علم جيولوجية المياه ودور علماء العرب والمسلمين

اقرأ في هذا المقال


ما هي أهم المعلومات الواردة عن جيولوجية المياه؟

يعتبر علم جيولوجية المياه فرع من فروع علم الأرض التي تم استحداثها وفهمها، وهذا العلم يبحث في دراسة المياه بأنواعها المختلفة، أي المياه التي تجري فوق سطح الأرض والمياه الجوفية في باطن الأرض، كما أنه يضع طرق لاستكشاف المياه وتقدير احتياطاتها وتقييمها بالإضافة إلى دراسة دورة المياه فوق سطح الأرض أو في باطنها وعلاقتها في التكاوين الصخرية التي تحتوي عليها.
يملك علم جيولوجية المياه الكثير من الأهمية في الحياة العلمية، حيث أنه مصدر أساسي للحياة وموطن للكثير من الكائنات الحية، فلا بد من معرفة أماكن تواجدها (أماكن البحار والأنهار والمحيطات) وفهم آلية تجمعها والعلميات الطبيعية التي تتعرض لها، فاهتم بها علماء العرب والمسلمين واهتموا باكتشاف الكثير من ظواهر علم الجيولوجيا المائية مثل المد والجزر والتجمعات الترسيبية والدورات المائية.

العلماء المسلمين وعلم الجيومورفولوجيا والجيولوجيا المائية:

يوجد كتاب اسمه المسالك والممالك ألفه العالم المسلم ابن اسحق إبراهيم بن محمد الفارسي الذي يلقب بالكرخي، حيث ذكر في كتابه الكثير من الظواهر التي ترتبط في جيولوجيا المياه والتي ترتبط مع كل ما يتعلق بشكل سطح الأرض وذكر الكثير عن علوم الطبوغرافيا وعلاقتها بسطح الأرض مثلاً ذكر الرمل الذي يوجد في الحجاز.
حيث يمكننا التعرف على هذا الرمل من حيث امتداده ووصف حبيباته ودقائقه من حيث اللون أو الحجم وأصله باعتباره منقولاً من الأماكن الصخرية ثم أعيد ترسيبه في أماكن أخرى منخفضة، وهذا يشبه التحليل الجيولوجي والجيومورفولوجي للرمال في العصر الحاضر.
كما أن كتاب الممالك والمسالك تحدث عن خصائص وصفات المناطق الجبلية عندما ذكر جبال (تهامة)، ووصف جبال الملح بأنها تختلف من ناحية لون الملح من موقع إلى آخر وذلك بسبب اختلاف محتواها من الشوائب، كما أن الأملاح تتواجد بهيئة كتل صخرية أو أنها تتشكل بسبب عملية تبخر المياه المالحة أو في السبخات مما يتسبب في ترسيب الأملاح، هذا يدل أن الكرخي كان على دراية كاملة بعلوم الجغرافيا والجيولوجيا.
أما الأنهار والمجاري المائية كافة (جيولوجية الماء) كانت تحظى بأهمية كبيرة من قبل علماء العرب والمسلمين، وقد عملوا على تقسيم دورة المجرى المائي إلى أربعة مراحل (مرحلة الطفولة، مرحلة الشباب، مرحلة النضوج، مرحلة الشيخوخة)، وكل مرحلة تعتمد على مجموعة معطيات أهمها سرعة تدفق المجرى المائي وامكانيته على حمل الرواسب.


شارك المقالة: