كيف تم تفسير الشواذ المغناطيسية الأرضية؟
إن الهدف الرئيسي من تفسير الشواذ المغناطيسية الناتجة خلال مرحلة المسح الجيو مغناطيسي هي معرفة واستنتاج حجم وشكل أو عمق الجسم المعدني، بالإضافة إلى التركيب الجيولوجي الذي يتسبب في هذه الشواذ المغناطيسية، مع ذلك يمكننا أن لاحظ وجود عدد كبير من أشكال وأحجام مختلفة للأجسام المعدنية والتراكيب الجيولوجية التي تقدم عدد كبير من الدلائل والشواذ المغناطيسية المتشابهة وغير متشابهة، لهذا السبب تعد الطريقة المغناطيسية وحدها لا تكفي في تفسير أو توضيح الغموض في القراءات والنتائج المستحصلة ولا يمكننا أن نستدل من خلالها على التراكيب الجيولوجية التي توجد تحت سطح الأرض.
هناك عاملان أساسيان يتسببان في جعل تفسير للنتائج المغناطيسية صعبة ومعقدة جداً، وأول العاملان هي الطبيعة القطبية الثنائية للمجال المغناطيسي، العامل الثاني هو اتجاه المغناطيسية خلال الصخور التي تتسبب في الشذوذ المغناطيسي، لهذا السبب في بعض الأوقات يتم الرجوع إلى استعمال طريقة التجربة والخطأ في تخمين كمية وشكل الشواذ المغناطيسية فوق الأجسام المعدنية، من الممكن وضع أو تصميم شكل أو نموذج للشذوذ والذي من خلالة يتم حساب عمق وشكل أو حجم الجسم المعدني الذي يوجد تحت سطح الأرض، من بعد ذلك نقوم بمطابقة النتائج الحسابية مع النتائج التي ظهرت في الميدان إلى أن يحدث تطابق جيد مع الشذوذ.
عندها حيث يمكن أن نعرف ونحسب هنا العمق ومميزات الجسم المعدني أو التركيب الجيولوجي تحت سطح الأرض، هناك نظرية تسمى نظرية الأقطاب المغناطيسية والتي تساعدنا على معرفة أبعاد وقياسات الجسم المعدني وهذه النظرية تتلخص في العمق إلى سطح الجسم المعدني العلوي، التركيب الجيولوجي أو طول وامتداد الجسم المعدني، شكل الجسم المعدني، العمق باتجاة السطح السفلي من الجسم المعدني وأخيراً الشدة المغناطيسية والتي يجب أن تكون ثابتة في جميع أنحاء الجسم المعدني، كل هذه العوامل يمكن أن نستنتجها عن طريق التعرف على سعة وكبر منحنى الشذوذ المغناطيسي.
لكن طول الجسم المعدني أو الميل والامتداد يمكن استنتاجه من خلال شكل أو نمط المنحنى في الشذوذ المغناطيسي، لهدف العمل على تفسير الشذوذ والدلائل المغناطيسية يجب أن نعرف حقيقة وجود علاقة بين الشذوذ المغناطيسي وزاوية الميل المغناطيسي التي تعتمد على خط العرض، هذا يعني أن أي جسم معدني يحتوي على حساسية مغناطيسية أو يمتلك مغناطيسية محتثة أو طبيعية من المحتمل أن تتأثر الشواذ المغناطيسية الطبيعية الناتجة عنه في موقعة على الأرض.