جيولوجية شبة الجزيرة العربية عبر تاريخ الأرض

اقرأ في هذا المقال


ما هي شبه الجزيرة العربية؟

شبه الجزيرة العربية أو كما تسمى بجزيرة العرب هي منطقة تشبه الجزيرة مع الجزر البحرية الواقعة في أبعد نقطة من الركن الجنوبي الغربي من آسيا، ويحاذي شبه الجزيرة العربية البحر الأحمر من الغرب والجنوب الغربي وخليج عدن من الجنوب وبحر العرب من الجنوب الشرقي وخليج عمان مع الخليج الفارسي (يدعى باسم الخليج العربي) في الشرق.

جيولوجياً فإن شبه الجزيرة والصحراء السورية تندمج في الشمال مع عدم وجود خط ترسيم واضح، لكن الحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية والكويت تم اعتبارها علامة على حدود شبه الجزيرة العربية هناك.

جيولوجية شبه الجزيرة العربية عبر تاريخ الأرض:

قام الجيولوجيين بوصف شبه الجزيرة العربية على أنها هضبة كبيرة جداً تحدها منحدرات قوية الانقسام من ثلاث جهات ومنحدرة بلطف نحو الشمال الشرقي من البحر الأحمر إلى الأراضي الشرقية المنخفضة والمتاخمة للخليج العربي، وأكبر قمة في شبه الجزيرة هي النبع الشعيب، حيث توجد على ارتفاع 12008 قدم (3660 متر) وتقع على بعد حوالي 20 ميلاً شمال غرب صنعاء في اليمن.

يتشكل الجزء الأكبر من شبه الجزيرة العربية من منطقتين جيومورفولوجيتين أساسيتين، وهما:

  • الدرع العربي في الغرب.
  • المناطق الرسوبية التي تقع بعيداً عن الدرع أي نحو الشمال الشرقي والشرق والجنوب الشرقي في الحوض الكبير الذي يبدأ من أسفل العراق والخليج العربي والجزء الشرقي من صحراء الربع الخالي (الربع الخالي).

إن الحافة الشرقية الخاصة بالدرع تكون منحنية نحو الشرق من رأس خليج العقبة، وهو امتداد شمالي للبحر الأحمر إلى نقطة في منتصف الطريق لشبه الجزيرة ثم تتجه إلى الجنوب باتجاه المرتفعات اليمنية، والبراكين المنقرضة فوق الدرع، وقد ظهر من ثوراتهم البركانية التي توقفت قبل سبعة قرون طبقات الحمم البركانية السوداء الكبيرة (rahārrahs) والتي تميز المشهد العربي الغربي.

كما أن المناطق الرسوبية (التي تكون ذات عمر أصغر من الدرع) تقوم بتشكيل رواسب البحار القديمة، وتعرضت الطبقات الرسوبية السطحية للتآكل على نطاق كبير، لكن العناصر الصلبة هي الأكثر مقاومة للتآكل، وهي الآن عبارة عن منحدرات مواجهة للغرب تتبع منحنى الدرع، وتتشكل المقاطعة الرسوبية بشكل رئيسي من الحجر الجيري إلى جانب الكثير من الحجر الرملي والصخر الزيتي.

ترجع الرواسب الأولى إلى حقب الحياة القديمة (حوالي 400 إلى 540 مليون سنة)، والتي تقل في شرق شبه الجزيرة العربية إلى ما يقرب من ستة أميال تحت السطح، وفي الحجر الجيري التابع للعصر الجوراسي والطباشيري (حوالي 65 إلى 200 مليون سنة) يوجد النفط والغاز على عمق 2 ميل أو أقل، كما تأخذ بعض طبقات الحجر الجيري تساقط الأمطار عند النتوءات في المرتفعات الغربية وتنقلها إلى داخل الأرض (في باطن الأرض) ثم باتجاه المناطق الساحلية للخليج الفارسي.

تتباين المرتفعات اليمنية تبايناً كبيراً من الناحية الفيزيائية عن تلك الموجودة في الدرع، بمعنى أنها ليست جبالاً، ولكن حافة الهضبة العربية قوية الانقسام، ومن الغرب ترتفع التكوينات بشكل مفاجئ من السهل الساحلي الضيق في اليمن، حيث أنها تكون بارتفاعات متراوحة من حوالي 10000 إلى 12000 قدم فوق مستوى سطح البحر وتتراجع باتجاه الشرق في الارتفاع تدريجياً، والمرتفعات على طول الساحل الجنوبي هي مرتفعات رسوبية في الأصل، كما ترتبط المرتفعات العمانية من الناحية الجيولوجية بجبال زاغروس في غرب إيران أكثر من ارتباطها بالجبال الأخرى في شبه الجزيرة العربية، (يبلغ عرض البحر حوالي 50 ميل فقط عند مضيق هرمز).

الغلاف الجوي والمناخ في شبه الجزيرة العربية:

إن مدار السرطان يقسم شبه الجزيرة العربية تقريباً ويمر جنوب المدينة المنورة، وتكون حرارة الصيف شديدة في كل مكان، حيث تصل إلى 129 درجة فهرنهايت (54 درجة مئوية) في بعض الأماكن، ومعظم المناطق الداخلية جافة، ولكن على طول السواحل وفي بعض المرتفعات والصحاري الجنوبية تكون الرطوبة شديدة في الصيف، وتحدث الضباب والندى في المناطق الرطبة، وغالباً ما يعمل الندى كبديل للمطر، وفي المناطق الجافة تشتعل أشعة الشمس بشدة طوال فصل الصيف، مما يجعلها منطقة جيولوجية جيدة منذ القدم.

هطول الأمطار ضئيل في جميع الأجزاء التي لا تصل إلى المحيط الهندي الموسمية بمتوسط ​​3 إلى 4 بوصات (77 إلى 102 ملم) في السنة، وأمطار الصحراء غزيرة في بعض الأحيان مسببة فيضانات مفاجئة في الوديان الأرضية عبر تاريخ الأرض، وفي بعض الأحيان تتحول هذه الأمطار إلى عواصف برد، لكن ليس من الغريب أن يستمر الجفاف عدة سنوات، وتزيد الرياح الموسمية من هطول الأمطار أربعة أضعاف أو أكثر في الجنوب الغربي والجنوب.

يقع شمال الجزيرة العربية داخل حزام الرياح التجاري، حيث يستقبل غرباً من البحر الأبيض المتوسط ​​يتجه نحو الخليج الفارسي وتضرب الرياح الموسمية شبه الجزيرة العربية من الاتجاه المعاكس، وهذا يعمل على تجميع الرواسب المختلفة لتكوين طبقات صخرية جيولوجية مختلفة، وفي منتصف الشتاء ومرة ​​أخرى في أوائل الصيف يشهد الخليج العربي رياحاً موسمية محملة بالغبار والرمال على غرار الخمسين المصرية.


شارك المقالة: