ما لا تعرفه عن عمر الأرض وتركيبها

اقرأ في هذا المقال


ماذا قال الجيولوجيين عن عمر الأرض وتركيبها؟

على الرغم من أن مشكلة تعيين ومعرفة الطريقة التي قد تكونت من خلالها الأرض مازالت معقدة جداً، فإن مشكلة تعيين عمر الأرض من المحتمل أن تكون أقل تعقيدًا منها بكثير، والسبب في ذلك أن الطرق الحديثة المستعملة في تعيين عمر المواد القديمة قد ساعد على تعيين عمر أقدم صخور القشرة الأرضية، ولو بشكل تقريبي.
ومن أهم الطرق التي تم استعمالها لهذا الهدف هي طريقة التحليل الراديومي، ومن خلال الاعتماد على أساس الأبحاث التي تمت حتى الآن يستطيع الجيولوجيون تقدير عمر أقدم صخور القشرة الأرضية، والذي من المحتمل أن يبلغ تقريباً ثلاثة آلاف مليون عام، ومما لا ريب فيه أن التطورات التي واكبتها الكرة الأرضية نفسها قبل أن تتشكل هذه الصخور فقد احتاجت إلى بضعة ملايين أخرى من السنين.
ومن خلال الاعتماد على هذا الأساس فإن البعض من الكتاب قاموا بتقدير الفترة التي انقضت منذ أن بدأت المرحلة الأولى لتشكيل الأرض حتى الآن، والتي تساوي 12 ألف مليون سنة، وقد وضحت الأبحاث التي تم تطبيقها على أقدم صخور القشرة، (أي الصخور التي يكون عمرها مساوي لثلاثة آلاف مليون سنة)، كما أن البعض من هذه الصخور هو من نوع الصخور الرسوبية كما أن بعضها يحتوي على رواسب حصوية وعلى ظاهرات أخرى تشير إلى أنها رواسب مائية، وفي هذا تفسير على أن مياه البحار كانت متواجدة منذ ذلك الوقت على سطح الأرض، هذا يعني أن البحار كانت هى أيضاً معاصرة حتى تمثل أقدم الصخور.
على الرغم من ذلك فإن صخور القشرة الأرضية بالإضافة إلى مياه المحيطات كانت قد وجدت بشكل فعلي منذ تقريباً ثلاثة آلاف مليون سنة، كما سبق ذكره فإن ذلك يعني أن الحياة لم تبدأ إلا بعد ذلك بمئات الملايين من السنين، ولكن لا يعتبر من السهل تعيين زمن وجودها لأول مرة في أبسط حالاتها والسبب في ذلك هو عدم وجود أي أحافير يمكن أن تساعد على تعيين هذا الزمن.
كما تعود أقدم الأدلة الأحفورية التي تم العثور عليها في الصخور القديمة إلى تقريباً 500 مليون نسمة، فمنذ ذلك الوقت برزت الكائنات التي تملك خلية واحدة وهي الأميبا، لكن هذه الكائنات بالتأكيد لا تكون بداية الحياة لأنها تُعد كائنات متقدمة جداً مقارنة مع كائنات أخرى ظهرت وتطورت قبل ذلك خلال مئات الملايين من السنين إلى أن وصلت إلى الأميبا.
وكانت هذه الكائنات الحية عبارة عن فيروسات Viruses، حيث يعد التقدم الذي تم في الفيروسات إلى الأميبا هو تطور كبير جداً وفي غاية التعقيد، فعلى الرغم من أن الأميبا تحتوي على خلية واحدة إلا أنها تقوم بتمثيل كائناً حيوانياً متكاملاً في الواقع، كما أنها تمثل أيضاً الوحدة الأساسية التي ظهرت وتقدمت منها جميع الكائنات الحيوانية إلى أن وصلت لغاية أرقى الدرجات المعروفة خلال الوقت الحاضر، وبذات الطريقة ظهر تطور الحياة النباتية على الأرض، ومن المعروف أن الفطريات Algae هي التي تعتبر أقدم أنواع الكائنات الحية النباتية المعروفة والكائنات البسيطة في تركيبها فلا بد أنها تقدمت وتطورت خلال عشرات الملايين من السنين قبل بروزها من كائنات نباتية غيرها أبسط منها.
وبغض النظر عن الكائنات الحية الحيوانية والنباتية التي سبقت وجود الأميبا أو الفطريات، والتي لم يتم معرفة عنها أي شيء يستحق الذكر بسبب عدم وجود أحافير تشير عليها فإن تقدم الحياة بعد ذلك قد مر في مراحل طويلة جدًّا تطلب ظهورها تقريباً الخمسمائة مليون سنة الأخيرة من تاريخ الكرة الأرضية، وقد قام الجيولوجيون بتقسيم هذه المدة إلى أزمنة أو أحقاب طويلة Eras، ثم قسموا كل زمن منها إلى عصور Ages أقصر بشكل نسبي، كما أن كل زمن وكل عصر من هذه الأزمنة والعصور يقوم بتمثيل مرحلة خاصة من مراحل التطور التي مر بها سطح الأرض سواء كانت في الأشكال التضاريسية أو في المظاهر المناخية والحيوية.
كما تم ملاحظة أن طول الأزمنة والعصور يقل كلما تقدم الزمن، ويعود السبب في ذلك إلى تزايد التعقيد في مظاهر الحياة وزيادة المؤشرات على تقدمها مما يسمح بتكوين صورة مفصلة بشكل أكبر من الصور التي يمكن توضيحها عن الأزمنة والعصور الأقدم، وكلما تعمقنا في القدم قلت الأدلة التي تشير على تطور الحياة بشكل عام، وغير ذلك فإن التطورات التي حدثت خلال العصور الجيولوجية الأحدث هي التي تبرز آثاراً واضحة المظاهر الحالية لسطح الأرض وما عليه من مظاهر حيوية مختلفة من أهمها هو بروز النوع البشري.


شارك المقالة: