اقرأ في هذا المقال
ما هي قصة اختراع السنما؟
لم يخترع السينما أحد ومع ذلك في عام 1891م، عرضت شركة (Edison) بنجاح نموذجًا أوليًا لجهاز (Kinetoscope) والذي مكّن شخصًا واحدًا فقط في كل مرة من مشاهدة الصور المتحركة، تمّ إجراء أول عرض توضيحي لـ (Kinetoscope) عام 1893م وبحلول عام 1894م، حقّق (Kinetoscope) نجاحًا تجاريًا، بعد ذلك تمّ إنشاء صالات عامة حول العالم، كان الأخوان لوميير أول من قدّم الصور المتحركة المتوقعة للجمهور الدافع في ديسمبر 1895م في باريس، فرنسا، استخدموا جهازًا من صنعهم وهو المصور السينمائي والذي كان عبارةً عن كاميرا وجهاز عرض وطابعة أفلام في جهاز واحد.
بدايةً كانت الأفلام قصيرة جدًا وأحيانًا كانت بضع دقائق فقط، تمّ عرضها في ساحات المعارض أو قاعات الموسيقى أو في أي مكان يمكن من خلاله إعداد شاشة فيه وإضاءة غرفة مظلمة، تضمنت الموضوعات المشاهد والأنشطة المحلية والكوميديا القصيرة، ترافقت الأفلام مع محاضرات وموسيقى وحضور كثير من الجمهور، بحلول عام 1914م، تمّ إنشاء العديد من الصناعات السينمائية الوطنية، في ذلك الوقت كانت أوروبا وروسيا والدول الاسكندنافية هي الدول المهيمنة لدور لسينما، كانت أمريكا أقل أهمية بكثير، الأفلام أطول وأصبح سرد القصص أو السرد هو الشكل المهيمن.
مع دفع المزيد من الناس لمشاهدة الأفلام كانت الصناعة التي نمت حولهم مستعدة لاستثمار المزيد من الأموال في إنتاجها وتوزيعها وعرضها، لذلك تمّ إنشاء استوديوهات كبيرة وبناء دور سينما مخصصة، أثرّت الحرب العالمية الأولى بشكل كبير على صناعة السينما في أوروبا، تميزت السنوات الثلاثين الأولى من السينما بنمو وتوّطيد قاعدة صناعية وإنشاء الشكل السردي وصقل التكنولوجيا، التصوير السينمائي هو وهم الحركة من خلال التسجيل وعرض العديد من الصور الفوتوغرافية على شاشات دور السينما، وهي في الأصل مجموعة من الجهود العلمية التي حدثت في القرن التاسع عشر.
أحداث مهمة في تاريخ صناعة السينما:
تمت إضافة اللون لأول مرة إلى الأفلام بالأبيض والأسود من خلال التلوين اليدوي، بحلول عام 1906م، تمّ استخدام مبادئ فصل الألوان لإنتاج ما يسمّى بالصور المتحركة ذات اللون الطبيعي باستخدام عملية (Kinemacolor) البريطانية والتي تمّ تقديمها لأول مرة للجمهور في عام 1909م، تمّ استخدام تقنية (Kinemacolor) بشكل أساسي للأفلام الوثائقية والتي استمرت لأكثر من ساعتين.
كانت عمليات استخدام (Technicolor) المبكرة من عام 1915م في السينما مكلفة ولم يتم استخدام اللون على نطاق واسع حتى تمّ إدخال عملية الألوان الثلاثة في عام 1932م، وقد تم استخدامه لأفلام مثل (Gone With the Wind) و (The Wizard of Oz) (كلاهما عام 1939م) في هوليوود وفلم الحياة والموت عام (1946)م في المملكة المتحدة، استخدمت المحاولات الأولى لإضافة صوت متزامن للصور أسطوانات أو أقراص صوتية، استخدم أول فيلم طويل يتضمن حوارًا متزامنًا، (The Jazz Singer) نظام (Vitaphone) الخاص بـ (Warner Brothers) والذي استخدم قرص تسجيل مع كل بكرة فيلم للصوت.
أثبت هذا النظام أنّه غير موثوق به وسرعان ما تمّ استبداله بموسيقى تصويرية بصرية متغيرة الكثافة مسجلة فوتوغرافيًا على طول حافة الفيلم، تم تطويرها في الأصل لأفلام إخبارية مثل (Movietone) بحلول أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، تمّ تقديم جميع الأفلام الطويلة تقريبًا بصوت متزامن، وبحلول منتصف الثلاثينيات كان بعضها بالألوان الكاملة أيضًا.
ازدياد شعبية وتطور السينما:
أدّى ظهور الصوت إلى تأمين الدور المهيمن للصناعة الأمريكية في دور السينما ممّا زاد من شعبيتها، خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، كانت السينما هي الشكل الرئيسي للترفيه الشعبي، حيث كان الناس يحضرون دور السينما في كثير من الأحيان مرتين في الأسبوع، دور السينما العصرية والتي تقدم مرافق إضافية مثل المقاهي وصالات الاحتفالات يمكن أن تستوعب أكثر من 3000 شخص في قاعة واحدة.
في بريطانيا، حدثت أعلى نسبة حضور في عام 1946م للسينما، مع أكثر من 31 مليون زيارة للسينما كل أسبوع، استخدم توماس إديسون فيلمًا مقاس 35 ملم في (Kinetoscope) وفي عام 1909م تمّ اعتماده كمعيار صناعي عالمي، على الرغم من وجود العديد من التجارب مع التنسيقات الأخرى، لم تكن هناك تغييرات كبيرة في دور السنما وابتكاراتها حتى الخمسينيات من القرن الماضي، دفع إدخال التلفزيون في أمريكا إلى عدد من التجارب التقنية المصممة للحفاظ على الاهتمام العام بالسينما.
تم استخدام جهاز في دور السينما يُسمّى (CinemaScope) يقوم بعرض الأفلام والصور بشكل احترافي، بحلول نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، كانت هذه الابتكارات قد غيرت بشكل فعال شكل شاشة السينما، حيث أصبحت نسب العرض للأفلام والصور أكبر وبتقنية مبتكرة وفريدة من نوعها، كما تم تطوير أنظمة الشاشة الكبيرة المتخصصة باستخدام أفلام 70مم، كان أنجح هذه الأجهزة هو (IMAX) والذي يضم أكثر من 1500 شاشة حول العالم.
لسنوات عديدة، عرضت دور السينما (IMAX) أفلامًا صنعت خصيصًا بتنسيقات ثنائية وثلاثية الأبعاد فريدة من نوعها ولكنها عرضت مؤخرًا أفلامًا روائية شائعة تمت إعادة إتقانها رقميًا بتنسيق (IMAX)، غالبًا مع مشاهد إضافية أو تأثيرات ثلاثية الأبعاد، بينما حققت دور السينما نجاح كبير، إلّا أنّها لم تستعد أبدًا المكانة والتأثير الذي احتلته في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي وتضاءل عدد المشاهدين، بحلول عام 1984م، انخفض عدد حضور السينما في بريطانيا إلى مليون في الأسبوع.
بحلول أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تضاعف هذا العدد ثلاث مرات، تمّ بناء أول مجمع بريطاني متعدد الإرسال في ميلتون كينز في عام 1985م، ممّا أدّى إلى ازدهار دور السينما خارج المدينة، اليوم يشاهد معظم الناس الأفلام على شاشات التلفزيون، سواء كانت أرضية أو فضائية أو خدمات فيديو حسب الطلب (SVOD)، أصبح بث محتوى الأفلام على أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة أكثر شيوعًا حيث ثبت أنّه أكثر ملاءمة للجماهير وأنماط الحياة الحديثة، يتم إنتاج الكثير من الأفلام دوليًا، سواء تمّ إنتاجها في بلدان مختلفة أو بتمويل من شركات متعددة الجنسيات.
تمّ تغيير إنتاج الأفلام بشكل كبير بسبب تأثير التكنولوجيا الرقمية التي تتحسن بسرعة، يتم الآن تصوير معظم الإنتاجات السائدة على تنسيقات رقمية مع عمليات لاحقة، مثل التحرير والتأثيرات الخاصة، على أجهزة الكمبيوتر، استثمرت دور السينما في مرافق العرض الرقمي القادرة على إنتاج صور على الشاشة تنافس الدقة والتفاصيل والسطوع في عرض الفيلم التقليدي، في السنوات القليلة الماضية، كان هناك انتعاش في الاهتمام بالميزات ثلاثية الأبعاد وذلك بسبب توفر التكنولوجيا الرقمية، اليوم تُعتبر السينما من أكثر وسائل التسلية للجمهور وهي اليوم صناعة تنتج أموالًا هائلة.