ما لا تعرفه عن شارل كولوم:
هو شارل أوغستان دي كولوم؛ كان عالماً ومهندساً وفيزيائياً فرنسي معروفاً، حقق شهرةً عالمية نتيجة ما قدّمه من أبحاث ودراسات في مجال علوم الفيزياء، إلى جانب إسهاماته وابتكاراته التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّم علومه وفكره وثقافته، هذا وقد يُعتبر كولوم من أهم وأبرز الفيزيائيين الذين بزغوا في ذلك الزمان.
ولد شارل كولوم في الرابع عشر من شهر يونيو لعام “1736” للميلاد، حيث كان من مواليد إحدى المدن الواقعة في الجزء الجنوبي من مدينة فرنسا والتي تُعرف باسم أنغوليم، التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ أولى دراساته وأعماله كانت في مسقط رأسه، إلى جانب ذلك فقد كان شارل كولوم ابناً لواحدة من الأسر المعروفة والمشهورة بعلمها في ذلك الزمان؛ الأمر الذي جعل منه شخصيةً علمية وعملية في سنٍ مبكر، حيث كان والداه ينحدران من الطبقة الأرستقراطية.
عُرف عن شارل كولوم أنّه كان كثير السفر والتنقّل والترحال، حيث يقال أنه جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك رغبةً منه في تطوّر علومه وثقافته، إلى جانب أنّه كان ينتقل من دولة لأخرى بهدف إكمال دراساته وأبحاثه، حيث انتقل في بداية حياته إلى مدينة فرنسا التي مكّث فيها مدة طويلة، حيث التحق في واحدة من أهم وأشهر جامعاتها لدراسة كل ما يتعلق بعلوم الرياضيات ومجالاته.
تولى شارل كولوم العديد من المهام والمناصب التي زادت من مكانته العلمية والعملية، حيث أنّه وبعد أن التحق بإحدى المدارس العسكرية التي مكّث فيها قرابة عامين حتى تخرّج من كلية الهندسة الملكية وذلك في حوالي عام “1761” للميلاد، بدأ بمسيرته المهنية حيث عمل في مجال التصميم الإنشائي إلى جانب عمله في ميكانيكا التربة في إحدى جزر الهند الغربية.
إضافةً إلى ذلك فقد كان شارل كولوم مسؤولاً رئيسياً عن عملية بناء حصنٍ كامل من الخشب، وفي أثناء عملية البناء تمكّن شارل كولوم من انتهاز الفرصة للبدء بتجاربه وأبحاثه المُتعلقة بنظريات الاحتكاك ودرجة تحمّل الحبال، حيث لجأ إلى هذه الدراسات من خلال استفادته من الأحواض الخاصة في بناء السفن، ونتيجةً لهذا نجح شارل كولوم في ابتكار واحدة من أهم وأشهر النظائر الفيزيائية وهي نظرية الميكانيكا البسيطة التي أتاحت له الفرصة بالدخول إلى عالم العلماء وقوائمهم.
أشهر إنجازات شارل كولوم:
كرّس شارل كولوم حياته وتجاربه ودراساته لعلوم الفيزياء فقط، حيث بذل جهوداً كبيرة في سبيل تطوّر وتقدّم ذلك العلم، إلى جانب أبحاثه ودراساته الدائمة التي تمكّن من خلالها من تحقيق العديد من الابتكارات والإنجازات التي بدورها ساهمت في زيادة مكانته العلمية والعملية والثقافية، ومن أهم تلك الإنجازات:
- قدّم شارل كولوم مجموعة من الأوراق العلمية التي كان قد وصل عددها إلى حوالي سبعة أوراق، حيث تناول في كل ورقة منها مواضيعاً مُتنوعة ومختلفة شاملة لكل ما يتعلق بالكهرباء والمغناطيسية.
- وضع شارل كولوم واحدة من أهم النظائر الفيزيائية التي لاقت صداً ترحيبياً ضخماً، حيث كانت تلك النظرية تنص على أنّ:” تتناسب القوة المتبادلة بين شحنيتن كهربائيتين تناسباً طردياً مع مقدار شحنة كل منهما، إلى جانب تناسبها العكسي مع مربع المسافة بين تلك الشحنات” حيث عرفت هذه النظرية باسم قانون الكولوم الذي اختص بشكلٍ رئيسي على طبيعة العلاقة التي تربط بين الشحنات الكهربائية والمسافة بين كل من تلك الشحنات.
- نجح شارل كولوم في ابتكار جهازاً خاصاً يعمل على قياس وتحديد مقدار الشحنات الصغيرة جداً، كما أنّه كان يُستخدم في العديد من المختبرات لمعرفة قيمة ومقدار قوى التجاذب والتنافر المتبادلة بين جسمين مشحونين.
- تمكّن شارل كولوم من خلال دراساته وأبحاثه من الوصول إلى واحدة من أهم الخصائص الأساسية للمواد والمعروفة بالشحنة الكهربائية والتي تحمل إلكترونات سالبة الشحنة وبروتونات موجبة الشحنة، حيث وضع وحدةً أساسية لتلك الشحنة وهي الكولوم.
- تمكّن كولوم من تقديم مجموعة من الأبحاث المُتعلقة بالميكانيكا التطبيقية، حيث احتوت تلك الأبحاث على أهم المشاكل الإحصائية التي تنتج في أثناء تطبيقها على الهندسات المعمارية.
- يُعتبر شارل كولوم من أهم العلماء الذين قاموا بوضع مجموعة من الأساسيات والمبادئ التي تتعلق بقانون قوى الجذب والتنافر بين الأقطاب المغناطيسية.
- نجح شارل كولوم في تقديم مجموعة من الشروحات والأبحاث التي توضّح مبدأ عمل قوى احتكاك العديد من الآلات والطواحين الهوائية.
- قدم شارل كولوم شرحاً تفصيلياً عن كل ما يتعلق بالحرير والمعدن من خصائص واستخدامات وغيرها.
وفاة شارل كولوك:
قضى شارل كولوم حياته ما بين التجارب والأبحاث، ولكنه توقف عن ذلك بعد أن تدهور وضعه الصحي، حتى أنه بقي على هذا الحال إلى أن توفي في الثالث والعشرين من شهر أغسطس لعام “1806” للميلاد وهو في السبعين من عمره.