تكوين المعادن في الطبيعة:
تتشكل المعادن في الطبيعة وخاصة في القشرة الأرضية من خلال ثلاثة طرق، وأول هذه الطرق هي: طريقة التبلور من الصهارة، حيث تتشكل هذه المعادن خلال صهارة الصخور النارية ويصدر عنها معادن الصخور النارية، والطريقة الثانية هي: طريقة التبلور من المحاليل المائية، حيث أن المعادن التي تتبلور من المحاليل المائية والتي تكون موجودة على سطح الأرض تشكل الصخور الرسوبية والغنية في الخامات الفلزية.
وآخر طرق التشكل المعدني في القشرة الأرضية هي طريقة إعادة التبلور، والمعادن التي تصدر من خلال إعادة الذرات في بلورتها تتم تحت ظروف من الضغط المرتفع والحرارة المرتفعة لتشكل الصخور المتحولة داخل الشقوق بالطبيعة، أو بسبب عوامل التعرية على الصخور القديمة ولا سيما الصخور النارية؛ لتحولها إلى رسوبيات ومعادن طينية.
في الواقع إن المعادن تتواجد في الطبيعة على صورة متبلورة تملك بناء ذري داخلي منتظم، لكن تكون من غير وجوه بلورية، في حين أن الكثير منها يتواجد على هيئة حبيبات متجمعة والتي تأخذ في الطبيعة أشكال عديدة ومتخلفة، ومن الأمثلة على الأشكال التي تأخذها تجمعات الحبيبات المعدنية؛ اليافية اسبتوس، إبرية (جبس)، عمدانية (ترومالين)، صفائحية حبيبات المعدن مجمعة في شكل صفائح، بالإضافة إلى أشكال كروية في هيئة كرات صغيرة.
يوجد الكثير من الصفات التي تساعد في التعرف على المعادن وبشكل خاص، عندما يصعب تعيين الشكل البلوري له، إما من خلال النظر إليها مباشرة أو من خلال استعمال وسائل بسيطة وهي ذات أهيمة كبيرة، إذ أن الخواص الفيزيائية للمعان تعتمد على التركيب الكيميائي والبناء الذري الداخلي لكل منها.
إن الخصائص الفيزيائية للمعادن تمتلك عدة خواص منها تُميزها عن غيرها منها؛ الخواص الضوئية أو البصرية: وهي عبارة عن الخواص التي تكون معتمدة على لون ومقدار الضوء المنعكس من سطح المعدن، وتتضمن الخواص الضوئية عدة أمور ومنها اللون، حيث أنه ينتج من خلال قدرة المعدن على امتصاص بعض الموجات الضوئية التي تشكل الضوء العادي الذي يسقط على سطح المعدن، ويقوم بعكس نوع محدد من هذه الموجات والذي كون المعدن بلونه.
أما بالنسبة للمعادن التي لا تملك لون معين وثابت، فيعود اختلاف اللون فيها إلى عدة أسباب ومنها: اختلاف التركيب الكيمائي من معادن إلى أخرى فعلى سبيل المثال معدن سفاليرايت هو ذو لون يختلف من البني الأصفر إلى الأسود والسبب في هذا الاختلاف هو اختلاف نسبة الحديد، وأيضاً احتواء المعدن على شوائب تسبب بعمل عدة أصباغ فالكوراتز النقي يكون عديم اللون.
وللمعادن لون مسحوق يدعى المخدش وهو لون مسحوق المعن الناعم الذي من الممكن أن ينتج من خلال حك المعدن على السطح غير المصقول للوح من الخزف الأبيض، والذي يعرف باسم لوح المخدش. إن لوح المخدش يملك صلابة تساوي 6 تقريباً لهذا السبب من الصعب أن نفحص المعادن التي تكون ذات صلابة اكبر من 6 خلال هذه الطريقة.
كما أن المعادن من الممكن أن تملك بريق والذي يعرف؛ بأنه مقدار ونوع الضوء المنعكس من سطح المعدن، وتعد زاوية سقوط الضوء من العوامل التي تسيطر على كمية الضوء المنعكس، ومنها معادن تكون ذات بريق فلزي، حيث أن المعان الذي تبديه سطوح الفلزات تكون كذلك اللمعان الموجود في معدن الذهب، كما تتميز بأنها ذات وزن قليل ومعتمة مثل الكرومايت.
ومعادن أخرى تكون ذات بريق لا فلزي، حيث أن المعادن التي تتميز بهذا النوع من البريق تكون ذات لون فاتح أو شفافة بشكل عام وهو عدة أنواع (البريق الماسي، البريق الزجاجي، البريق الصمغي، البريق اللؤلؤي، البريق الحريري، البريق الترابي).
إن الخواص المعدنية التمسكية تشير إلى قوة تماسك المعدن وتعتمد على البناء اداخلي لبلورات المعادن، أي أنها تعتمد على الترتيب الذري الداخلي بالإضافة إلى نوع الرابطة الكيميائية بين الأيونات أو الذرات التي تشكل بلورات المعادن، كما أن هذه الخواص تعد من الصفات الثابتة والتي تميز المعدن الواحد، منها الصلابة ووجود الماء أو مجموعة الهيدروكسيل.
تعرف صلابة المعادن بأنها مقاومة أحد أسطح المعدن الناعمة للخدش، ولتحديد صلابة معدن ما يستعمل مقياس خاص لتقدير الصلابة بشكل نسبي، وهذا المقياس يُعرف باسم مقياس موهو للصلادة، من الممكن أن يتم التعرف على بعض المعادن من خلال استعمال حواس الانسان، وتعد هذه صفة مميزة لتساعد في التعرف عليه، بالإضافة إلى أن بعض المعادن لها رائحة خاصة ومميزة عند احتكاكها أو تسخينها مما يسهل التعرف عليها.