مقدمة عن الكعب:
غالبًا ما يرتبط الكعب العالي بالأنوثة، من أقدم الأحذية المعروفة (أحذية تشبه الموكاسين تعود إلى 3500 قبل الميلاد، واكتشفت في كهف في أرمينيا)، بينما يُنظر إلى الرجال على أنهم يظهرون بشكل جيد في أي مناسبة في الأحذية المسطحة، فإنّ صيحة الكعب العالي، صدقوا أو لا تصدقوا، بدأت معهم، ويزعم المؤرخون أنّ الكعب العالي صمم للمحاربين الفرس.
حيثُ قال أخصائي الأقدام ومؤرخ الأحذية كاميرون كيبن: إنّ أصول الكعب تتعلق بركوب الخيل والمحاربين والقدرة على التمسك بقوة بالسرج، في وقت لاحق كان هؤلاء الرجال مفتولي العضلات يتأرجحون في الأحذية ذات الكعب العالي، لكنهم سرعان ما أصبح الكعب العالي لرجال البلاط الأثرياء والملوك على وجه الخصوص، الكعب العالي يعد من الأحذية التي يكون فيه الكعب أعلى بكثير من الأرض مقارنةً بإصبع القدم.
بحيث تجعل من يرتديها تبدو أطول، هناك أنواع عديدة من الأحذية ذات الكعب العالي، والتي تأتي بأشكال وألوان وخامات مختلفة، والتي تشكلت إلى حد كبير من خلال السياقات التاريخية على مدى 1000 عام الماضية، اليوم يتم ارتداء أحذية الكعب في جميع أنحاء العالم.
ما هي قصة اختراع الكعب وكيف بدأت؟
نشأت أحذية الكعب العالي في الأصل في البندقية، الذي وصل ارتفاعه إلى 18 بوصة، بينما كانت كاثرين دي ميديشي أول حالة مسجلة لارتداء حذاء بكعب عالٍ من قبل امرأة في القرن السادس عشر، كان طولها حوالي 150 سم ويقال إنّها أرادت أن تظهر أطول في حفل زفافها، حتى ذلك الوقت كانت النساء يرتدين أحذية الكعب العالي التي يصل ارتفاع بعضها إلى 60 سم.
ذكرت مصادر تاريخية بأنّ الملكة إليزابيث الأولى هي أول مرتدية موثقة لارتداء الكعب العالي في العصر الأوروبي، وقد تم رسمها وهي ترتدي زوجًا، وانتشر بعد ذلك لبسه بين النساء، ولكن نظرًا لأنّ العديد من النساء قد يسقطن بسبب ارتدائهم للكعب العالي، وكان يسبب لهنّ الأذى فقد كان لا بد من تشريع قوانين لعدم استخدامه، ربما بسبب الثورات في أمريكاوفرنسا، أصبح كعب الأحذية النسائية أقل وأقل في بداية القرن التاسع عشر، حتى اختفى تمامًا.
أدرك صانعو الأحذية أنّ بإمكانهم منح المرأة الطول ولكنهم بحاجة إلى جعلها أكثر أمانًا، لذلك قاموا بنحت الجزء الأمامي من الكعب وصنعوا كعبًا عاليًا ولكن أكثر صحة من التي كانت في ذلك الوقت، عندما انتقلت الإمبراطورية الفارسية إلى أوروبا الغربية، وبعد تطويرات عديدة في تصاميم الكعب، أصبح الكعب العالي شائعًا بشكل غير اعتيادي بين الرجال الأوروبيين الأرستقراطيين، وعلى الأخص الملك لويس الرابع عشر، الذي حكم فرنسا لمدة 72 عامًا، مما جعل فترة حكمه الأطول بين أي ملك أوروبي.
كان الملك لويس يتجول بأحذية عالية الكعب ضيقة للغاية، ومصممة بدقة، تمت تسمّية الكعب الفرنسي، أو كعب بومبادور، على اسم مدام دي بومبادور، عشيقة الملك لويس الخامس عشر، كان من المعروف أنّ الكعب الضيق المنحني كان من الصعب السير فيه، ومع ذلك انتشر هذا النمط من باريس عبر أوروبا.
أحداث مهمة في تاريخ الكعب:
بعد حوالي 200 عام، بدأ ارتداء الكعب في الظهور بالفعل، ولكن مرة أخرى بين الرجال، كانت الأحذية ذات الكعب باللون الأحمر والتي اقتصرت على قلة مفضلة، وفي النهاية أصبح الكعب العالي معروفًا بين الطبقة الأرستقراطية، في كل من إيطاليا والإمبراطورية العثمانية، بحلول القرن الثامن عشر في أوروبا أخذ الكعب العالي وظيفة عملية، حيثُ اعتمد الفلاحون والطبقة العاملة أحذية تسمّى باتينز، أو أحذية بكعب عالٍ.
