عيوب الطاقة النووية

اقرأ في هذا المقال


بينما يحاول العالم تحويل أنظمة الطاقة الخاصة به بعيداً عن مصادر الوقود الأحفوري إلى مصادر طاقة منخفضة الكربون يوجد لدينا مجموعة من خيارات الطاقة من تقنيات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، ولكن أيضاً يوجد لدينا الطاقة النووية، حيث أن الطاقة النووية وتكنولوجيا الطاقة المتجددة عادةً ما تصدر القليل جدا من ثاني أكسيد الكربون لكل وحدة إنتاج طاقة، لا سيما أنها أفضل بكثير من الوقود الأحفوري في الحد من مستويات تلوث الهواء المحلي.

ما هي الطاقة النووية؟

هي عبارة عن الطاقة الموجودة في نواة أو لب الذرة، والذرات هي عبارة عن وحدات صغيرة تشكل كل مادة في الكون، حيث توجد كمية هائلة من الطاقة في نواة الذرة الكثيفة، وفي حالة إطلاقها من الذرة يمكن استخدام الطاقة النووية لتوليد الكهرباء، وتسمى هذه العملية بالانشطار النووي، حيث تنقسم الذرات لإطلاق الطاقة.

ما هي عيوب الطاقة النووية؟

  • الأثر البيئي: على الرغم من أن محطات الطاقة النووية لا تصدر انبعاثات كربونية إلا أن الطاقة النووية لا يزال لها تأثير على البيئة بشكل رئيسي من خلال التعدين وتصريف المياه، حيث يجب استخراج عنصر اليورانيوم المستخدم لإنتاج الطاقة النووية، والتعدين من أي نوع له تأثير سلبي على المنطقة المحيطة.

    كما تسبب محطات الطاقة النووية أيضاً شيئاً يسمى “التلوث الحراري“، حيث تقع معظم محطات الطاقة النووية على سطح مائي مثل البحيرة أو المحيط، وتستخدم محطة الطاقة المياه من البحيرة أو المحيط، والتي يشار إليها باسم مياه التبريد لتكثيف البخار مرة أخرى في الماء، مما قد يغير بشكل كبير من كيمياء المحيط أو البحيرة التي يتم تصريفها فيها، وبالتالي تضر الحياة المائية.

  • كثيفة المياه: عادةً تتطلب محطات الطاقة النووية الكثير من الماء لإنتاج الطاقة، فعلى سبيل المثال في عام 2015 استهلكت الولايات المتحدة حوالي 320 مليار جالون من المياه لإنتاج الطاقة النووية، وهذا الماء هو أكثر مما يستخدم في معالجة الفحم، ومع تزايد ندرة المياه خاصة في مواجهة تغير المناخ قد يصبح هذا الاستهلاك الهائل للمياه غير مستدام.
  • خطر وقوع حوادث نووية: محطات الطاقة النووية يوجد لديها تدابير أمان صارمة للغاية، ومع ذلك يمكن أن تحدث العديد من الحوادث بغض النظر عن مقدار حرصنا، حيث يمكن أن يكون لانهيار محطة نووية تأثير كارثي على المناطق المحيطة وهو ما نعرفه من أحداث مثل (كارثة فوكوشيما)، وفي حالة الانصهار النووي يمكن أن تتسرب الإشعاعات الضارة والتي يمكن أن تسبب آثاراً ضارة على البيئة وعلى صحة الإنسان، فعلى سبيل المثال أدت حادثة عام 1986 في تشيرنوبيل في النهاية إلى مقتل الآلاف من الناس، وليس ذلك فحسب فما زال أكثر من مليوني شخص يعانون من مشاكل صحية متعلقة بهذه الحادثة.
  • النفايات المشعة: صحيح إن توليد الطاقة من محطات الطاقة النووية لا ينبعث منها غازات دفيئة ضارة في الهواء، ولكنها قد تخلق بعض النفايات الخطرة، وتظل النفايات الناتجة عن محطات الطاقة النووية مشعة بشكل خطير لآلاف السنين بعد إنشائها، كما تظهر العديد من المشكلات عند محاولة معرفة كيفية تخزين هذه النفايات المشعة، وتستمر النفايات في التراكم في محطات الطاقة النووية، حيث لا توجد منشأة تخزين طويلة الأجل لها، وسيصبح تراكم النفايات النووية الخطرة مشكلة بمجرد نفاد مساحة التخزين لمحطات الطاقة.
  • الطاقة النووية غير قابلة للتجديد: قد يُعرف مورد الطاقة المتجددة بأنه مصدر للطاقة لا ينضب عند استخدامه، والطاقة الشمسية هي مثال على مورد متجدد لأننا عندما نقوم بتحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء فإننا لا نقلل من طاقة الشمس، ولكن إن الطاقة النووية مصدر طاقة غير متجدد، وذلك لأن الوقود المستخدم في المفاعلات النووية وهو اليورانيوم هو مورد محدود، وبينما نقوم بتعدين اليورانيوم فإننا نستنفد الكمية المتاحة، ولن يتم إنتاج المزيد خلال حياة الإنسان.
  • تتطلب محطات الطاقة النووية تكلفة ضخمة: إن بناء محطات طاقة نووية جديدة هو أمر مكلف بسبب عدة عوامل، فعلى سبيل المثال لبناء مفاعل نووي كبير فإننا قد نحتاج إلى آلاف المكونات وآلاف العمال والمواد باهظة الثمن وأنظمة تزود المفاعل بالتهوية والتبريد والاتصالات والكهرباء، ووفقاً لبعض الأبحاث بلغت تكلفة محطة الطاقة النووية حوالي 9 مليارات دولار في عام 2008.

وأخيراً يمكننا القول أنه يوجد هناك العديد من الحجج المعارضة للطاقة النووية، ولكن مع المزيد من التقدم التكنولوجي والتطور في صناعة المعدات يمكن أن يساعدنا مصدر الطاقة الخالي من الكربون هذا في الوصول إلى مستقبل طاقة نظيفة.


شارك المقالة: