مقدمة في الكاسات:
يتم استخدام الكاسات للسكب والشرب وهي عبارة عن أوعية مفتوحة، يتم تصنيعها بأشكال مختلفة وأصبحت تستعمل لأغراض أخرى غير الشرب مع أنّ استخدامها الأساسي هو الشرب، يقوم بعض الأشخاص باستخدامها أيضًا لحفظ المواد مثل السكر والحبوب، تتم صناعتها من الزجاج أو الطين والمعدن أو الحجر أو البوليسترين أو البلاستيك أو الألومنيوم، في بعض الحضارات والطبقات الاجتماعية قديمًا كان يتم استعمال كؤوس مخصصة للشاي والقهوة والأعشاب وحتى يومنا هذا يتم استخدام أكواب مخصصة لكل من تلك المشروبات.
ما هي قصة اختراع الكاسات؟
إنّ المخترع الأصلي لكوب الشرب لم يعرف بعد ولكن تم العثور على بعض آثار الكؤوس والأكواب في الحضارات المختلفة، كانت الكؤوس قديمًا يتم تصنيعها من الأصداف والأحجار المجوفة، كما أنّه كاد من المؤكد أنّها استخدمت منذ ما قبل التاريخ المسجل، بحيث أنّه تم العثور على بقايا منها في المواقع الأثرية في مختلف أنحاء العالم، مثلًا في بلاد ما بين النهرين القديمة، كان يتم استخدامها لأغراض متنوعة، بما في ذلك نقل وشرب المشروبات الكحولية، هناك دليل على أنّ الإمبراطورية الرومانية ربما تكون قد استخدمت الكؤوس في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك الكؤوس الفضية.
في إنجلترا تم العثور على كؤوس يرجح أنّها تعود إلى عدة آلاف من السنين، بما في ذلك كأس ريلاتون الذهبي، الذي يقدر عمره حوالي 3700 عام، كما تم استخدام الكؤوس في أمريكا الشمالية والجنوبية قبل عدة قرون من وصول الأوروبيين، في خليج المكسيك، الدراسات والأبحاث تؤكد أنّ أغلب الكؤوس تم تصنيعها في الحضارات القديمة جدًا من مجموعة مختلفة من المواد: القرع المجوف والأصداف وقرون الحيوانات والصخور المنحوتة، تم صنع كؤوس أكثر حداثة من الخشب والورق والزجاج والحجر، كان للكؤوس أهمية ثقافية وكانت تعتبر رموز دينية ويتم تقديمها كجوائز.
كما أصبح استخدام الكؤوس جزءًا من الثقافة الإنسانية، كانت أكواب السبا هي أكواب يتم استخدامها لشرب المياه المعدنية أو الحرارية من الينابيع قد تم تصنيعها في شمال غرب بوهيميا، وهي الآن جزء من الفولكلور التشيكي، تم استخدام الأكواب الورقية كان في الإمبراطورية الصينية، وذلك بحلول القرن الثاني قبل الميلاد، عُرفت الأكواب الورقية باسم (chih pei) وكان يتم تقديمها لشرب الشاي.
تمت صناعتها بأحجام وتصاميم وألوان عديدة وبطرق عصرية، أظهرت بعض الأدلة التاريخية لاستخدام الأكواب المصنوعة من الورق من قبل عائلة يو في مدينة هانغتشو، تمت إعادت صناعتها من قبل محامي يسمّى بورانس لولين ذلك في عام 1907م، ولأنّ الورق مادة لا تضر للبيئة فهي أقل ضررًا من تلك الأكواب المصنوعة من الزجاج أو البلاستيك الضارة بالبيئة تم تصنيعها في نهاية الحرب الأهلية الأمريكية، كأس ديكسي كان الاسم التجاري للأكواب الورقية التي تستخدم لمرة واحدة والتي تم تطويرها بواسطة لورانس لأول مرة في الولايات المتحدة في عام 1907م.
طور (Luellen) آلة بيع المياه المبردة بالثلج مع أكواب يمكن التخلص منها، كانت شركة (Lackawanna) للسكك الحديدية من أوائل شركات السكك الحديدية التي استخدمت الأكواب الورقية التي تستخدم لمرة واحدة، والتي بدأت في استخدامها في عام 1909م، في أوائل القرن العشرين واستجابةً للمخاوف المتزايدة بشأن الكؤوس التي تشكل خطرًا على البيئة، كان هناك عادة مشاركة استخدام أكواب الشرب في كل من مصادر المياه مثل صنابير المدرسة أو حتى في القطارات.
كان قد تسبب أثر استعمال أكواب الشرب من قبل مجموعة من الأشخاص في انتشار الأمراض، تم إجراء مجموعة من الدراسات وكان من بينها دراسة قام بها ألفين دافيسون، تم الإشارة لتلك الدراسة في مجلة (Technical World Magazine) في عام 1908م، والتي أشارت إلى المخاطر والأمراض التي قد تتم إذا تم استعمالها من قبل عدة أشخاص، أُعيد طبع المقالة وتوزيعها من قبل مجلس الصحة بولاية ماساتشوستس في عام 1909م.
قام الدكتور صموئيل كرومبين وقد كان من أحد مؤسسي الصحة العامة الحديثة، بشنّ حملة ضد استخدام الأكواب التي يشرب منها مجموعة من الأشخاص وذلك كجزء مكافحته لمرض السل، عرض المصمم هيو مور، النموذج الأولي للأكواب الورقية للدكتور كرومبين، أدّى ذلك إلى إنشاء شركة (American Water Supply Company) بناءً على ذلك، قام الدكتور صموئي ومور في حملة إعلانية لتسويق الفوائد الصحية لأكواب الشرب التي تستخدم لمرة واحدة، ممّا أدّى إلى حصولهم على براءة اختراع أمريكية للكوب الورقي في عام 1912م.
شهدت الثلاثينيات من القرن الماضي تطورًا أكبر في هذا الابتكار، في عام 1942م، تم إجراء دراسة أجرتها كلية ولاية ماساتشوستس إلى أنّ استخدام الأكواب الورقية تكلف أقل من تعقيم الأواني الزجاجية لإعادة استخدامها في المستشفيات أدّت تلك النتائج إلى انخفاض خطر انتقال العدوى في المستشفيات، في الستينيات في فنلندا في الستينيات، بدأ (Huhtamaki) في صنع الأكواب الورقية، اليوم يتم استخدام الأكواب الورقية ليس لشرب المشروبات الساخنة والباردة مثل القهوة أو الشاي ولكن أيضًا لحمل المواد الغذائية مثل الآيس كريم والشوربات.