تمييز الجيولوجيين لعملية التجوية الكيميائية:
درس الجيولوجيين عملية التجوية بكافة أنواعها ولا سيما التجوية الكيميائية التي قاموا بتميزيها من خلال التفاعلات الكيميائية التي أدت إلى التحليل الكيميائي وما يرافق هذا التحليل من تغير في المحتويات المعدنية داخل الصخور الأصلية؛ وذلك بسبب العوامل الطبيعية النشيطة التي تؤثر في هذه الصخور وهذه العوامل ذات صلة دائمة بالماء، ومن الناحية الجيولوجية تعتبر مجموعة من العوامل هي من أهم مكونات الغلاف الجوي (الأكسجين، ثاني أكسيد الكربون، بخار الماء)، إن بخار الماء الجوي يعد أهم هذه العوامل حيث أنه يمتلك تأثير مباشر في عمليتي التحلل المائي والتميوه، كما أن هذا العامل يملك تأثير غير مباشر يسبب إتمام التفاعلات الكيميائية في عمليات الأكسدة بالإضافة إلى عمليات التكربن (التفحم).
في حال أن التجوية الكيميائية تتأثر بدرجة الحرارة أي أن درجة التجوية الكيميائية تزداد في حال أن درجة الحرارة ازدادت، ولا ننسى أن الرطوبة تملك تأثير مهم جداً في زيادة درجة التجوية الكيميائية ويعود السبب في ذلك إلى وجود الماء الذي يعمل على تنشيط حركة الأيونات، وفي النتيجة يؤدي إلى تفاعلها مع بعضها البعض، لذلك فإن كفاءة التجوية الكيميائية تزداد في المناطق الدافئة والرطبة بشكل كبير مقارنة في المناطق الباردة أو الجافة لكن المناطق التي تكون ذات مناخ بارد أو مناخ صحراوي فإن التجوية الكيميائية تكون فيها بطيئة يتواجد تفاعلات عدة أو ما تسمى بتفاعلات كيميائية تسبب تحلل الصخور.
ومن هذه التفاعلات التميؤ (التميوه) وهو عبارة عن عملية اتحاد جزيئات الماء مع جزء من جزيئات المعادن، حيث أنه ينتج ما يعرف بالمعادن المائية، ومن الأمثلة على ذلك معادن السيليكات ومعادن الأكاسيد تتحول إلى سيليكات أو أكاسيد مائية بسبب عملية التميؤ، وفي حقيقة الأمر إن عملية التميؤ تكون بإضافة جزيء أو عدة جزيئات من الماء إلى جزيئات المعدن الآنهيدرايتي ليتحول إلى معدن آخر متبلور، ومن الأمثلة المعروفة لدينا على عملية التميؤ هو تحول في معدن الهايدريت إلى معدن الجبس ويكون معدناً متبلوراً.
أما العامل الآخر فهو التحلل المائي والذي يعني بأن أيونات الهيدروجين تتوافر في الماء بسبب تفكك جزيئاته وبسبب عملية ذوبان غاز ثاني أكسيد الكربون في الماء لينتج حامض الكربونيك الذي عندما يتفكك ينتج أيون الهيدروجين، وأيون الهيدروجين الذي ينتج عن هذا التفاعل يعمل على زيادة تركيز أيونات الهيدروجين داخل الماء، ومن أكثر الأمثلة المعروفة على عملية التحلل المائي هو التجوية الكيميائية لمعادن الصخور المائية.