قصة اختراع السيارة

اقرأ في هذا المقال


مقدمة عن السيارة

مع تطور العلم والتكنولوجيا، أصبحت السيارات بالفعل عنصراً مهماً في حياتنا اليومية، السيارات تجعل حياتنا مريحة وسريعة ومع ذلك، تسبب الكثير من السيارات في مشاكل اجتماعية خطيرة للغاية، منذ قرن واحد، تمّ تطوير صناعة السيارات بأقصى سرعة في جميع أنحاء العالم، وجلبت التقدم الهائل في حياتنا، على سبيل المثال السيارة هي أكثر وسائل النقل ملاءمة، يمكننا أن نقوم باستخدامها كل يوم على عكس الطائرة أو القطار مثلاً، والذهاب بالسيارة من وإلى العمل ويمكننا الذهاب بالسيارة في الإجازة، ويمكننا استخدام السيارات للتعامل مع بعض حالات الطوارئ أيضاً.
تُعد السيارة من أهم اختراعات العصر، إنّها تجعل إيقاع حياتنا أسرع وأسرع، وتجعل أعمالنا أكثر فاعلية، من ناحية أخرى أدّى تطوير السيارات منح الناس فرص عمل لا حصر لها أيضاً، مثل: الصناعة التحويلية، صناعة الإصلاح وصيانة الصناعة، نحن نتمتع بالراحة التي توفرها لنا السيارات، في الوقت نفسه يمكننا الاستفادة من صناعة السيارات لدعم أنفسنا، ولكن لا يمكننا تجاهل أنّ الكثير من السيارات تسبب مشاكل ضارة لأنفسنا وعلى البيئة والمجتمع، على سبيل المثال الازدحام المروري، وتلوث الهواء، وحوادث المرور، والتي يتعين علينا إيجاد حل لها.

قصة اختراع السيارة

تمّ اختراع السيارة وإتقانها لأول مرة في ألمانيا وفرنسا في أواخر القرن التاسع عشر، على الرغم من أنّ الأمريكيين سرعان ما سيطروا على صناعة السيارات في النصف الأول من القرن العشرين، ابتكر هنري فورد تقنيات الإنتاج الضخم التي أصبحت قياسية، وظهرت شركات فورد وجنرال موتورز وكرايسلر كشركات السيارات “الثلاث الكبرى” بحلول عشرينيات القرن الماضي، قام المصنعون بتوجيه مواردهم إلى الجيش خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد ذلك ارتفع إنتاج السيارات في أوروبا واليابان لتلبية الطلب المتزايد.
كانت الصناعة التي كانت ذات يوم حيوية لتوسيع المراكز الحضرية الأمريكية، مؤسسة عالمية مشتركة مع صعود اليابان كشركة تصنيع سيارات رائدة بحلول عام 1980، على الرغم من أنّ السيارة كان لها أكبر تأثير اجتماعي واقتصادي في الولايات المتحدة، فقد تمّ إتقانها في البداية في ألمانيا وفرنسا في نهاية القرن التاسع عشر من قبل رجال مثل جوتليب ديملر وكارل بنز ونيكولاس أوتو وإميل ليفاسور.

تطور السيارات

تستحق سيارة مرسيدس 1901، التي صممها فيلهلم مايباخ لشركة Daimler Motoren Gesellschaft، التقدير لكونها أول سيارة حديثة من جميع الضروريات، كان محركها البالغ قوته خمسة وثلاثين حصاناً يزن أربعة عشر رطلاً فقط لكل حصان، وقد حقّق سرعة قصوى تبلغ ثلاثة وخمسين ميلاً في الساعة، بحلول عام 1909 مع مصنع السيارات الأكثر تكاملاً في أوروبا، وظّفت شركة دايملر حوالي 1700 عامل لإنتاج أقل من ألف سيارة سنوياً، لا شيء يوضح تفوق التصميم الأوروبي أفضل من التناقض الحاد بين طراز مرسيدس الأول هذا و(Ransom E. Olds 1901-1906) ذات الأسطوانة الواحدة، وثلاثة أحصنة، والمقود، والاندفاعة المنحنية Oldsmobile، والتي كانت مجرد عربة حصان بمحرك.
لكن بيعت سيارات (Olds) مقابل 650 دولاراً فقط، ممّا جعلها في متناول الأمريكيين من الطبقة الوسطى، وتجاوز إنتاج سيارات (Olds) البالغ 5،508 وحدة أي إنتاج للسيارات تمّ إنجازه مسبقاً، كانت المشكلة المركزية لتكنولوجيا السيارات على مدى العقد الأول من القرن العشرين هي التوفيق بين التصميم المتقدم لمرسيدس 1901 مع السعر المعتدل ونفقات التشغيل المنخفضة للمركبات القديمة، سيكون هذا إنجازاً أمريكياً بشكل ساحق، هنري فورد وويليام دورانت قام ميكانيكا الدراجات فرانك وتشارلز دوري من سبرينجفيلد، ماساتشوستس بتصميم أول سيارة أمريكية ناجحة تعمل بالبنزين في عام 1893.
ثمّ فازت بأول سباق سيارات أمريكي في عام 1895، واستمرت في بيع أول سيارة تعمل بالبنزين أمريكية الصنع العام القادم، أنتج ثلاثون مصنعاً أمريكياً 2500 سيارة في عام 1899، ودخلت حوالي 485 شركة هذا النشاط في العقد التالي، في عام 1908 قدّم هنري فورد الطراز T وأسس ويليام دورانت شركة جنرال موتورز، عملت الشركات الجديدة في سوق بائع غير مسبوق لسلع استهلاكية باهظة الثمن، مع مساحة الأرض الشاسعة والأراضي النائية من المستوطنات المتناثرة والمعزولة، كانت الولايات المتحدة بحاجة إلى النقل بالسيارات أكثر بكثير من دول أوروبا تمّ ضمان الطلب الكبير، أيضاً من خلال ارتفاع دخل الفرد بشكل ملحوظ وتوزيع دخل أكثر إنصافاً من الدول الأوروبية.

