إنجازات ابن سينا

اقرأ في هذا المقال


التعريف بابن سينا:

كان ابن سينا عالِماً وفيلسوفاً وطبيباً معروفاً، جاء بعد أرسطو والفارابي حيث سُميّ بالمعلم الثالث من بعدهم، تميّز بإبداعاته وانجازاته حيث كان سابقاً لعصره وزمانه في العديد من المجالات الفكريّة، وعلى الرغم من انشغاله في العلم والتعلُّم إلّا أنّه لم ينشغل عن مُمارسة حياته العاديّة؛ حيث أنّه شارك وتعايش مع المُشكلات التي كان يُعاني منها مُجتمعه، كما أنّه ساهم في صنع نهضةٍ علميّة وحضاريّة.

هذا وقد كان ابن سينا يقوم بتحليل وانتقاد أي فكرة أو معلومة تمر عليه، ثم كان يضعها تحت التحليل والتجربة، ثم يقوم بعد ذلك بعرض تلك المعلومة على عقله وتفكيره فإذا قبلها عقله وتناسبت مع تفكيره يأخذها ويؤمن بها؛ وهذا هو السبب الرئيسي لخلافه مع المُنجميّن حيث أنّه لم يكن موافقاً ومُقتنعاً بكل ما يؤمنون به ويتحدثون عنه.

ابن سينا والفلك:

اشتهر ابن سينا في العديد من العلوم والمجالات، فقد تميّز في علم الفلك على أنّه تمكّن من رصد وتصوير كوكب الزهرة في أثناء مروه عبر قرص الشمس وذلك بالعين المُجردة، حيث تلقّت هذه النتائج قبولاً كبيراً إلى جانب أنّه تم تأييدها على يد أحد الفلكيين الإنجليزين بعد أن أجرى نفس البحث والتجربة.

هذا وقد درس ابن سينا علوم الفلك في أصفهان ومن ثم انتقل إلى همذان حتى يُكمل مسيرته التعليميّة، إضافةً إلى ذلك فقد تمكّن من الوصول إلى أن كوكب الزهرة هو أقرب الكواكب إلى سطح الأرض، كما أنّه قام بابتكار جهازاً خاصاً يقوم برصد إحداثيّات وحركة النجوم.

تميّز ابن خلدون في عدد من مؤلفاته الفلكيّة التي ذكر فيها كل مايخص علم الفلك والنجوم والأرصاد، ومن أشهر هذه المؤلفات: كتاب الأرصاد الفلكيّة، وكتاب رسالة الآلة الرصديّة، إضافةً إلى كتاب الأجرام السماويّة وكتاب في كيفيّة الرصد.

ابن سينا والجيولوجيا:

ساهم ابن سينا في علم الأرض بشكلٍ كبير، حيث أنّه كان له دور واضح في تصنيف المعادن وكيفيّة تكوّن الجبال والحجارة، حيث تمكّن ابن سينا بعد إجراء العديد من الأبحاث والدراسات من الوصول إلى أنّ تلك المعالم الأرضيّة قد تكوّنت بشكلٍ رئيسي من كميّات من الطين اللزج بعد تراكمه لفتراتٍ زمنيّة طويلة.

إلى جانب ذلك فقد اهتم ابن سينا في الزلازل، حيث قام بتفسيرها وشرحها على أنّها حركةً فجائيّة تعرّض إليها سطح الأرض؛ وذلك بسبب وجود جسم تحت سطح الأرض تحرّك واندفع لأعلى ومن ثم سبب حركة اهتزاز لذلك السطح، كما أنّه بيّن أنّ ذلك الجسم قد يكون جسماً هوائيّاً أو مائيّاً وقد يكون جسماً بخاريّاً أو ناريّاً.

هذا وقد درس ابن سينا علم السُّحب وطريقة تكوّنها وتشكُّلها، إلى أن توصّل إلى أنّ هذه السُّحب قد تكوّنت نتيجة الأبخرة الرطبة التي صعدت إلى أعلى بعد أن حدث انخفاضٍ مُفاجئ في درجات الحرارة، ومن ثم تراكمت تلك الأبخرة في الجو مع الهواء حتى تم تشكيل مجموعة من تلك السُّحب.

ابن سينا وعلم النبات:

اهتم ابن سينا بشكلٍ كبير في علم النبات، حيث أنّه ركّز بشكلٍ كبير على مجموعة من النباتات والأعشان الطبيّة التي استخدمها في انتاج العديد من الأدوية، كما أنّه قام بتحليل ودراسة جذور وأوراق وأزهار تلك النباتات حتى يتمكّن من وصفها بشكلٍ دقيق.

إضافةً إلى ذلك فقد اهتم ابن سينا بالتربة، حيث أنّه قام بدراسة جميع أنواع وأشكال التربة، كما أنّه عمِل على دراسة جيمع العناصر المُكوّنة للتربة وتحليلها وتفصيلها وبيان مدى أثر كل عنصر من تلك العناصر على نمو النباتات، إلى جانب ذلك فقد قام ابن سينا بالتحدّث عن ظاهرة المُساهمة في الأشجار والنخيل، حيث وضّح أنّه من المُمكن أن تحمِل الشجرة في عاماً ما حِملاً ثقيلاً وفي العام الذي يليه قد يكون حِملها خفيفاً.

ومع استمرار أبحاثه ودراسته على علم النبات وأنواعها، توصّل إلى أنّ لكل نوع من النبات طعماً ورائحةً خاصة به تختلف عن النوع الآخر، وهذا ما أشار إليه في إحدى مؤلفاته.

ابن سينا والأدوية:

اشتهر ابن سينا في مجال الطب بشكلٍ كبير وواسع، حيث أنّه مارس مهنة الطب وهو في سن المراهقة، كما أنّه ساهم في علاج العديد من الأمراض، إلى جانب أنّه حقق مكانةً مرموقةً وعظيمة في ذلك المجال، مع ضرورة الانتباه إلى أنّه لم يكن هدفه من ممارسة مهنة الطب هي الشهرة أو جمع المال؛ بل رغبةً منّه في مُساعدة الآخرين ورغبةً منه في الإٍستمرار في هذه المهنة.

اشتهر ابن سينا بمعرفته العظيمة والكبيرة في مجال الأدوية وفعاليتها وأسباب استخدامها، ومن أهم إنجازاته في هذا المجال أنّه قام بتقسيم الأدوية إلى ست مجموعات رئيسيّة، حيث كانت الأدويّة المركبة والمُفردة من أهم تلك التصنيفات؛ وذلك نظراً لما لها من أثر وقيمة كبيرة بين علماء الطب والصيدلة.

هذا وقد تميّز ابن سينا بقدرته على انتاج مجموعة من الأدوية، كما أنّه كان يقوم بتجريب أي نوع من الأدوية التي ينتجها على الحيوان أولاً، وفي حال ثبتت صلاحيته ودقته يقوم بوصفه للإنسان.

إلى جانب ذلك فقد تمكّن ابن سينا من الحديث عن أثر تلوث البيئة على صحة وسلامة جسم الإنسان، كما ذكر أهم الأضرار التي قد تُصيب الإنسان نتيجة استنشاقه لهواءٍ مُلوّث غير نقي، إلى جانب ذلك فقد نجح ابن سينا في دراسة العديد من الاضطرابات العصبيّة وتحديد العوامل النفسيّة والعقليّة التي قد يُصاب بها الإنسان كالخوف والحزن والفرح والقلق.


شارك المقالة: