ما هي قصة اختراع السفينة الهوائية
في الواقع إنّ تاريخ بناء وتصميم السفن الهوائية بدأت مع مهندس من فرنسا يُدّعى هنري جيفارد، حيث قام بتصميم أول سفينة هوائية كان تصميمها تقريبًا يشبه تصميم البالونات الكبيرة، بدايةً قام جيفارد بتشغيلها بواسطة محرك بالإضافة إلى دفة على هيئة شراع، السفينة الهوائية هي عبارة عن مركبة هوائية حجمها كبير وهي تعمل بواسطة محرك يدفعها في الجو، أيضًا تحتوي السفن الهوائية على معدات لتوجيه حركتها.
تم استعمالها لأول مرة في القرن التاسع عشر، في سنة 1852م، ولقد طار بها جيفارد من باريس إلى مدينة تراب بالقرب من مدينة فرساي بمدى 27 كيلومترًا ومتوسط سرعة 8 كيلومترات في الساعة، وخلال سنة 1884م، قام مخترعان من فرنسا وهما: تشارلز رينارد وآرثر كريبس ببناء سفينة فرنسية تُسمّى لافرانس، والتي كانت تعمل بمحرك كهربائي بقدرة 7 كيلوواط وكانت تعمل من خلال بطارية.
في الواقع لقد طار رينارد وكريبس بالسفينة لمسافة ثمانية كيلو مترات. بعد ذلك قام مخترع من النمسا وهو ديفيد شوارتز بإجراء تعديلات على السفينة الهاوئية خلال سنة 1897م لكنها قد تحطمت بفعل الظروف الجوية، فيما بعد خلال سنة 1901م، قام مخترع من البرازيل وهو ألبرتو سانتوس دومون بالطيران بواسطة سفينة هوائية حول برج إيفل، خلال سنة 1900م، قام رجل يُدعى فرديناند فون زيبلين بتصميم سفينة هوائية متقنة الصنع، بطول إجمالي 128 مترًا وسرعة تحليق 27 كيلومترًا في الساعة.
تم تصنيع هذه المركبة الفضائية ثلاث مرات، وذلك لأن سعة محركها هي أقل من القوة المطلوبة لحركتها، لكنها كانت تفتقر إلى معدات التحكم المناسبة، ثم أكمل زيبلين سفينته الثانية في عام 1905ثم أطلق سفينته الثالثة في عام 1906م، قام الجيش الألماني باستعمال سفينته حيث كانت أول سفينة هوائية تستعمل في الحرب خلال سنة 1909م قام المخترع (Zeppelin) ببناء خط جوي سُمّي (Dilag)، وتم إطلاق أول سفينة هوائية ألمانية على هذا الخظ وكانت تعمل من خلال ثلاثة محركات.
أهم الأحداث في تاريخ اختراع السفينة الهوائية
في الواقع لقد استعمل الألمان العديد من السفن الهوائية لحماية بحر الشمال خلال الحرب العالمية الأولى وقاموا بالتصدي والهجوم على مواقع العدو. كما كانوا أول من استعمل السفن الهوائية لتنفيذ وشن هجمات استراتيجية على مواقع العدو على نطاق واسع، تسبب هذا الهجوم في أضرار على أسطول المملكة المتحدة. كان الأسطول البحري الألماني أكبر مستخدم للسفن الهوائية خلال الحرب لأنه قام بتصنيع العديد من السفن الهوائية الخاصة بالمخترع زيبلين.
ومع ذلك فقد فقدوا العديد منها أثناء الحرب، قامت بعد ذلك بريطانيا باستعمال عدد من السفن الهوائية، في الواقع لقد استخدمت بريطانيا هذه السفن بشكل أساسي لحماية السفن البحرية من هجمات الغواصات، بينما استخدمت الولايات المتحدة السفن الهوائية للدفاع عن المياه الإقليمية وأيضًا لمقاومة الغواصات في الحرب وكذلك تم استعمالها في وقت لاحق في فرنسا وإيطاليا.
بعد الحرب العالمية الأولى، أصبحت السفن الهوائية تعمل بشكل أفضل بكثير من أي وقت مضى، في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، أجرت البحرية الأمريكية العديد من التجارب لتطوير السفن الهوائية الكبيرة وذلك لجعلها تعمل بكفاءة أكبر. في الواقع كانت السفينة الهوائية الألمانية من أقوى السفن الهوائية على الإطلاق كما أنها أيضاً تعد الأسرع وقد تؤدي سرعتها إلى 130كم في الساعة.
في عام 1872م صمم بول هانلين سفينة هوائية تعمل بمحرك احتراق داخلي، أيضًا سنة 1874م، قدم ميكاجاه كلارك داير براءة اختراع أمريكية لسفينة هوائية، في عام 1883م قام جاستون تيساندير بالطيران بواسطة سفينة هوائية تعمل بالطاقة الكهربائية، حيث قام بتركيب محرك سيمنز الكهربائي بقوة 1.1 كيلو واط، في عام 1888م، تم تقديم تصميم لسفينة هوائية من قبل البروفيسور بيتر سي كامبل، حيث قدمها إلى مهندس الطيران كارل إدغار مايرز، وتم بناؤها بواسطة شركة (Novelty Air Ship Company).
عدا عن استخدام السفن الهوائية أثناء الحرب فقد تم استعمالها في حمل الركاب وذلك خلال الثلاثينيات من القرن الماضي، لكن بسبب بعض الحوادث التي كانت تتعرض لها السفن الهوائية وبسبب موت العديد من الأشخاص الذين قد ركبوا بها، وبعد تصنيع طائرات تعمل بشكل أفضل من السفن الهوائية توقفت بعض الدول عن تصنيع واستعمال السفن الهوائية في نقل الركاب، اليوم بعض الدول تقوم باستعمالها في عدة أمور مثل: الاستطلاع الجوي، وحراسة السواحل، وأيضًا في رفع البضائع ذات الحجم الكبير.