قصة اختراع جهاز كاتم الصوت

اقرأ في هذا المقال


جهاز كاتم الصوت:

من المعلوم بأنّ الأسلحة النارية تقوم بإطلاق أصوات عالية صاخبة ومزعجة، وكان لا بدّ من ابتكار جهاز يقوم بتخفيض أو كتم تلك الأصوات الصادرة عنها، لذلك تم ابتكار ما يسمّى بجهاز كاتم الصوت بالطبع لا يقوم ذلك الجهاز بكتم صوت السلاح تمامًا وفي الواقع من المستحيل القيام بذلك، لكن يقوم بتخفيض الصوت قدر الإمكان يعتبر كاتم الصوت جهاز ملحق بالأسلحة النارية، لتخفيض الأصوات العالية الصادرة عن الأسلحة النارية.

ما هي قصة اختراع جهاز كاتم الصوت؟

فكرة ابتكاره كانت فكرة قديمة، حيث يقوم صانعو الأسلحة بتجربة تصاميم مختلفة لأجهزة تقوم بتقليل الأصوات الصادرة عن الأسلحة منذ القرن التاسع عشر، كان مخترعها العظيم الذي له الفضل في ابتكاره وهو حيرام ب. مكسيم حيث كان أول من طور وسوق اختراع جهاز كاتم للصوت بنجاح، كان والد مكسيم هو مخترع المدفع الرشاش، في عام 1908م طور مكسيم كاتم للصوت لكنه لم يقم بتسويق السلاح إلّا بعد إجراء بعض التحسينات.

تم تصميمه بشكل عام، من الفولاذ أو التيتانيوم أو سبائك الألومنيوم، بعد إجراء العديد من التحسينات على ابتكاره تم تصنيعه من مواد أخرى مثل الزجاجات البلاستيكية، تمتعت أجهزة كاتمات الصوت عند انطلاقها بشعبية هائلة لدى قوات الأمن، أصبح (Maxim Model 1909)، الذي تم إصداره أول كاتم صوت فعال يتم تسويقه ولكن الجهاز الذي تم إصداره بعد ذلك وهو (Maxim Model 1910) كان أكثر جهاز كاتم الصوت انتشارًا في الولايات المتحدة.

على الرغم من أنّ القيمة العسكرية لاستعماله سرعان ما أصبحت واضحة للعديد من المراقبين، إلّا أنّ مكسيم كان هدفه فقط هو إخفاض الصوت وكتمه، استخدم العديد من المشترين الأوائل كاتم الصوت لإطلاق النار على الهدف في الأديرة والساحات الخلفية حتى لا يزعج صوت إطلاق النار الآخرين، وجدت كاتمات الصوت أيضًا سوقًا في مكافحة الآفات، وتم بيع العديد من أجهزة كاتمات الصوت.

على الرغم من التسويق العالمي له، لم يتم استعماله في الدول على نطاق واسع حتى الحرب العالمية الثانية، في الواقع كان جهاز (Maxim Model 1912) المطور والمحسن يُعد أول جهاز كاتم للصوت يتم تسويقه ومصمم خصيصًا للأغراض القتالية، تم إنشاؤه للاستخدام مع بندقية سبرينغفيلد الشهيرة، اشترى الجيش الأمريكي عددًا قليلاً من الأسلحة ليستخدمها القناصة في قتل الحراس بهدوء وحتى يمكنهم شن هجمات مفاجئة.

تم استخدامه فيما بعد في المكسيك، ولكن نظرًا لفشل الجيش في استعماله فإنّ فعالية استخدامه كان مشكوك فيها إلى حد ما، صنع بعد ذلك مكسيم كاتمات الصوت في عيارات تتراوح من 0.22 إلى تلك الكبيرة بما يكفي للمدافع الرشاشة، استمر القناصة استعمال كاتم الصوت كونهم المستخدمين الرئيسيين لكواتم الصوت واستخدم هؤلاء الرجال البنادق فقط، جرب الألمان مسدس (Luger) المجهز بكاتم للصوت.

في السنوات التي أعقبت الحرب، تضاءل الاهتمام العام بتنصيعه وإنتاجه كما قام مكسيم بتوقيف الإنتاج في عام 1925م، قام مكتب الولايات المتحدة (OSS)، بالمساعدة في تعديل مدفع رشاش طومسون بكاتم صوت من صنع شركة كرايسلر، وتم تصنيعه من جديد، تسهل كاتمات الصوت تحديد موقع أهداف متعددة وإطلاق النار عليها، وهذا العامل يفسر تزايد شعبية الأسلحة، بعد الحرب العالمية الثانية، تم استخدامه بشكل متزايد في ظروف القتال.

في السنوات التالية ونتيجة لتطور التكنولوجيا، تم تحسين قدرة مبدأ عمل كاتمات الصوت بشكل أكثر أهمية من أي وقت مضى، كما تم صناعة كاتمات الصوت لكل سلاح ناري تقريبًا بدءًا من المدافع الرشاشة الأوتوماتيكية بالكامل وحتى البنادق ذات التجويف الكبير ومن المرجح أن تزداد شعبية هذه الأسلحة، أصبحت كاتمات الصوت تعمل على تسهيل التعرف على العدو كما أنّه يصعب اكتشافه من قبل العدو.

اليوم أصبح يحظى بشعبية كبيرة من كونه كان يستخدم لتخفيف صوت الأسلحة النارية أثناء الصيد وإطلاق النار على الهدف إلى قدرته على جعل الأسلحة النارية أكثر هدوءًا وبكونه مفيدة في الأنشطة الإجرامية، كانت هناك أيضًا مخاوف من إمكانية استخدامه من قبل اللصوص في عمليات السطو.

بدأت الحكومة الفيدرالية في البحث عن طرق لجعل امتلاك كواتم الصوت غير قانوني، في عام 1934م تم سن قانون الأسلحة النارية، لم يقيد قانون الأسلحة النارية الوطني فقط كاتمات الصوت، ولكن أيضًا الأسلحة الأخرى التي يحتمل أن تكون مرتبطة بالأنشطة الإجرامية للعصابة أو الأسلحة مثل البنادق والمدافع الرشاشة.


شارك المقالة: