قصة اختراع الطوربيد- Torpedo

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة اختراع الطوربيد؟

تاريخ اختراع الطوربيد وجهود المخترعين في تصميمه:

عندما تم استعمال السفن الحربية لهجوم السفن المدرعة، كان لا بُدّ من ابتكار سلاح يقوم بالتصدي لتلك السفن العدائية، سمح الطوربيد للسفن الحربية الأخف وزنًا والغواصات بمختلف أحجامها وحتى قوارب الصيد في استعماله للقيام على تدمير السفن المُدرعة الكبيرة، رغم أنّها في بعض الأحيان تكون مُعرضة لخطر الإصابة بنيران قذائف بعيدة المدى، يعمل الطوربيد من خلال أجهزة ذكية تقوم بالتحكم بتحديد عمقه واتجاهاته حسب التعليمات الصادرة من مصدر خارجي.

يمكن أن يتم تصميمه بعدة أشكال وأحجام مختلفة حسب استخدامه؛ تأتي كلمة طوربيد من الكلمة اللاتينية (torpere) في الاستخدام البحري. تاريخيًا تم استخدام مصطلح الطوربيد في الأصل لعدة وظائف، تم استعماله منذ حوالي عام 1900م، كسلاح ذاتي الدفع تحت أو فوق الماء، عند ملامسته أو القرب منه يقوم بالانفجار، كان يتم إطلاق كلمة طوربيد أيضًا للإشارة إلى عبوة ناسفة متفجرة.

أشار إليه الأمريكي (Robert Fulton) حيث قام باستخدام كمية من البارود في غواصته الفرنسية نوتيلوس والتي تم اختبارها لأول مرة في عام 1800م لإثبات أنّها يمكن أن تغرق السفن الحربية، وأثناء عمله في فرنسا قام بوضع الطوربيد الخاص به بغواصته والتي قدمها بعد ذلك إلى الحكومة الفرنسية والحكومة البريطانية، وكلاهما لم يكن مهتمًا باختراعه، في الواقع كان العديد من المخترعين يقومون بعمل نماذج مختلفة للطوربيد مثل: ديفيد بوشنيل وصمويل كولت وغيرهم من المخترعين.

يمكن العثور على وصف مبكر للطوربيد في أعمال المهندس السوري حسن الرماح عام 1275م، وقد قام بذكر آلية استعماله، في الواقع تم استعمال الطوربيد أيضًا في المناجم البحرية البدائية. لكن بشكل مختلف عن شكله الحالي، الطوربيدات القديمة تم صنعها من قبل الهولندي كورنيليوس دريبل، حيث قام بتوصيل المتفجرات بغواصته الخاصة واستخدم الطوربيد خلال الرحلات الاستكشافية الإنجليزية، فيما بعد تم إطلاق كلمة طوربيد على جميع الأجهزة المتفجرة تحت الماء معظم القرن (19)م.

أهم الأحداث في تاريخ اختراع الطوربيد:

استخدمت الإمبراطورية الروسية الطوربيدات أثناء حرب القرم سنة 1855م ضد السفن الحربية البريطانية في خليج فنلندا، تم استخدامه كجزء من دفاع سيباستابول، عند مدخل بحر آزوف في البحر الأسود، في بحر البلطيق تم تفجير طوربيدات تحت أربع سفن إنجليزية، لم يتم تدمير أي منها، لكن جميعها تضررت إلى حد ما، خلال الحرب الأهلية الأمريكية، تم استخدام الطوربيد، لكن كان تصميمه بشكل بدائي للغاية، تم تطوير الطوربيد فيما بعد وتم استعماله لإغراق العديد من السفن المهاجمة.

فيما بعد حوالي منتصف القرن التاسع عشر تم إنشاء نموذج أولي لطوربيد ذاتي الدفع من قبل جيوفاني لوبيس، وهو ضابط بحري نمساوي من مدينة رييكا، وبمساعدة المهندس وروبرت وايتهيد، وهو مهندس من بريطانيا كان مديرًا لمصنع في المدينة، كان وايتهيد مصممًا على بناء طوربيد أوتوماتيكي يمكن أن يعمل على عمق معين تحت سطح الماء لمسافة معقولة. قدم وايتهيد الطوربيد ذاتي الدفع، إلى اللجنة البحرية الإمبراطورية النمساوية خلال سنة 1866م.

طوربيد وايتهيد يبلغ طوله حوالي 4 أمتار، وقطره 14 بوصة ويزن حوالي 300 رطل يتم تشغيله بواسطة محرك هوائي كان أول قارب مصمم لإطلاق طوربيد ذاتي الدفع هو (HMS Lightning)، وقد اكتمل في عام 1877م كما تم بناء زوارق الطوربيد الأولى في أحواض بناء السفن الخاصة وكانت تعمل بكفاءة كبيرة، في نفس الوقت كان المخترعون يعملون على بناء طوربيدات مطورة أكثر، تم بناء نماذج من الطوربيد الموجه من قبل جون إريكسون وجون لويس لاي وفيكتور فون شيليها.

كانت الغواصة هي السفينة البحرية التي استخدمت الطوربيد بأكبر قدر من النجاح، لا سيما في الحربين العالميتين، شهدت الحرب العالمية الثانية إدخال الطائرات الحاملة للطوربيد والطوربيدات الصوتية. تعد عنصرًا مهمًا في الحرب ضد الغواصات الهجومية المصممة لمطاردة غواصات الصواريخ. يتم تصنيع الأنواع الحديثة من الطوربيد من خلال عدة عوامل: القوة الدافعة وحسب جهاز التحكم، ونوع الطوربيد، يتم تشغيل الطوربيد من خلال محركات كهربائية بواسطة بطارية.

تولد الطوربيدات الصوتية النشطة إشارات صوتية وتستقبل الصدى من الهدف، حتى يومنا هذا لا يزال المخترعون يقومون بابتكار أنواع جديدة ومبتكرة من الطوربيد بمختلف الأحجام والأنواع للقيام بمجموعة مختلفة من الوظائف ويعمل بكفاءة كبيرة وذلك بفضل التقدم الكبير في التكنولوجيا.


شارك المقالة: