من هو الخازني؟
هو عبد الرحمن الخازني، يكنى بأبي الفتح، كان عالماً عربيّاً مُسلماً، اشتهر في العديد من المجالات حيث كان فيزيائيّاً وكيميائيّاً وفيلسوفاً إلى جانب اعتباره أحيائيّ ورياضيّ معروف، تأثّر بشكلٍ كبير في الفلسة الإغريقيّة والبيزنطيّة؛ حيث ظهر هذا التأثّر بوضوح في العديد من ابتكاراته وانجازاته.
اشتهر الخازني بقوة وصحة بُنيته الجسديّة، كما أنّه اشتهر بكثرة تنقُّله وسفره حيث أنّه استقر في بداية حياته في المكان الذي ولد فيه والمعروف باسم المرو الموجودة في مدينة تركمانستان، ثم بدأ بعد ذلك بالانتقال من مكان لآخر طلباً للعلم وإكمالاً لمسيرته التعليمية التي بدأ بها.
كان الخازني خادماً للعديد من الأمراء الأتراك، كما أنّه كان من أشهر الغِلمان الإغريقين، إلى جانب ذلك وفي أثناء اندلاع حرباً بين كل من الأتراك السلاجقة وبين الأمبراطور البيزنطي الشهير برومانوس الرابع تم القبص على الخازني وأخذه أسيراً.
تعلّم الخازني على يد أشهر العلماء والمُفكرين، حيث أنّه أخذ عن سيده الخازن أفضل العلوم وأهمها في العديد من المواضيع كالرياضيات والفلك، كما أنّه كان واحداً من طلاب أحد أشهر الشعراء والفلكين والرياضيين وهو عمر الخيام الذي كان أيضاً يستقرفي مدينة مرو في ذلك الزمان.
وبعد أن تمكّن الخازني من تحقيق أفضل النجاحات وتطورها في الأدب والفلك والفيزياء بدأ يُمارس هواياته في الرياضيات حيث حقق الخازني احترافاً ونجاحاًعظيماً في هذا المجال؛ الأمر الذي أدى إلى دعمه ومساعدته من قِبَل المحكمة السلجوقيّة التي كان يحكمها السلطان أحمد سانجار.
هذا وقد كان الخازني عزيز النفس كريماً، كما أنّه وحسب ماورد في العديد من الروايات كان يرفض أي مُكافأةً مالية تُقدم إليه فقد قام برفض مبلغاً كبيراً من المال قامت بإرساله زوجة الأمير السلجوقي دعماً منها وتقديراً لنجاحه على الرغم من أنّه كان في ذلك الوقت يعاني من الفقر الشديد.
كان الخازني في أغلب الأحيان يُكنى بأبو المنصور إلى جانب كونه يشتهر بأبو الفتح، أما السبب وراء تسميته بالخازني فقد يعود إلى الشخص الذي عاش عنده أبو الفتح في مدينة المرو والذي كان يدعى علي الخازن المروزي، إلى جانب ذلك فقد كان الخازني يشارك في مجالس شيوخ وعلماء تلك المنطقة؛ الأمر الذي جعله يأخذ عنهم العديد من العلوم والمعارف.
خضعت دراسات وأبحاث الخازني لاهتمام العديد من الباحثين العرب والعلماء من أهمهم الباحث مصطفى نصيف الذي أولى جميع اهتماماته وأولوياته على دراسة أعمال الخازني والبحث في إنجازاته وإبداعاته، كما أنّه تمكّن من الوصول إلى واحدة من أهم نظرياته والتي كانت ومازالت تُدّرس في بعض الجامعات العربية؛ والتي كانت تتحدّث بشكلٍ خاص عن الميل والانحدار إلى جانب حديثها عن الإندفاع الحركي.
إضافةً إلى ذلك فقد كان هناك العديد من العلماء والباحثين الغرب الذين أولو اهتمامهم في أعمال وإنجازات الخازني من أهمهم العالم الألماني فيدمان، الذي ساهم في إبراز وشهرة الخازن من خلال بحثه العالمي الذي جمع بين اسمه واسم الخازني والذي كان يحمل اسم” ميزان التبادل عند الخازن ونظرية التناسب بحسب البيروني”، كما أنّه تمكّن من ترجمة العديد من أعمال وأبحاث الخازني خاصةً تلك التي كانت تتعلق بعلم الطبيعة والحركة.