اقرأ في هذا المقال
- مقدمة في النظارة الطبية
- قصة اختراع النظارة الطبية
- مخترعو النظارة الطبية عبر الحضارات
- تطور النظارة الطبية
- النظارات الطبية ذات الطراز الحديث
- أنواع النظارات الطبية
مقدمة في النظارة الطبية
وفقًا للخبراء، تُعد النظارات خامس أهم اختراع منذ أن اكتشف الجنس البشري النار واخترع العجلة، لأول مرة في تاريخ البشرية، تمكن الملايين من الناس من التمتع برؤية جيدة على الرغم من مشاكل في رؤيتهم، اليوم نأخذ هذا كأمر مسلّم به، ولكن لقرون لم يكن هناك حل لأولئك الذين يعانون من ضعف البصر، لا يزال يتعين اختراع النظارات، لقد استغرق تطوير النظارات الحديثة التي نعرفها اليوم وقتًا طويلاً، تطلبت هذه العملية الكثير من التجارب وجاءت العديد من أنواع النظارات المختلفة، يروي فيلم (BETTER VISION) تاريخ النظارات، من بدايتها “كأحجار قراءة” إلى تحولها إلى نمط حياة مرغوب فيه وإكسسوارات أزياء.
يُعتبر اختراع النظارات خطوة حاسمة إلى الأمام في التاريخ الثقافي للبشرية، فجأة لا يمكن للأشخاص الذين يعانون من إعاقات بصرية لعب دور نشط في الحياة اليومية فحسب، بل يمكنهم أيضًا الدراسة لفترة أطول، وتوسيع معارفهم ثمّ تمريرها على الآخرين، أعرب الخطيب الروماني العظيم شيشرون (106-43 قبل الميلاد) عن أسفه كم هو مرهق أن يقرأ العبيد النصوص بصوت عالٍ، أُخذ نوعًا خاصًا من الأجهزة المرئية التي ابتكرها الإمبراطور نيرون (37-68 م)، حيثُ شاهد مصارعه المحبوب يحارب باستخدام حجر أخضر شفاف على أمل أن ينعش الضوء عينيه، استمر هذا الاعتقاد حتى القرن التاسع عشر.
قصة اختراع النظارة الطبية
كان العالم العربي وعالم الفلك ابن الهيثم (965-1040م)، أول من اقترح أنّ الزجاج المصقول قد يساعد شخصًا يعاني من إعاقة بصرية، ومع ذلك فإنّ فكرته عن استخدام أجزاء من كرة زجاجية للتكبير البصري لم تطبق إلّا بعد سنوات عديدة، تمت ترجمة كتابه في البصريات إلى اللاتينية في عام 1240، ووجد قرّاءً يقظين في العديد من المجتمعات الرهبانية، هنا أصبحت أفكار ابن الهيثم حقيقة، في القرن الثالث عشر، طوّر الرهبان الإيطاليون عدسة شبه كروية مصنوعة من الكريستال الصخري والكوارتز، والتي عند وضعها على قطعة من الكتابة، تكبر الحروف كان “حجر القراءة” هذا نعمة حقيقية لكثير من الرهبان الأكبر سنًا الذين يعانون من قصر النظر الشيخوخي، وحسّن بشكل ملحوظ نوعية حياتهم، خلال هذه الفترة بدأ استخدام الكلمة الألمانية للنظارات (بريل)، المصطلح مشتق من البيريل، وهو اسم الكريستال الصخري الذي تمّ تنعيمه لتشكيل العدسات الأولى.
بينما ساعدت قراءة الأحجار الأشخاص الذين لديهم ضعف رؤية، كانت هذه لا تزال بعيدة جدًا عن النظارات كما نعرفها اليوم، جاء ذلك مع اختراع تمّ إنشاؤه في مصنع زجاج مورانو الشهير في القرن الثالث عشر، يُعتقد أنّ مكان اختراع النظارة كان في مورانو جزيرة صغيرة شمال البندقية، كانت تُعتبر منذ فترة طويلة مركزًا لتصنيع الزجاج، لم تتم مشاركة خبرة الحرفيين في صناعة الزجاج مع الغرباء، كانت الصيغ سرية للغاية، وكان قد مُنع صانعو الزجاج أو الكريستال من مغادرة الجزيرة، كان هناك وقت يمكن فيه إعدام أي شخص يتم القبض عليه وهو ينتهك هذه القواعد، خلال هذه الفترة نظر العالم بأسره إلى إيطاليا، لأنّ الزجاج الأبيض الضروري لإنتاج الوسائل البصرية تمّ إنتاجه فقط في مصانع زجاج مورانو.
مخترعو النظارة الطبية عبر الحضارات
هناك العديد من الاختلافات حول اختراع النظارات الطبية، وفقًا لبعض المصادر، ُيشير اختراع أول زوج من النظارات الطبية يمكن ارتداؤه في القرن الثالث عشر في إيطاليا، اخترع (Salvino D’Armate) النظارات في حوالي عام 1285، شارك في اختراع جهازه الجديد مع الراهب الإيطالي (Allesandro della Spina)، وغالبًا ما يُنسب إليه اختراع النظارات، كانت النظارات الأولى تحتوي على إطارات مصنوعة من المعدن أو العظام وعدسات مصنوعة من الكوارتز لأنّ “أخصائي البصريات” في ذلك الوقت لم يكن لديهم القدرة على إنتاج عدسات خالية من العيوب في الزجاج.
حيثُ أنّه في القرن الرابع عشر، كان الحرفيون الفينيسيون يصنعون “أقراص للعيون”، وأطلق الإيطاليون على هذه الأقراص الزجاجية التي كانت مطحونة بدقة اسم عدسات الأسماء، لأنّها كانت متشابهة في الشكل مع حبوب العدس بحلول القرن الخامس عشر، وجدت النظارات طريقها إلى الصين، وفي عام 1451، قام المخترع نيكولاس في ألمانيا بإنتاج نظارات لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر باستخدام عدسات مقعرة كانت أرق في المركز وأثخن في النهايات.
في أوائل القرن السابع عشر، تمّ اختراع إطارات أخف من الفولاذ، والذي يمكن وضعه فوق الأذنين والأنف ذلك في عام 1727 من قبل طبيب العيون البريطاني إدوارد سكارليت، يعود الفضل إلى العالم والفيلسوف الأمريكي بنيامين فرانكلين في اختراع النظارات ثنائية البؤرة، وتقسيم عدساته للرؤية البعيدة والقريبة، حيثُ تمّ تثبيت هاتين العدستين معًا في إطار معدني، اخترع السير جورج بيدل إيري عالم الفلك والرياضيات الإنجليزي، النظارات لتصحيح الاستجماتيزم في عام 1827 والتي كان من المفترض أن تُمسك باليد.
تطور النظارة الطبية
في نهاية القرن الثالث عشر، كان هناك تقدم كبير، فلأول مرة، قاموا بتركيب عدستين محدبتين، ووضع كل منهما في حلقة خشبية بعمود وتمّ ربطهم بمسمار، وتمّ إنشاء أول زوج من النظارات، من المؤكد أنّ هذا الزوج من “النظارات ذات البرشام” لا يحتوي على أي وسيلة لربطها برأس مرتديها، ومع ذلك فقد كان كل شيء واضح الرؤية، ولتحسين رؤيتهم كان على مرتديها فقط أن يمسك “الزجاج المزدوج” أمام أعينهم، حتى أنّ الاختراع خُلّد في مبنى بالمنطقة، في عام 1352، رسم توماسو دي مودينا اللوحات الجدارية في منزل الفصل التابع لدير سان نيكولو الدومينيكي في تريفيزو، بما في ذلك زجاج للقراءة وكؤوس برشام مزدوج، علاوة على ذلك على الرغم من كل جهود صانعي الزجاج، لم يكن من الممكن الحفاظ على سر جميع ألغاز صناعة الزجاج.
ولضمان بقاء البندقية رائدة في السوق في مجال صناعة الزجاج، لم يُسمح إلا لأولئك الذين التزموا تمامًا بشروط كريستاليري بتصنيع “نظارات للعين” بعد عام 1300، وبمرور الوقت وجدت النظارات ذات البرشام طريقها أيضًا إلى ألمانيا، أقدم مثال تمّ اكتشافه في (Wienhausen Abbey) في الجزء الشمالي من البلاد، مع مرور السنين استبدل صانعو الزجاج عمود زجاج البرشام بقوس، والإطارات الخشبية بالرصاص، تمثل النتيجة خطوة مهمة أخرى في تطور الوسائل المساعدة على الرؤية، نظارات ذات أذرع تشبه إلى حد كبير تلك التي نعرفها اليوم، تمّ استخدام مواد متنوعة بشكل متزايد، بدءًا من القرن السادس عشر، تمّ تحويل الجلد وقشرة السلحفاة والقرن وعظام الحوت والحديد والفضة والبرونز إلى إطارات، كانت كل هذه المواد التي لا يستطيع تحملها سوى الأغنياء.
النظارات الطبية ذات الطراز الحديث
ظهرت النظارات التي نراها ونرتديها اليوم في نهاية المطاف في بداية القرن الثامن عشر، كانت أكبر مشكلة في المعينات البصرية هي الملاءمة، إمّا أنّها ستستمر في الانزلاق على وجه مرتديها أو يمكن أن تظل في مكانها بصعوبة كبيرة وتهيج، كانت إحدى مزايا “نظارات الأذن” أو “نظارات الصدغ” مقارنة بالطرازات القديمة السابقة هي أنّها تتميز بجسر أنف وصدغين لتثبيت النظارات في مكانها عبر الأذن، غالبًا ما كان يتم إرفاق حلقة معدنية بنهاية المعابد لملاءمة أكثر راحة، ظهرت الأمثلة الأولى لهذه النظارات في لندن ويمكن رؤيتها في كتيب ترويجي من اختصاصي البصريات الإنجليزي سكارليت من عام 1728م، كان الناس يفكرون أيضًا في كيفية تحسين النظارات في الولايات المتحدة.
بدأت “نظارات المعبد” الحديثة في الانتشار على نطاق واسع اعتبارًا من عام 1850، ولم يتغير تصميمها الأساسي إلى حد كبير على مدار القرن ونصف القرن الماضي، مع ذلك فقد تحسنت راحة مرتديها بمرور الوقت من خلال تصميم المعابد بشكل أفضل ومنصات الأنف الأكثر راحة حتى تحقق الكمال التشريحي في بداية القرن العشرين، وفي هذه المرحلة وصلت جودة النظارات إلى قمة جديدة، كانت مؤسسة (ZEISS) لا تزال قادرة على إجراء تحسينات مهمة على عدسات النظارات، بدأت (ZEISS) في تطوير عدسات النظارات ذات الطراز الحديث لدعم العين عبر مجال الرؤية بأكمله بدءًا من عام 1908.
حيث كان كل اهتمامهم بعدسات النظارات الحديثة لمرضى إعتام عدسة العين لأنّهم كانوا في أمس الحاجة إلى تحسين الرؤية، نتج عن أبحاث (ZEISS) إنتاج (Punktal®)، وهي أول عدسات للنظارات الطبية الحديثة ذات صور بؤرية وتحرص على ثورة في العناية بالعيون اجتاحت العالم في عام 1912، أتاحت (Punktal®) لمرتديها الرؤية بوضوح عند النظر عبر المناطق الطرفية من العدسة، قبل هذا الاختراع كان على مرتديها أن يديروا رؤوسهم بحيث يكون الشيء في مركز العدسة إذا أرادوا رؤيته بوضوح، لا يزال هذا الإنجاز يشكل عالم العناية بالعيون اليوم، تلا ذلك نجاح آخر في عام 1935، بالتشارك مع”Perivist”، قامت مؤسسة “ZEISS” للبصريات، بابتكار أول إطارات في العالم تمّ تركيبها لاستيعاب مرتديها الذين لم ينزلقوا.
أنواع النظارات الطبية
- ري فكس: وهي نظارات طبيّة حديثة مصنوعة من المواد البلاستيكية، تتميز بقدرتها على الرؤية بشكل واضح.
- اللاكروية: تم تسمّيتها بهذا الاسم بسبب شكلها الكروي، تتميز بكونها أكثر خفة وانبساطاً من الأنواع الأخرى.
- المتلونة بالضوء: تُصنع من مادة زجاجة أو بلاستيكية، تتميز بقدرتها على الحماية من أشعة الشمس، ويستطيع هذا النوع من النظارات أن يُغيّر لونه عندما يتعرض للأشعة الضارة.
- النظارات المستقطبة: ويفضل أن يستخدمها الأشخاص الرياضيون والذين يقودون المركبات، وتصنع من عدسات تقوم بتخفيف الضوء المستقطب والمنعكس.
- متعددة البؤر: ويستخدم هذا النوع من النظارات للأشخاص الذين يعانون من أكثر من مشكلة في الرؤية، لأنّ هذا النوع يستطيع أن يصحح أكثر من مشكلة واحدة في الوقت نفسه.
- ذات البؤرتين: أو كما يسمّيها البعض النظارة ثنائية البؤرة، لأّنها تتألف من جزئين.
- ثلاثية البؤرة: ويتألف هذا النوع من النظارات من ثلاثة أجزاء.