زرع القرنية: أو ما يسمى اختراق القرنية، وهي عملية جراحية من خلالها يتم تبديل المنطقة المتضررة من قرنية المريض بقرنية من متبرع، حيث أنه يمكن لزرع القرنية تغيير الرؤية بشكل كبير في الأمراض التي تصيب القرنية، واستعادة الضرر الناجم عن إصابات العين، حيث تجرى العملية عادة تحت تأثير التخدير العام.
ما هي قصة اكتشاف عملية زرع القرنية
القرنية هي نسيج بسيط نسبيًا ولا يحتوي على أوعية دموية، لذلك في الغالبية العظمى من الحالات يتجذر المتبرع بشكل مثالي، وفي مرحلة مبكرة من التطعيم (زراعة القرنية) يتم وصف العلاج المضاد للميكروبات، ويتم غرس الجلوكوكورتيكويدات لمنع تفاعل الرفض المحتمل، وبعد بضعة أشهر من الزرع تتم إزالة الغرز من العين ولكن لبضع سنوات أخرى يُنصح المريض بتجنب المجهود البدني الشديد والأنشطة التي يمكن أن تتأثر فيها العين جسديًا.
أجريت تجارب على زرع القرنية في كل من الحيوانات والبشر وذلك في وقت مبكر من القرن التاسع عشر، لكنها انتهت دائمًا بالفشل، حيث تعتبر أول عملية زرع ناجحة هي العملية التي أجراها إدوارد زيرم في 7 ديسمبر 1905، حيث شجع تقرير نجاح إدوارد زيرم أطباء العيون الآخرين على تجربة هذا العلاج، ولكن محاولاتهم أدت إلى غشاوة الكسب غير المشروع بمرور الوقت، ولم يبدأ الجراحون المجهرون البارزون في الإبلاغ عن سلسلة من عمليات الزرع الناجحة حتى الثلاثينيات من القرن الماضي.
وفي اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية كان فلاديمير فيلاتوف رائد جراحة القرنية، حيث أنه أثبت إذا تم زرع جزء صغير من القرنية، يبلغ حجمه حوالي 2 مم، فلن يحدث الغشاوة، وفي الغرب كان رامون كاستروفيجو رائد جراحة رأب القرنية، حيث إن إنشاء أدوات جديدة ومواد خياطة وظهور المضادات الحيوية والكورتيكويدات وإنشاء بنوك تخزين للعين، جعل من الممكن بدء العملية بحلول الستينيات وتحقيق نتائج أفضل من أي وقت مضى.
حيث تعود فكرة نقل القرنية من حيوان إلى إنسان أو من إنسان إلى آخر إلى حوالي 200 عام، حيث تمت صياغته لأول مرة في عام 1813 من قبل كارل غوستاف هيملي، وفي عام 1824 تم إجراء عمليات رأب القرنية المخترقة لأول مرة على الأرانب بواسطة فرانز ريسينجر.، كما أجرى كيسام أول عملية رأب القرنية المخترقة للإنسان في عام 1843.
وأجرى آرثر فون هيبل بعد ذلك عمليات رأب القرنية الرقائقي واختراقها باستخدام تريفين كان قد شيده، وقدم نتائجه إلى جمعية طب العيون في هايدلبرغ في عام 1886، كما تم تطبيق أول عملية رأب القرنية المخترقة مع عملية زرع شفافة متوسطة المدى وذلك أكثر من عام بعد العملية الجراحية، في عام 1905 من قبل طبيب العيون الفييني إدوارد زيرم في أولموتز “جمهورية التشيك“.