ما هي قصة اختراع عصا بوميرانج؟
تعددت وتنوعت المعدات البدائية منذ آلاف السنين وتم إنتاج العديد من الأدوات البدائية في العصور الحجرية واستعمالها من قبل الأشخاص في الصيد وكهواية وأيضًا في الحروب، من أقدم تلك المواد هي عصا بوميرانج التي تعود للسكان الأصليين في أستراليا يرجع ابتكارها من عشرة آلاف عام، ولكن توجد أدلة على عصي أقدم في أوروبا، كانت عصي الصيد البدائية تلك من أقدم عصي الصيد المستخدمة في ترسانة أسلحة العصر الحجري، وعُدّت جزءًا لا يتجزأ منها.
استعملت أيضًا في بولندا وصنعت من ناب الماموث ويُعتقد بأنه وبناءً على المعلومات والأدلة التي عثر عليها بأنها تعود إلى حوالي 30 ألف عام، حيث قدر العلماء وقتها إلى عصر الملك توت آمون وهو فرعون مصر القديمة الشهير الذي توفي منذ أكثر من 3300 عام، حيث عثر على بقايا عصي تشبه عصي البوميرانج المقوسة وقد كان امتلك مجموعة واسعة منها، تلك العصا اشتق اسمها من الكلمة التي استخدمتها قبيلة توروال في نيو ساوث ويلز.
تتميز بأنها خفيفة ويبلغ طولها من 12 إلى 30 بوصة، يختلف شكلها من منحنى عميق وحتى إلى جوانب مستقيمة، مع جميع تلك الأدلة التي تم العثور عليها لكن لا أحد يعلم في الواقع كيف تم ابتكارها لأول مرة على وجه اليقين، لكن يتوقع علماء الآثار المختصون بدراسة الأسلحة القديمة بأنها تطورت من عصا الرمي المسطحة، عصي البوميرانج على رغم سهولة المواد المصنعة له إلّا أنّه يصعب صنعها فهي تحتاج للكثير من الدقة والاحترافية في صنعها وشكلها المنحني.
وحتى يومنا هذا تستخدم من قبل الأستراليين وبعض القبائل الأخرى في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الهنود النافاجو في أمريكا، اليوم، يتم استعمال تلك العصي في الرياضات مثل الرماية ومسابقات الرمي في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا واليابان، يتم صنعها تقريبًا من نفس المواد المستخدمة في الماضي مثل خشب البتولا أو الخشب الصلب أو البلاستيك والألياف الزجاجية، أو المواد المركبة ويتوفر في العديد من الأشكال والألوان المختلفة.
تم الحفاظ عليها أيضًا كرموز فنيو حيث كان قديمًا الأشخاص يرسمون وينحتون التصاميم المتعلقة بالأساطير والتقاليد على عصا بوميرانج، بالإضافة إلى ذلك استمر استخدامها في بعض الاحتفالات الدينية كرمز من التقاليد القديمة، حيث كانت معظم أغلبية السكان في أستراليا يستعملونها في صيد مجموعة متنوعة من الفرائس من حيوانات الكنغر إلى الببغاوات؛ على مسافة حوالي مائة متر.
يقوم الأشخاص والرماة بإلقائها نحو الفريسة بشكل أفقي تقريبًا في مسار مستقيم، حتى الوصول للهدف وتجدر الإشارة إلى أنّها اليوم تستخدم كأدوات متعددة الأغراض من قبل السكان الأصليين كرمز تقليدي لذلك البلد.