ما لا تعرفه عن اليعقوبي:
هو أحمد بن إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح اليعقوبي، يُكنّى بأبو العباس، عُرف في زمانه باسم اليعقوبي، كان عالماً فلكياً وجغرافياً ورياضياً ومؤرّخاً عربياً مسلماً، قدم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، إلى جانب دورها في زيادة مكانته وقيمته واشتهاره، توفي بعد عام” 292″ للهجرة والموافق” 905″ للميلاد.
كان أبو العباس اليعقوبي من مواليد مدينة بغداد التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ دراساته الأولية كانت في مسقط رأسه، لم يتم ذكر تاريخ ميلاده بالتحديد في أي من الروايات والكتب، ولكن يُقال أنّه عاش في زمن الدولة العباسية، إلى جانب أنّه كان من أبرز العلماء والمؤرخين الذين ظهروا في أواخر القرن التاسع للميلاد، هذا وقد كان أبو العباس اليعقوبي ابناً لواحدة من الأسر العريقة والمعروفة في ذلك الزمان، والتي كانت تحث على العلم، حيث نشأ في جوٍ أسري علمي كان السبب وراء استمراره في البحث والدراسة، كما أنّ جده كان من موالي المنصور العباسي.
إلى جانب ذلك فقد كان لأبوالعباس اليعقوبي العديد من الدراسات والأبحاث والاكتشافات التي بدورها ساهمت في تقدّمه وزيادة مكانته وقيمته في العالم العربي والغربي، حيث يُقال أنّ شهرته وصلت إلى العديد من الدول الأوروبية خاصةً أنّ أبحاثه واكتشافاته كانت مُستمرة دون انقطاع.
يُعدّ اليعقوبي واحداً من أهم وأبرز العلماء الذين برعوا في علوم الفلك والجغرافيا والأرض، حيث كانت أولى اهتمامته هي الحصول على كماً هائلاً من العلوم والمعرفة التي تختص في تلك المجالات؛ الأمر الذي جعل منه واحداً من أبرز العلماء الذين حققوا شهرةً عالمية وتاريخية في وقتٍ وجيز.
كان اليعقوبي من العلماء المعروفين والمشهورين في مدينة بغداد بشكلٍ خاص، بذل جهوداً وتضحيات كبيرة في سبيل إيصال علمه ومعرفته، هذا وقد عُرف عنه أنّه جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك بحثاً للعلم، ورغبةً منه في تقدّم نفسه وزيادة أفكاره ومعلوماته، إلى جانب أنّه كان يعتمد على مبدأ التجربة والتطبيق قبل أن يُقدّم أي اكتشاف أو إسهام كان قد توصّل إليه.
انتقل أبو العباس اليعقوبي في بداية حياته من مدينة بغداد التي ولد فيها، حتى وصل مدينة الهند التي استقر فيها فترة طويلة، ومن بعد ذلك قرر الإنتقال إلى مجموعة من الدول المُحيطة والبعيدة، حيث يُقال أنّه زار الأقطاب العربية كاملةً؛ الأمر الذي جعل منه شخصيةً تاريخيةً عريقةً.
تولّى أبو العباس اليعقوبي العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهاره وزيادة مكانته في نفوس من عاصره من علماء وأدباء وشيوخ وحتى من تبعوه، كما أنّه حاول جاهداً تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام ومناصب؛ الأمر الي جعل العديد من الحكام والسلاطين يرغبون في وجوده بشكلٍ دائم.
التقى أبو العباس اليعقوبي بعددٍ كبير من العلماء والباحثين والمؤرخين، كما أنّه كان قد تلّمذ على يد أشهرهم، حيث أخذ علومه ومعرفته عن أهمهم، إضافةً إلى أنّه كان يُقيم العديد من المُحاضرات والندوات التي كان يعقدها في شتى البلاد والدول، والتي كان يتحدّث فيها عن أهم العلوم والمعارف التي اختص بها، فقد كان يحضر تلك المُحاضرات العديد من كبار الشيوخ والعلماء والأساتذة.
حظي أبو العباس اليعقوبي بمكانةٍ وقيمة عظيمة في نفوس كل من عاصره من علماء، إضافةً إلى أنّه كان قد ذُكر في العديد من الكتب والمؤلفات التي كتبها من تبعه وعاصره من علماء وأساتذة، إلى جانب أنّه كان من أهم وأبرز المؤرخين في ذلك الزمان؛ الأمر الذي جعله يحصل على العديد من التكريمات والهدايا تقديراً له على جهوده وأعماله التي كان قدّمها.
اشتهر أسلوب أبو العباس في عرض المعلومات والأفكار في كتبه ومؤلفاته بالأسلوب السلس المُشوّق الذي يجعل من بدأ بالقراءة يستمر حتى النهاية، إلى جانب أنّه كان من أعظم وأفضل العلماء والمؤرخين الذين ظهروا في ذلك الزمان، حيث لم ترتكز اهتماماته وميولاته على علوم الفلك والجغرافيا والأرض فقط، بل كانت له ميولاتٍ واهتماماتٍ أخرى في كثير من العلوم كعلوم الرياضيات والفلسفة واللغة وغيرها الكثير من العلوم.
إنجازات وأعمال اليعقوبي:
تمكّن أبو العباس اليعقوبي من تقديم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّم وازدهار دولته، كما أنّها ساهمت من تطوّر كل من ما يتعلق بعلم الأرض والجغرافيا والفلك، إلى جانب أنّه كان قد قدّم مجموعة من الكتب التي شكّلت نقلةً نوعية في حياته ومماته، ومن أهم تلك الكتب:
- كتاب” البلدان “.
- كتاب” تاريخ اليعقوبي “.
- كتاب” أخبار الأمم السالفة “.
- كتاب” مُشاكلة الناس لومانهم “.