في حوالي منتصف القرن الثامن عشر، تخلى الرجال عن الكعب العالي، ووقع الحذاء في المجال الأنثوي، بدأت النساء في ارتداء الكعب السفلي، حوالي (1760-1765) عام، تم تصميم الكعب الحرير الأصفر من إنجلترا، وسمّي بكعب “لويس”، نسبة إلى الأسلوب الذي تم ارتداؤه في بلاط لويس الرابع عشر، كان الكعب في البلاط الفرنسي في فرساي رمزًا مهمًا للمكانة ومقتصرًا على طبقة النبلاء.
بدأت الموضة في ارتداء الكعوب بشكل واسع في حوالي عام 1810م، تم تقديم كل من كعب (Pinet) وكعب (Cromwell)، صُنع الكعب العالي من مجموعة متنوعة من المواد عبر التاريخ، في السنوات الأولى كان يتم صناعتها باستخدام الجلود، مع تقدم الحضارات، تم إدخال الحرير، بينما تم استخدام الفلين والخشب كمصادر رخيصة في أوقات الحرب، بعد الحربين العالميتين والزيادة في إنتاج الفولاذ، كان الكعب الفعلي عبارة يتم صنعه بواسطة الفولاذ.
تم زيادة إنتاج صناعة الكعب أيضًا مع الاختراع والإنتاج الضخم لآلة الخياطة ومع تقدم التكنولوجيا في حوالي خمسينيات القرن التاسع عشر، ومع وقوع حربين عالميتين مدمرتين في القرن العشرين، وضعت العديد من البلدان لوائح وقوانين تمنع استخدام عدة مواد وشمل ذلك المواد المستخدمة سابقًا في صناعة الكعب، مثل الحرير أو المطاط أو الجلد؛ بدأ استبدالها بالفلين والخشب.
كانت إحدى النتائج العديدة لهذه الحروب هي زيادة العلاقات الدولية، وزيادة مشاركة الموضة من خلال التصوير الفوتوغرافي والأفلام، مما ساعد على انتشار الأزياء ذات الكعب العالي أيضًا، حيثُ قام العديد من المصمين بابتكار اشكال جديدة للكعب وبعدة ألوان مختلفة، وكان مظهرها العملي والمهني جذَّاب للعديد من النساء، خاصًة ذوات الطبقة العليا.
كان الناس العاديون يمارسون أعمالهم دون أي مشكلة على الإطلاق، في حين أنّ الحاشية وأولئك الذين لديهم امتيازات وأموال يريدون التفوق على بعضهم البعض، وكانوا يتباهون بالتصاميم المختلفة للكعب العالي، تمّ تطوير الأحذية ذات الكعب الخنجر، أعاد كريستيان ديور نمط الأحذية الفرنسية بعد الحرب العالمية الثانية، حصل مصمم الأحذية روجر فيفييه، الذي عمل لدى ديور، على الفضل في اختراع الكعب ذي الكعب العالي.
وذلك باستخدام الابتكارات البلاستيكية لخلق كعب رفيع ذو قوة لا تصدق، وأصبح الأمر الدارج في الموضة في ذلك الوقت، ثم امتد الحق في ارتداء الكعب في النهاية ليشمل عموم السكان، لذلك بدء الخوض للحصول على التكنولوجيا اللازمة لصنع كعب خنجر بتصاميم عصرية.
تم ابتكار كعب الخنجر الطويل في عام 1950م، وكان قطعة صغيرة من المعدن انضمت إلى الجزء الداخلي من الحذاء بشكل كافٍ بحيث يمكن للكعب والقدم من الحذاء أن يعمل بشكل منفصل، ويمكن أن ينحني ويلتوي، هناك ضعف في نمط الخنجر خلال أواخر الستينيات وحتى أوائل السبعينيات وأيضًا التسعينيات عندما كان الكعب العريض أكثر بروزًا، ولأنّ صنع كعب الخنجر كات سببًا لقلق كبير حيثُ كان هناك الكثير من التحذيرات والتنبؤات الصحية بشأن الأشياء التي قد تحدث بسبب ارتداء الكعب الخنجر.
حيث كان يتسبب بمشاكل صحية طويلة الأمد لمن يرتدونها، حددت القيم الثقافية للقرنين العشرين والحادي والعشرين أنّ الكعب العالي أصبح معيارًا مهمًا في البيئات المهنية للمرأة، يجادل بعض الباحثين بأنّ الكعب العالي أصبح جزءًا من الزي الرسمي في مكان العمل الأنثوي.