قصة اختراع النافذة

اقرأ في هذا المقال


من الصعب تخيل المنزل من غير نوافذ، لقرون كانت تُعتبر النافذة عنصرًا معماريًا أساسيًا في المباني والبيوت والمنشآت وغيرها، تاريخ النافذة مهم وطويل، فما هي قصة اختراعها؟ سنتعرف على قصة اختراعها عزيزي القارئ في هذا المقال.

كيف كانت النوافذ قديمًا؟

على مر الحضارات القديمة، كانت النوافذ عبارة عن فتحات في جدران المساكن، مع مرور الوقت بدأ الناس في تغطية النوافذ بأشياء مثل الخشب أو الورق، كانت النوافذ قديمًا تتم صناعتها من مجموعة متنوعة من المواد بما في ذلك القماش وجلود الحيوانات والأحجار الشفافة، كانت النوافذ الورقية شائعة أيضًا في الصين القديمة وكوريا واليابان.

ما هي قصة اختراع النوافذ؟

النوافذ هي اختراع قديم جدًا، أقدم البيوت لم يكن بها نوافذ، كان الضوء يمر عبر فتحة يتم شقها في السقف، تم استخدام النوافذ في مصر القديمة، ظهر ذلك من خلال اللوحات الجدارية التي عثر عليها، كانت فتحات جدران المنزل مغطاة بالحصائر، كانت النوافذ الآشورية دائمًا أكثر اتساعًا مما كانت عليه في الارتفاع وكانت مقسمة إلى أعمدة صغيرة، كان الرومان أول الشعوب القديمة التي عُرف بأنّها استخدمت الزجاج للنوافذ.

لم تكن النوافذ الزجاجية الرومانية القديمة تشبه تمامًا النوافذ الموجودة لدينا اليوم، كانت صغيرة وسميكة، كما أنّ النوافذ الخاصة بهم لم تكن شفافة بما يكفي للرؤية بوضوح، الغرض من النافذة هو ببساطة دخول الضوء والهواء ولكن بالنسبة للمصممين والبناة كانوا يعتبرون تصميم النوافذ هي فرصة للإبداع المعماري.

على مر القرون اكتشف المهندسون المعماريون طرقًا جديدة لابتكار تصميمات فريدة للنوافذ من أحجام وأشكال مختلفة قد تعكس الشكل والإبداع الحضاري للحضارات المختلفة، في المنزل الذي عاش فيه ويليام شكسبير في ستراتفورد في المملكة المتحدة، تم استخدام النوافذ محتوية على مادة الرصاص وهي تقنية تم تطويرها في منتصف القرن الخامس عشر.

يعتقد المؤرخون الخبراء أنّ حمامات روما كانت محاطة بنوافذ زجاجية من أجل الاحتفاظ بالحرارة، تشير الأدلة إلى أنّ هذه النوافذ الزجاجية والمواد المستخدمة في بنائها كانت متقنة التصميم خلال العصر الروماني، غالبًا ما كان يتم استخدام الرخام والصدف لملء فتحات النوافذ، بالنسبة للعمارة المسيحية والبيزنطية، كان يتم تصميم نوافذ زجاجية بأشكال عصرية.

تم تجهيز الكنائس بالعديد من النوافذ الزجاجية المليئة بإطارات رخامية، استخدمت المساجد التقنيات البيزنطية حيث تم تغيير الأسمنت للرخام في تصميم إطاراتها ممّا سمح للمهندسين المعماريين الإسلاميين الإبداع في تصميم النوافذ الزجاجية، كما طوّر البناة الإسلاميون في مصر وسوريا أيضًا نوعًا فريدًا للغاية في تصميمات النوافذ كانت تتألف من إطار خشبي بارز، حتى القرنين الثاني عشر والثالث عشر تم استعمالها غرب وشمال أوروبا.

التطورات المذهلة في تصميم الألواح الزجاجية أدّى إلى تشكيلها في أي نمط مرغوب فيه، ذلك يظهر روعة التصميم المعماري الذي لا يضاهى، سمح إدخال الأحجار الكريمة وأنظمة الزخرفة في عام 1250م للمهندسين المعماريين القدرة على إبراز إبداعاتهم في تصميم النوافذ، كانت النوافذ ذات الشكل القوسي هي المصممة في العصر البيزنطي والتي ظهرت في العمارة الإسلامية والأوروبية في العصور الوسطى.

استغرق الأمر حوالي ألف عام قبل أن يتم استخدام النوافذ الزجاجية الشفافة بشكل شائع في المنازل العادية، على سبيل المثال لم تكن هذه النوافذ متاحة على نطاق واسع في إنجلترا حتى أوائل القرن السابع عشر، لم تصبح هذه النوافذ ممكنة حتى تم اختراع آليات تصنيع زجاج الألواح الصناعية، على الرغم من أنّ القليل من الأشخاص ما زالوا يستخدمون البلاستيك الشفاف في صناعتها.

أصبح المهندسون المعماريون مبدعين بشكل متزايد في ميكانيكا تصنيع النافذة، تمت إضافة الدرابزين الحديدي والدرابزينات الحجرية للنوافذ، اليوم، الخشب والألياف الزجاجية والفينيل هي المواد التي يتم استخدامها في بناء النوافذ، ربما يكون الخشب أقدم مادة لكنا ما زلنا نستخدمها في بناء النوافذ، الفينيل شاع استخدامه في السبعينيات وكان منخفض التكلفة، تُعتبر الألياف الزجاجية الجديدة نسبيًا في السوق باهظة الثمن إلى حد كبير ولكنها تُظهر جماليات فائقة في تصميمات النوافذ.

كما أنّها ذات متانة عالية، عندما تم إحياء فن وحرفة صناعة الزجاج في عصر النهضة بإيطاليا، استخدم عمال الزجاج تقنياتهم الخاصة لتدوير الزجاج ذلك أدّى إلى إضافة عدة تصاميم للنوافذ، أصبحت النوافذ ذات الطراز الحديث ممكنة فقط بعد أن تم إتقان عمليات صناعة الزجاج اللوحي بشكل كامل.


شارك المقالة: