ما هي الوسائل المبكرة لتاريخ الأرض؟
لقد قدرت الطرق الحالية للتاريخ بالقياس الإشعاعي عمر الأرض فيما بين 4.6 إلى 4.8 بليون سنة، إلا أن هذا العمر الهائل للأرض يُعتبر اكتشافاً حديثاً نسبياً، وبالرغم من أن جيمس هاتون وآخرين الذين سلمو بنظرية الانتظام قد اعتقدوا بأن الأرض قديمة جداً، ولم تكن لديهم وسيلة لمعرفة العمر الدقيق للأرض، وقد جرى البحث عن العديد من الحلول لمشكلة التاريخ هذا، وتم استنباط العديد من الطرق لذلك وإحدى هذه الطرق تتمثل في معدلات الترسيب فلقد دلل بعض الجيولوجيين أنه إذا تمكنوا من معرفة معدل الترسيب ومن معرفة السُمك الكلي للصخور الرسوبية التي تراكمت خلال تاريخ الأرض عندها سوف يتمكنون من تقدير طول الزمن الجيولوجي بدقة.
وكل ما يجب عمله هو قسمة معدل السمك الكلي للرسوبيات على معدل تجمع الرسوبيات للصخور الرسوبية، ولسوء الحظ واجهت هذه الطريقة عدة صعوبات ومنها:
- يتم تجميع الرسوبيات المختلفة بمعدلات مختلفة وتحت ظروف غير مماثلة، وعليه فإن مقياس المعدل الإجمالي لتجمع الرسوبيات أمر في غاية الصعوبة، بالإضافة إلى ذلك فإنه إذا تم قياس هذا المعدل فليس بالضرورة أنه يساوي المعدل الذي يمكن تطبيقه على الماضي.
- لا يوجد موقع واحد يضم عموداً جيولوجياً متكاملاً، لذلك فإن تقدير السمك الكلي للصخور الرسوبية لا بد أن يتم بتجميع أقصى سمك معروف لكل عمر وهذه التقديرات يتحتم مراجعتها كلما اكتشفت مواقع لمقاطع جديدة أكثر سمكاً.
- تتضام الرسوبيات عند تصخرها وعليه فلا بد من أخذ هذا التضام في الاعتبار للقيام بتصحيح القياسات بناءاً على ذلك.
كما يمكن القول بأن تقديرات عمر الأرض اختلفت كثيراً عند محاولة تطبيق هذه الطريقة من قبل مختلف العلماء، والرقم الذي يمثل أقصى سمك للصخور الرسوبية يتراوح بين 9600 متر إلى ما هو أكثر من 100.500 متر ويتراوح الزمن اللازم لتجمع 0.3 متراً من الرسوبيات ما بين 100 سنة إلى أكثر من 8600 سنة، وعليه فإن عمر الأرض كما حسبت بهذه الطريقة يتراوح بين 3 مليون و1.5 بليون سنة، وشملت الطريقة الأخرى لتاريخ الأرض ملوحة مياه المحيطات والتي افترضت أنها كانت في الأصل مياه عذبة.
حيث شعر العلماء بأنهم تمكنوا من تقدير كميات الأملاح التي تنقل إلى المحيط كل سنة بواسطة الأنهار والكميات الإجمالية الموجودة حالياً بالمحيطات، وبالتالي سيتمكنوا من معرفة طول الزمن الجيولوجي وذلك بتقسيم الرقم الأخير على الأول، وباستعمال هذه الطريقة تمكن جون جولي مع بداية القرن العشرين من قياس عمر الأرض بحوالي 90 ميلون سنة.