سلبيات الطاقة غير المتجددة

اقرأ في هذا المقال


حتى وقت قريب كان المجتمع يعتمد على مصادر الطاقة غير المتجددة، حيث أن هذه المصادر لا تتجدد، لذا بمجرد استخدامها فإنها تختفي إلى الأبد، فعلى سبيل المثال عندما نحرق قطعة من الفحم؛ فإنها تختفي إلى الأبد ولا يمكننا استخدامها مرة أخرى.

ما هي الطاقة غير المتجددة؟

هي عبارة عن مصدر للطاقة الذي عادةً ما ينفذ في النهاية، حيث أن هناك عدة أنواع مختلفة من مصادر الطاقة غير المتجددة، ولكن أكثر الأنواع التي نستخدمها تكون على شكل الوقود الأحفوري، حيث تم إنشاء هذا الوقود الأحفوري عندما تحولت المواد العضوية من النباتات والحيوانات التي ماتت منذ ملايين السنين بفعل الحرارة والضغط داخل قشرة الأرض.

سلبيات الطاقة غير المتجددة:

الطاقات غير المتجددة تؤدي إلى مستويات عالية من التلوث:

إذا أخذنا فقط الأرقام المدعومة من صناعة الطاقة غير المتجددة، فإن الوقود الأحفوري الذي نستهلكه يمثل حوالي 28٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية الصادرة كل عام.
وإن القضاء على هذه المشكلة في حد ذاته يمكن أن يقلل من عدد الوفيات المبكرة المرتبطة بالتلوث بنسبة تقارب 50٪، وأيضاً فإن التوفير في التكلفة الذي ستحققه العائلات ومقدمو الرعاية الصحية والحكومات بهذه النتيجة قد يبلغ حوالي 500 مليار دولار سنوياً.

المنتجات غير المتجددة يمكن أن تصبح أساس الصراع السياسي:

تخوض معظم البلدان الحروب بشكل متكرر بسبب الوصول إلى الموارد المطلوبة، كما أن اعتماد اقتصادنا على الطاقة غير المتجددة يخلق الأساس للصراعات المستقبلية، حيث يتعامل اقتصادنا بالفعل مع تأثير الندرة المصطنعة من خلال سوق تصدير الطاقة غير المتجددة، كما يمكن استثمار الأموال الإضافية التي ندفعها للوصول إلى الوقود الأحفوري في صناديق الاستثمار التي تقودنا نحو المزيد من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى.

احتراق الوقود الأحفوري يشكل خطرا على صحتنا:

عندما يتم حرق وقود الفحم على سبيل المثال، فإنها عادةً ما تطلق جزيئات في الغلاف الجوي، وهذه الجسيمات الصغيرة التي غالباً ما يكون قطرها ميكرون تزيد من خطر الإصابة بالسرطان والنوبات القلبية والسكتات الدماغية عندما يتعرض الناس لها، كما يمكن أن يؤدي استنشاق التلوث من مصادر الطاقة غير المتجددة إلى مشاكل في التنفس مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، وأيضاً يمكن لهذه القطع الصغيرة أن تستقر في رئتي الشخص بشكل دائم.

تواجه النباتات والحيوانات نفس المشاكل التي يواجهها الإنسان مع مصادر الطاقة غير المتجددة:

على الرغم من أن بعض النباتات تزدهر في البيئات التي تحتوي على مستويات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون إلا أن معظم النباتات والحيوانات تتطلب نفس العمليات الصحية التي يقوم بها البشر لدعم الصحة الجيدة، فعندما نعرض هذه المخلوقات للوقود الأحفوري بطرق غير طبيعية فإن صحتها معرضة للخطر على الفور.

تكرير الطاقة غير المتجددة يدمر البيئة:

عندما نجري تحسينات على شبكة دعمنا للطاقة غير المتجددة فإننا نزيد أيضاً من المخاطر السلبية التي تواجهها البيئة كل يوم، حيث يتطلب إنشاء محاور التصنيع وأنظمة التكرير وطرق النقل على سبيل المثال استثمارات من الوقود الأحفوري بمستوى أعلى بكثير من الهياكل المستخدمة لعناصر مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وكل هذه الأنشطة تعزز تأثير الانبعاثات على غلافنا الجوي.

قد لا يتوفر الوقود الأحفوري إلى الأبد:

على الرغم من أن تقديرات توفر الوقود الأحفوري قد تغيرت باستمرار على مدى الثلاثين عاماً الماضية، إلا أن هناك دائماً احتمال أن تصبح بعض الموارد غير المتجددة غير متوفرة في المستقبل، ونظراً لأن العديد من مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى تعتمد على عمليات التصنيع التي تشمل الغاز الطبيعي والنفط فإن الأمر متروك لنا لإيجاد توازن في أنماط استهلاكنا.

توفر بعض مصادر الطاقة غير المتجددة في السوق اليوم بشكل محدود:

بشكل عام يوجد هناك خمس دول فقط في العالم مسؤولة حالياً عن حوالي 75٪ من الاستهلاك العالمي لمنتجات الفحم، فعل سبيل المثال تدعم كل من الهند والصين وروسيا واليابان والولايات المتحدة صناعات الطاقة غير المتجددة الضخمة، كما أنها تعد من أكبر ملوثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، حيث يتكون الفحم القاري الذي نستخدمه في تصنيع الطاقة وبعض المعادن من 85٪ من الكربون، مما يجعله مساهماً محتملاً بشكل كبير في تغير المناخ.

يعد الابتعاد عن هذا المورد رخيصاً جداً بالنسبة لنا:

لقد أمضى العالم اليوم أكثر من قرن في تطوير البنية التحتية اللازمة لاستهلاك الوقود الأحفوري بطرق مفيدة، حيث تأتي بعض هذه التقنيات التي نستخدمها اليوم من أفكار عمرها أكثر من حوالي 300 عام، وإن محاولة التحول إلى شيء أغلى من الطاقة غير المتجددة هو أمراً غير ممكن في بعض البلدان في الوقت الحالي.

على الرغم من وجود مخاطر محتملة يجب إدارتها عندما نستهلك طاقة غير متجددة فنحن ما زلنا بحاجة إلى الوقود الأحفوري لإدارة نمط الحياة الحديث، وإذا تمكنا من اتخاذ خطوات للتحكم في تعرضنا للعناصر الخطرة للغاز الطبيعي والنفط والفحم فيمكن أن تعمل هذه الصناعة بكفاءة أكبر.

المصدر: كتاب الطاقة المتجددة للدكتور علي محمد عبد اللهكتاب الطاقة البديلة للدكتور سمير سعدون مصطفىكتاب الطاقة للدكتور عبد الباسط الجملكتاب ترشيد الطاقة للدكتور محمود سرى طه


شارك المقالة: