كيف يتم تحديد الإزاحة في الصدوع الدسرية؟
إن عملية تحديد الإزاحة على أي صدع أرضي في سطح الأرض يستلزم أولاً التعرف على نقطتين كانتا تمثلان نقطة واحدة قبل عملية التصدع، ونظراً لصعوبة الحصول على مثل هاتين النقطتين في حالة الصدوع الدسرية الكبيرة فعلى الباحث أن يستخدم بعض الطرق الأخرى للحصول على إشارات ودلالات عن طبيعة الإزاحة.
وكما هو الحال في الأنواع المختلفة من الصدوع، فالمطلوب هو معرفة اتجاه الإزاحة وجهة القص بالإضافة إلى معرفة مقدار الإزاحة، وكما هو معروف يوجد هناك بعض الظواهر التي توجد على مستويات الصدوع، والتي يمكن من خلالها التعرف على اتجاه الإزاحة النسبية وجهة القص.
وفي حالة الصدوع الدسرية فإنه يمكن الوقوف على الحركة الدسرية من خلال بعض التراكيب التي توجد في الفرش الدسرية بجانب هندسة النظام الدسري في حد ذاته، فإذا ما افترضنا أنه أثناء المقياس الإقليمي كان إجمالي قيمة الإزاحة في صدع دسري متساوي خلال المسار الكلي للصدع الأرضي أي في كامل طول الصدع.
وإذا ما افترضنا أن الفرشة الدسرية لم تتأثر بعمليات التعرية، ففي هذه الحالة فإن الإزاحة تكون عمودية على المضرب العام للصدع الدسري أو للنظام الدسري.
آلية معرفة حركة الصدوع الدسرية:
من المهم ذكر أنه في العديد من الأنظمة الدسرية لا يعرف على وجه الدقة والتحديد اتجاه حركة الفرش الدسرية وبخاصة على المقياس المحلي، وفي مثل هذه الحالة ينبغي الاعتماد على دليل أو على بعض الأدلة الاستراتجرافية.
وعلى الرغم من اعتقادنا بأن حركة الكتلة العلوية لأعلى على عكس اتجاه ميل الصدع الدسري، فإن هذا الاعتقاد ربما لا يكون صحيحاً في بعض الأحيان بسبب ما ينتاب الصدوع الدسرية من عمليات طي بعد حدوث عملية الدسر، واتجاه انزلاق الفرشة الدسرية من الأفضل الاستدلال عليه من خلال طبيعة تحرك الصدع الدسري لأعلى التتابع الصخري في اتجاه الإزاحة.
وفي الأنظمة الدسرية المتراكبة فإن الصدوع الطرفية تتفرع عن سطح انعزالي في اتجاه الحركة النسبية للفرش الدسرية، وبالتالي ففي النطاقات شديدة التشوه يمكن التحقق من الإزاحة النسبية من خلال التعرف على كيفية تفرع الصدوع الطرفية عن صدع سفلي رئيسي وتحديد مسار واتجاه هذه الصدوع الطرفية لأعلى في التتابع الصخري.
وفي جميع الحالات فإن استخدام الأدلة السابقة يتطلب جمع أكبر عدد من البيانات والمشاهدات الدقيقة من الأجزاء المختلفة من النظام الدسري؛ أي جمع المعلومات أثناء العمل الميداني الجيولوجي، كما يستلزم أيضاً التحقق من علاقة مستويات الصدوع مع التتابع الاستراتجرافي.