سيرة نيكولاس جوزيف كوجنوت (1725 – 1804) مخترع أول سيارة

يعود الفضل في تطوير أول مركبة ذاتية الدفع في العالم إلى كوجنوت، حيث يمكن لمركبته ذات العجلات الثلاث أن تحمل أربعة ركاب وتتحرك بخطى سريعة، تم بناء مركبة كوجنوت في عام 1769، واستخدمت لأول مرة في العام التالي، وقد تم تصميمها في الأصل لنقل قطع المدفعية الثقيلة ويجب أن يُطلق عليها بشكل صحيح اسم جرار وليس عربة، ولد كوجنوت في فويد، في مقاطعة ميوز بفرنسا، عندما كان شابًا، التحق بالجيش الفرنسي، وأثناء خدمته في ألمانيا وبلجيكا، اخترع نوعًا جديدًا من البندقية لتستخدمها القوات الفرنسية، كما تمّ تشجيعه على العمل في عربة مدفع تعمل بالبخار، كان كوجنوت على دراية بالتحسينات في قوة البخار التي طوّرها توماس سافري، المخترع الإنجليزي والفيزيائي الفرنسي دينيس بابين.

أضاف كوجنوت مزيدًا من التحسينات، والتي استخدمت قوة البخار لتحريك المكابس دون تكاثف، ممّا أدّى إلى تحسين كفاءة المحرك بشكل كبير، يتكون محركه من مكبسين 13 بوصة (33 سم) و 1.75 قدم مكعب (50 لترًا) متصلين بواسطة شعاع هزاز تمت مزامنته بحيث أنّه عندما يدفع الضغط الجوي أحد المكابس لأعلى، يدفع البخار عالي الضغط المكبس الآخر للأسفل، تمّ نقل الحركة الترددية إلى المحور، حيث أنتجت الحركة الدورانية التي قلبت العجلة، يُعتبر هذا الترتيب أول جهاز ناجح لتحويل الحركة الترددية إلى حركة دوارة، كانت عربة كوجنوت الأولى تعاني من قيود خطيرة، كان تصميمها ذو الثلاث عجلات، وكان لابد من تشغيل آلية عجلة القيادة ذات الغلاية الثقيلة بالكامل لتوجيه العربة.
كانت عربته أيضاً لا تحتوي على أي احتياطيات من الماء أو الوقود وتطلب من السائق التوقف بشكل دوري لإعادة إشعال الفرن وإضافة الماء إلى المرجل، على الرغم من هذه العيوب الواضحة، فإنّ وزير الحرب الفرنسي، دوك دي تشوازول، شجعه العرض الأول لكوجنوت، وكلف كوجنوت ببناء مركبة ثانية أكبر وأكثر قوة وأسرع، تمّ الانتهاء من هذه العربة الثانية بواسطة كوجنوت في عام 1771 بتكلفة 20000 ليفر، لسوء الحظ ، سقط “De Choiseul” من السلطة قبل أن يتم اختبار هذه السيارة الثانية بالكامل، ولم يُظهر خليفته أي اهتمام بعربة كوجنوت البخارية.

كشك مبيعات السيارات

بحلول عام 1927، كان الطلب على استبدال السيارات الجديدة يتجاوز الطلب من مالكي السيارات لأول مرة ومشتري السيارات المتعددة مجتمعين، نظراً لمداخيل اليوم، لم يعد بإمكان صانعي السيارات الاعتماد على سوق آخذ في التوسع، بدأ صانعو السيارات ذات الأسعار المعتدلة البيع بالتقسيط في عام 1916 للتنافس مع صانعو السيارات الأخرى، وبحلول عام 1925 تمّ شراء حوالي ثلاثة أرباع السيارات الجديدة “في الوقت المحدد” من خلال الائتمان، على الرغم من بيع بعض العناصر باهظة الثمن، مثل البيانو وآلات الخياطة، في الوقت المحدد قبل عام 1920، إلّا أنّ مبيعات السيارات بالتقسيط خلال العشرينات هي التي أثبتت شراء السلع الاستهلاكية باهظة الثمن عن طريق الائتمان كعادة من الطبقة الوسطى ودعامة أساسية الاقتصاد الأمريكي.

الحرب العالمية الثانية وصناعة السيارات

لعبت صناعة السيارات دوراً مهماً في إنتاج المركبات العسكرية والعتاد الحربي في الحرب العالمية الأولى، خلال الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى إنتاج عدة ملايين من المركبات العسكرية، صنع مصنعو السيارات الأمريكيون حوالي خمسة وسبعين عنصراً عسكرياً أساسياً، معظمها لا علاقة له بالمركبة، بلغت قيمة هذه المواد 29 مليار دولار أي خمس إنتاج الحرب في البلاد، بسبب توقف تصنيع المركبات للسوق المدني في عام 1942 وتمّ تقنين الإطارات والبنزين بشدة، انخفض السفر بالسيارات بشكل كبير خلال سنوات الحرب.
السيارات التي تمّ رعايتها خلال فترة الكساد لفترة طويلة بعد أن كانت جاهزة للتخلص من القمامة تمّ إصلاحها بشكل أكبر، ممّا يضمن طلباً مكبوتاً كبيراً، على السيارات الجديدة في نهاية الحرب حمل الثلاثة الكبار في ديترويت السلونية إلى نهايتها غير المنطقية في فترة ما بعد الحرب، تكاثرت النماذج والخيارات وكل عام أصبحت السيارات أطول وأثقل، وأكثر قوة، وأكثر تزيينا بالأدوات وأكثر تكلفة للشراء والتشغيل، في أعقاب الحقيقة البديهية أنّ السيارات الكبيرة أكثر ربحية في البيع من السيارات الصغيرة.

صعود شركات صناعة السيارات اليابانية ما بعد الحرب، بحيث كانت الهندسة خاضعة للجماليات المشكوك فيها للتصميم غير الوظيفي على حساب الاقتصاد والسلامة، وتدهورت الجودة لدرجة أنّه بحلول منتصف الستينيات، تمّ تسليم السيارات الأمريكية الصنع إلى مشتري التجزئة بمتوسط ​​أربعة وعشرين عيباً في الوحدة، والعديد منها متعلق بالسلامة، علاوة على ذلك فإنّ الأرباح الأعلى للوحدة التي حققتها ديترويت على “الطرادات على الطرق” التي تستهلك كميات كبيرة من الغاز كانت على حساب التكاليف الاجتماعية لزيادة تلوث الهواء واستنزاف احتياطيات النفط العالمية المتضائلة.

تواريخ مهمة في صناعة السيارات

أصبحت قصة اختراع السيارة غنية بالعديد من الشخصيات التي لعبت دوراً بارزاً في تاريخه، فيما يلي سنستعرض أهم التواريخ المهمة في صنعة السيارات:

  • عام 1769- صنع نيكولاس جوزيف كوجنوت أول مركبة ذاتية الدفع (جرارعسكري) للجيش الفرنسي، تتكون من ثلاث عجلات.
  • عام 1832- صنع روبرت أندرسون عربة نقل كهربائية في اسكتلندا.
  • عام 1885- صنع كارل فريدريش بنز سيارة تعمل بمحرك احتراق داخلي: ثلاث عجلات، أربع دورات، محرك وشاسيه يشكلان وحدة واحدة في ألمانيا.
  • عام 1886- صنع كل من جوتليب فيلهلم ديملر، وفيلهلم مايباخ أول محرك رباعي الأشواط يُعرف باسم “Cannstatt-Daimler” بألمانيا.
  • عام 1876- صنع جورج بالدوين سلدن محرك احتراق داخلي مع عربة، رقم براءة الاختراع: 549.160 (الولايات المتحدة الأمريكية).

شارك المقالة: