تجربة الطائرة الورقية لبنيامين فرانكلين

اقرأ في هذا المقال


هل طائرة بنيامين فرانكلين الورقية موجودة بالفعل؟

على الرغم من الأنشطة التي لا تعد ولا تحصى “لبنيامين فرانكلين” (17 يناير 1706 – 17 أبريل 1790)، فقد استمرت تجربة الطائرة الورقية في جميع أنحاء العالم باعتبارها أشهر إنجاز له، والتي تعتبر ولادة العلوم الكهربائية، في الواقع، كانت الفكرة منتشرة على نطاق واسع أنّ “فرانكلين” اكتشف الكهرباء بفضل صاعقة برق ضربت طائرته الورقية، وهو دليل على أنّ تطور التاريخ قد خلق مزيجًا من الحقائق والأساطير والمجهول.

الحقيقة هي أنّ فرانكلين لم ينسب إلى نفسه تنفيذ التجربة، الأمر الذي أدى إلى جانب التفاصيل الضئيلة إلى دفع بعض العلماء إلى القول بأنّه لا الطائرة الورقية ولا تحليقها موجودان على الإطلاق، بعد المقالة القصيرة التي كتبها “فرانكلين”، ظهرت الإشارة المعاصرة المفصلة الوحيدة في عام (1767) في التاريخ والحالة الحالية للكهرباء، عمل الكيميائي الإنجليزي “جوزيف بريستلي” الذي زُعم أنّه جمع البيانات من “فرانكلين” نفسه.

في عام (2003)، نشر “توم تاكر” (Bolt of Fate: Benjamin Franklin and His Electric Kite Hoax) “كتب الشؤون العامة”، بحجة أنّ تاريخ الطائرة الورقية كان نكتة “فرانكلين” على الجمعية الملكية البريطانية لعدم أخذها على محمل الجد كعالم، ذهب تاكر إلى حد محاولة إعادة إنتاج التجربة، باتباع الإرشادات التي نشرها “فرانكلين“، ويبدو أنّه لم ينجح: لم تحلق الطائرة الورقية، ولا يمكنه فعل ما قال “فرانكلين” إنّه فعله.

ما هو أصل مانع الصواعق الكهربائية؟

ماذا كان من المفترض أن تفعل التجربة؟ يجدر التأكيد على أنّ “فرانكلين” لم يكتشف الكهرباء، كانت هذه الظاهرة الطبيعية معروفة على الأقل منذ مصر القديمة من خلال تصرف بعض الأسماك، وفي عام (1600) صاغ الطبيب الإنجليزي “ويليام جيلبرت” المصطلح في اللاتينية (electricus)، بمعنى “مثل العنبر”، في إشارة إلى خاصية هذه المادة لـجذب الأشياء عند فركها.

في القرن الثامن عشر، كانت الكهرباء الساكنة بالفعل موضوعًا للدراسة للعديد من العلماء، وأصبح “فرانكلين” مهتمًا بها في أربعينيات القرن الثامن عشر بفضل هدية من صديقه، عالم النبات الإنجليزي “بيتر كولينسون”: أنبوب زجاجي بسيط تمّ إعطاؤه شحنة كهربائية عند فركه.

إنّ العلاقة بين هذا الفضول والبرق المميت الذي تسببه العواصف لم يتم إثباتها بعد، بين عامي (1749 و 1750)، كتب “فرانكلين” إلى “كولينسون” يقترح هذه العلاقة وطريقة لإثباتها: من خلال إقامة قضيب حديدي مدبب فوق مبنى وربطه بالأرض بواسطة سلك، اقترح أنّه سيكون من الممكن نقل الكهرباء من الغيوم على الأرض وبالتالي تبددها لتجنب الصواعق.

لذلك، اخترع “فرانكلين” مانع الصواعق، ولكن من خلال نصف عطل غريب: في الواقع لم يكن اختراعه قادرًا على منع البرق كما كان يعتقد، لكنّه سيوفر مسارًا أقل مقاومة بحيث تمر صاعقة الكهرباء من خلاله وليس الهيكل، وتحقيق هدف الحفاظ على المباني بأي حال من الأحوال.

نتيجةً لذلك، في (10 مايو 1752)، أجرى الفرنسي “توماس فرانسوا داليبارد” لأول مرة تجربة فيلادلفيا، حيث أثبت أنّ مانع الصواعق كان قادرًا على سحب الكهرباء من السحب الرعدية، في الأشهر التالية، تكررت نفس التجربة في إنجلترا، من جانبه ودون علم بهذه التطورات، في يونيو من ذلك العام، قرر “فرانكلين” رفع مانع الصواعق إلى السماء على طائرة ورقية.

تجربة فرانكلين – FRANKLIN’S EXPERIMENT:

ربما تخلى فرانكلين عن خطته إذا كان يعلم أنّ البرق يمكن أن يصيب جهازه ويكلفه حياته، يقول عالم الآثار والمؤرخ “مايكل بريان شيفر”، مؤلف كتاب (Draw the Lightning Down: Benjamin Franklin and Electrical Technology in the Age of Enlightenment)، لـ (OpenMind): “لكن البرق لم يضرب طائرته الورقية”، بدلاً من ذلك، نقل الخيط المبلل للطائرة الورقية الكهرباء من السحب إلى المفتاح الحديدي ومن هناك إلى جرة ليدن (Leyden jar)، وهو “مكثف بدائي” ويضيف “شيفر”: “أعتقد أنّ فرانكلين أجرى التجربة، ولكن يُساء فهمها بشكل عام من قبل النقاد والمتشككين، ربما لأنّه لم يتم وصفها بشكل جيد”.

من جانبه، يشير عالم الغلاف الجوي “إي. فيليب كريدر”، المتخصص في العواصف الرعدية ومؤلف العديد من الدراسات حول علم “فرانكلين”، إلى أنّ التجربة تكررت لاحقًا ونشرها علماء آخرون، مثل (John Lining في 1753)، لا شك في أنّ فرانكلين أجرى تجربة الطائرة الورقية بالطريقة التي قال إنّه فعلها “، لكن في النهاية، وكما لاحظت “براندز”، “لا يوجد دليل، لذلك لا يمكن للمرء أن يكون متأكدًا.”


شارك المقالة: