قصة ابتكار مقياس الذكاء

اقرأ في هذا المقال


ما هي قصة ابتكار مقياس الذكاء؟

منذ القدم كان الأشخاص مهتمين بإيجاد طرق لتقدير الذكاء لدى الأفراد، تم إنشاء مدارس فكرية متنوعة قامت بإجراء عدة دراسات ومقاييس لتحديد وقياس الذكاء لدى الطلاب، كان الجدال حول أنّ الذكاء جينيًا أو أنّه يتأثر بالبيئة المحيطة بالأفراد، قام العالِم (Francis Galton) بإجراء محاولات عديدة تقوم على إيجاد طرق لقياس الذكاء، كان (Galton) من أوائل الأشخاص الذين قاموا بدراسات مُوسعة حول طرق قياس الذكاء وذلك في أواخر القرن التاسع عشر.

قام بإنشاء مختبرًا خاص به لإجراء العديد من المحاولات والجهود الكبيرة والدراسات الموسعة، وبالنظر إلى التكنولوجيا المتطورة اليوم، لم ينجح (Galton) في قياس المعايير البيولوجية. لكنه قام بابتكار فرضيات قابلة للاختبار حول الذكاء قام باستعمالها الباحثون في وقت لاحق، وكان تمهيدًا لابتكار مقياس الذكاء الذي هو اختبار معياري، ويقوم بتحديد وقياس ذكاء الأشخاص.

تاريخ ابتكار مقياس الذكاء وجهود العالم ألفريد بينيه في ابتكاره:

أرادت الحكومة الفرنسية القيام بمعرفة الطلاب الذين يواجهون صعوبات في التعليم، كانت الحكومة الفرنسية بإصدار قوانين من شأنها أن تجعل الالتحاق الطلاب بالمدرسة أمرًا إلزاميًا، ولهذا كان يجب تحديد الطلاب الأذكياء والأقل ذكاء، وذلك خلال أوائل القرن العشرين قام العالِم (Alfred Binet(، ومن خلال صديقه (Théodore Simon( في القيام بكتابة مجموعة من الأسئلة المتنوعة في عدة مجلات لتقييم قدرة الطلاب على حل كافة المسائل المختلفة وتذكّر الحقائق.

سرعان ما أدركوا أنّ بعض الطلاب الصغار كانوا قادرين على الإجابة على الأسئلة التي يمكن للطلاب من هم أكبر منهم عمرًا الإجابة عليها، من هذه النتائج توصلوا لاقتراح استعمال مقاييس مطورة ليتم من خلالها تحديد متوسط ​​الذكاء لكل فئة عمرية. بعد فترة من الزمن بدأ (Alfred Binet( في تطوير مبدأ عمل مقياس اختبار الذكاء. وتمت تسميته مقياس (Binet-Simon)، ومع ذلك، لم يعتقد (Binet( أنه يمكن أن يقوم باستعمال أدوات المقياس الخاص به لقياس مستوى ذكاء فردي.

وشدّد على قيود الاختبار، حيث أنّه أشار إلى أمر مهم وهو أنّ الذكاء من المفاهيم الواسعة ولا يمكن اعتماد مقياس واحد لقياسه، وأضاف بأنّ الذكاء يتأثر بالكثير من العوامل، وأنه يتغير بمرور الزمان، وأنه لا يمكن مقارنته إلّا في الأطفال من خلفيات مماثلة، عندما تم تجريبه إلى الولايات المتحدة، أثار اهتمامًا كبيرًا. حيث قام العالم لويس تيرمان بجامعة ستانفورد بتجريب اختبار (Binet).

وقام بتجريبه على عينة أشخاص من أمريكا، وأطلق على هذ المقياس مقياس (ستانفورد-بينيت الاستخباراتي) بعد أن كانت النتائج مذهلة، ما أصبح هو المعيار المستعمل في الولايات المتحدة عام 1916م، اعتمد هذا المقياس المطور (Stanford-Binet) على رقم واحد، وأصبح يُعرف باسم مقياس الذكاء (أو IQ)، بقي هذا المقياس مستخدم ليومنا هذا.

جهود العلماء في تطوير مقياس الذكاء:

يجب أن توضع الاختبارات ضمن معايير الدرجات الإجمالية والفرعية الفردية، ثم يتم إجراء وعمل تقييمات شاملة للذكاء في كافة المجالات المختلفة، تميل إلى الاعتماد على القدرات الفكرية والمهارات الرياضية والذاكرة، قام العالِم (William Stern) بتطوير مقياس (IQ)، تم وضع نفس المعايير السابقة لكن بشكل مطور على مدار العقود القليلة الماضية.

كما كان ذاك المقياس يحتوي على مجموعة من المسائل التي يجب حلها في فترة زمنية محددة، بحيث تعتمد على منحنى التوزيع الطبيعي، في بداية الحرب العالمية الأولى، كان يجب على المسؤولون في الجيش الأمريكي مهمة إجراء فحص ذكاء عدد هائل من الجنود، خلال سنة 1917م، قام العالِم (Robert Yerkes) بتطوير اختباريين ذكاء سميت اختبارات ألفا وبيتا.

تم تصميم (The Army Alpha) كاختبار للجنود الذين لا يتمكنون من القراءة بشكل مناسب، وقام أكثر من 2 مليون شخص من الجنود بالخضوع لذاك لاختبار، بعد الحرب، بقيت الاختبارات تستعمل من دون أي تغيير، حتى قام العالِم (David Wechsler) بتطوير مقاييس ذكاء جديدة، حيث اعتقد (Wechsler) أن الذكاء هو عبارة عن قدرات عقلية مختلفة.

نُشر اختبار مقياس الذكاء الجديد الخاص به، وتمّت تسميته مقياس (Wechsler Adult Intelligence Scale (WAIS))، سنة 1955م. كما قام (Wechsler) بتطوير اختبارين آخرين وهما: مقياس (Wechsler Intelligence Scale for Children (WISC)) و(Wechsler Preschool and Primary Scale of Intelligence (WPPSI))، بدلاً من أن يكون الاختبار حسب العمر الزمني والعمر العقلي للشخص، يتم تقييمه من خلال مقارنة درجة الشخص بنتائج الأشخاص الآخرين في نفس العمر.


شارك المقالة: