مفهوم النظام البيئي
هو مجموعة من العناصر، تعمل فيما بينها بشكل مترابط ومتكامل في بيئة محدَّدة، يكون هذا النظام كبير جداً مثل البحار، أو قد يكون صغيراً جداً كشجرة صغيرة مزروعة في أرض ما، بحيث يعتمد هذا النِّظام على طبيعة التفاعل الحيويِّ بين مكوناته الحيَّة وغير الحيَّة في نفس البيئة؛ بهدف الوصول إلى نوع من التوازن البيئيِّ المستمر.
كما أنّه يُعتبر الوحدة الأساسية والرئيسية في علم البيئة، حيث يُشير إلى أيِّ مساحة طبيعية تحتوي على كائنات حيَّة كالإنسان أو النبات أو الحيوان بالإضافة إلى وجود مواد غير حيَّة كالضُّوء أو الحرارة، بالتالي يُعدُّ هذا النظام نموذجاً مُصغراً عن البيئة في مختلف أشكالها.
يُمثل الإنسان أحد أهمِّ العناصر الأساسية لهذا النظام، وقد يؤثِّر بشكل سلبي على البيئية ممَّا يؤدي إلى حدوث خلل في توازن هذا النِّظام، وذلك من خلال قيامه ببعض الأفعال التي تؤدي لهذا الخلل كإزالة الغطاء النباتي والرعي العشوائيِّ، في حين يستطيع الإنسان القيام ببعض الأعمال التي تُحافظ على توازن هذا النظام وذلك من خلال بناء الحدائق وتطويرها، زراعة عدد كبير من الأشجار خاصَّة في المناطق الصناعية، بالإضافة إلى إنشاء جمعيات ومحميات لحماية الطبيعة.
مكونات النظام البيئي
- العوامل الطبيعيَّة والتي تؤثر على حياة الكائنات الحيَّة، كما أنّها تستطيع تحديد أنواع هذه الكائنات وأماكن وجودها، بالإضافة إلى تحديد نوع العلاقة بين هذه الكائنات، ومن أهمِّ هذه العوامل: العوامل الجويَّة: كالضوء والحرارة والرياح والضَّغط.
أمّا بالنسبة لعوامل التربة والتي لها دور مهمٌّ في تحديد نوعية الكائنات التي تعيش فيها بحيث تشتمل على مكوِّنات التربة وموقعها ونسبة الرطوبة بالإضافة إلى تحديد كميَّات المواد العضويَّة أو غير العضويَّة، وآخر عامل من العوامل الطبيعية هو العامل المائي بما فيه المياه العذبة أو المالحة بحيث تُحدِّد أماكن وجود المياه وكميّات المياه الموجودة على اليابسة.
- العوامل الحيويَّة وهي المكوِّنات الحيَّة حيث تُمثِّل كل حيٍّ في النظام البيئيِّ سواءً كان إنساناً أو حيواناً أو نباتاً، بحيث ترتبط هذه الكائنات مع بعضها البعض في علاقات متبادلة فمثلاً الإنسان والحيوان لا يستطيعان العيش دون الأكسجين الذي تبعثه النباتات وكذلك النباتات التي تحتاج لثاني أكسيد الكربون الصَّادر من الإنسان والحيوان لذلك يُطلق على هذه الكائنات التي تعيش مترابطة ومتكاملة مع بعضها البعض بالمجتمع الحيويِّ.
- “كما يحتوي النظام البيئي على عناصر حيَّة كالمنتجات وهي كائنات نباتية تقوم بصنع غذائها بنفسها مُعتمدة في ذلك على الكائنات غير الحيَّة كالنبات الأخضر، وهناك المستهلكات والتي تعتمد في غذائها على كائنات أخرى كالحيوانات آكلة العشب واللحوم والإنسان، في حين تقوم المُحللات بتحليل المواد العضويَّة بغضِّ النَّظر عن نوعها إلى مواد مُفكَّكة أو مواد سهلة الامتصاص كالفطريات والبكتيريا”.
أنواع النظام البيئي
- النظام البيئي المُتكامل أو المفتوح: يضُمُّ جميع مكونات النظام البيئي من كائنات حيَّة أو غير حيَّة.
- النظام البيئي المغلق أو غير المُتكامل: حيث يضمُّ الكائنات الحيَّة أو غير الحيَّة ولكن ينقصه أحد هذه المكونات أو أكثر من مكون، كما أنّ الشَّمس لا يمكن أن تصل إلى هذا النِّظام، بالإضافة إلى افتقاره للبيئات المنتجة كالبحار والمحيطات.
الاختلال في التوازن البيئي
نتيجة التفاعل المستمر بين الكائنات التي تعيش في البيئة تقوم البيئة بالحفاظ على توازنها، ومع استمرار هذا التفاعل ونشاط الكائنات الحيَّة المستمر تصل البيئة إلى تحقيق التوازن البيئي، ولكن إذا حدث أيّ خلل أو تغيير في العوامل التي تؤثر على البيئة أو حدوث تغيُّرات مُفاجئة في الظُّروف الطبيعية كتساقط الأمطار يحدث خلل مباشر في هذا التوازن البيئيِّ.
بحيث تُعتبر أهمُّ الأسباب التي تؤدي إلى حدوث خلل في النِّظام البيئيِّ هو تدخُّل الإنسان المباشر من خلال قيامه بأعمال تؤدي إلى تغيُّر العوامل الطبيعيَّة كاستخدام المبيدات الحشرية والأسمدة والرعي الجائر بالإضافة إلى قطع الأشجار وأكثر من هذه الأعمال كتجفيف البرك والبحيرات من أجل بناء السُّدود، والتي تؤدِّي إلى تدمير البيئة بشكل كبير، أمّا بالنِّسبة للتغيير في الظروف الطبيعية فينتج عنه انقراض بعض أنواع الكائنات الحيَّة وظهور أنواع أخرى.
طرق الحفاظ على التوازن البيئي
- العمل على استصلاح الأراضي ذات التربة الجَّافة وتوسيع نطاق الزراعة.
- بناء وإنشاء محميات طبيعية لحماية الحيوانات والحفاظ عليها من الانقراض.
- تحديد الصَّيد البريِّ أماكنه وأوقاته لحماية الحيوانات البريَّة من الانقراض من خلال فرض قوانين يجب الالتزام بها.
- منع الاستغلال الجائر لعناصر البيئة من قبل الإنسان.
- استبدال الملوِّثات البيئية بمواد أقل ضرراً وتأثيراً.
المصادر التي تهدد النظام البيئي
- الأمطار الحمضية: بدأ هذا النوع من الأمطار بالظُّهور بعد زيادة اعتماد الإنسان على الفحم الحجريِّ والبترول والنفط في توليد الطَّاقة، بحيث يؤثِّر هذا النوع من الأمطار بشكل كبير وخطير على النباتات وطبيعة حياتهم بالإضافة إلى تأثيره على الغطاء النباتي، كما تؤثِّر على الكائنات الحيوانيَّة خاصَّةً الحيوانات التي تعتمد على الحشائش في غذائها.
- المبيدات والأسمدة الزِّراعية: حيث تؤثِّر كثرة استخدام هذه المبيدات على السِّلسلة الغذائية من خلال تعرُّض الإنسان للخطر نتيجة هذه المبيدات حيث تُسبِّب العديد من الأمراض السَّرطانية وأمراض الكَبِد، كما أنّ هذه المبيدات تؤثر على حياة الطيور وحياة النباتات، كما أنّه مع الوقت تُصبح التربة غير صالحة للزراعة نتيجة زيادة تركيز المواد الكيميائية في الأرض.
- المخصِّبات الكيميائية: وهي مركبات تحتوي على عنصر أو أكثر من العناصر الكيميائية كالنيتروجين والبوتاسيوم، حيث تقوم هذه العناصر بتلويث التربة وتوابعها، كما أنّ الاستخدام الخاطئ لها تُلحق الضَّرر بالإنسان والحيوان بالإضافة إلى النبات.
- التَّصحُّر: والذي ينتج عن طريق الرعي الجائر وقطع الغابات والأشجار بالإضافة إلى الزَّحف العمراني على حساب الأراضي الزراعية، وبالتالي يؤثِّر على الغطاء النباتي وعلى الثورة الحيوانيَّة.
- النفايات: هي مخلَّفات ناتجة عن الأنشطة الصناعيَّة والتجاريَّة وحتى المنزليَّة، يتمُّ تحلُّلها عن طريق البكتيريا لينتج عنه مواد سائلة وغازيَّة خطيرة.