن الأساليب والحسابات الإحصائية المتقدمة مثل حساب الاختلاف Semivariogram تهتم وتأخذ بعين الاعتبار التوزيع المكاني لأماكن النماذج، والتي بها تصبح المعلومات الناتجة ذات القيمة وفائدة علمية تفسر خصائص ومميزات أي مكون جيولوجي.
كما يتم عرض النتائج بشكل دقيق وموثوق وبدون الرجوع إلى عامل المجازفة أو التخمين، حيث أن آلية استعمال المعالجات الإحصائية تعتمد على أساس الحصول على بيانات ونتائج دقيقة عن طريق معالجة مجموعة قليلة من قيم النماذج، التي يتم الحصول عليها من خلال دراسة وفهم الجسم معدني أو دراسة المكون جيولوجي المطلوب القيام بتقييم معدني أو جيولوجي له، كما أن النتائج الناتجة من المعالجات الإحصائية ممكن أن تكون دليل سلبي أو دليل إيجابي من ناحية الدراسات الجيولوجية والمعدنية وقد تمنح الضوء الأخضر في التقدم نحو استكشاف الجسم المعدني أو الإكتفاء بما تم الحصول عليه في حال كانت النتائج غير مشجعة؛ وذلك لتفسير جانب من طبيعة الدراسات الإحصائية، حيث نقوم بافتراض أن هناك جسم أو ترسبات معدنية.
كما يوجد قرار لاستكشاف وتقييم هذه الترسبات المعدنية وهذا القرار يكون عن طريق حفر شبكة آبار لبابية استكشافية ذات عدد محدود ومتناثرة في المنطقة المقصودة، بهدف الحصول على نماذج لبابية يتم استعمالها في تقييم هذه الترسبات المعدنية، كما أن المعلومات البدائية التي من المحتمل الحصول عليها هي عبارة عن سمك الترسبات المعدنية وعمقها عن سطح الأرض لكل بئر، ومن أجل أن تتم معرفة سمك الترسبات المعدنية وعمقها أو امتداداتها في أماكن جديدة يجب حفر آبار استكشافية جديدة، حيث أن هذا لا يمكن تحقيقه بسبب الوقت الطويل المستغرق وحاجته إلى إضافة تكاليف اقتصادية جديدة.
إن عملية الرجوع إلى المعالجات الإحصائية في النتائج تملك هدف محدد وهو استعمال هذا العدد المحدود من الآبار المحفورة والنتائج الناتجة منها في الاستدلال وفهم الترسبات المعدنية في الأماكن الجيدة بشكل دقيق ومعقول، كما أن عملية معرفة سمك وامتداد هذه الترسبات المعدنية يتم من غير الرجوع إلى حفر آبار جديدة، فإن النتائج الناتجة تكون دقيقة جداً وبعيدة عن مبدأ التخمين والمجازفة، ومن خلال ذلك نستطيع أن نختصر الوقت وتقليل التكلفة الاقتصادية وهدر الأموال.
وبذلك فإن عملية المعالجة لنتائج الاستكشاف المعدني تُمكن الجيولوجيين من فهم كل ما يخص عمليات الاستكشاف المعدنية؛ وذلك بهدف التمكن من الاستغلال المعدني وفهم آلية التعامل مع هذه الطريقة التي قام الجيولوجيين باستغلالها؛ لأنها تعد من أهم الطرق في الاستكشاف المعدني، وهذه المعالجات تقوم بتفسير الطريقة الجيو إحصائية التي تستعمل في تقدير احتياطي الترسبات المعدنية لهذا، السبب تم تسميتها بالمعالجات الإحصائية التي تخص الاستكشافات المعدنية واستغلالها.


شارك المقالة: