مفهوم الكسوف
الكسوف: هو عبارة عن مُرور أيّ جسم أو جُرم في السماء من أمام جُرم سماويّ آخر، حيث تستغرق مُدّة الكسوف ساعات عديدة في أوضاعها العاديّة، فعلى سبيل المثال عند مُرور كوكب من أمام الشمس سيحجبُ جزء من ضوئهِ؛ فذلك كسوف، ومن المُمكن أن يعبر كوكب أمام نجم فيحجبهُ؛ فهذا أيضاً كسوف، ولكن الكسوف المعروف هو كسوف الشمس والقمر فقط،
كسوف الشمس
هو ظاهرة كونيّة تحدث في ساعات النهار عندما يكون كلٌّ من الأرض والقمر والشمس على استقامة واحدة، حيث يكون القمر واقعاً بين الأرض والشمس، وهذا يحدث بشكل دائم فقط عند نهاية الشهر القمريّ؛ وذلك لأنّ القمر يكون مُحاقاً، حيث يلقي القمر ظلهُ على الأرض؛ الأمر الذي يجعلهُ يمرُّ من أمام الشمس فيحجب جزءًا من أشعّتها عن عدّة مناطق على سطح الأرض ويكون هنا الكسوف جزئياً، في حين يكون الكسوف كلياً عندما يحجب القمر أشعة الشمس كاملةً؛ لذلك يكون القمر أقرب إلى سطح الأرض.
تحدث ظاهرة الكسوف في مناطق مختلفة من مناطق النظام الشمسيّ، حيث تحدث مرّتين في السنة؛ وذلك لأنّ القمر يدور حول الأرض بزاوية مُحدّدة بالنسبة لمستوى الأرض والشمس، لذلك فإنّ القمر يمرُّ من مداره حول الأرض مرتين فقط.
وعند وقوع ظل القمر على الأرض فإنّه ينقسم إلى جزأين: يكون الجزء الأول عبارة عن دائرة مُظلمة بشكل كامل وهذه هي البقُعة التي يقع عليها ظل القمر مباشرةً، في حين يكون الجزء الآخر دائرة نصف مُظلمة.
سبب حدوث الكسوف
هو وجود صدفة استثنائيّة تدلُّ على أنّه عند النظر إلى الشمس والقمر من سطح الأرض يبدو حجمهما مُتساوياً، لكن في حقيقة الأمر هو أنّ حجم الشمس أكبر بآلاف المرّات من حجم القمر، كما أنّها الأبعد عن سطح الأرض، لذلك يبدوان وكأنهما مُتساوييان في الحجم.
كما أنّ الكسوف يحدث عندما يسقط ظلُّ القمر على الأرض، وعلى الرغم من ذلك فإنّ ظلّه لا يبدو ضخماً؛ وذلك لأنّ حجم القمر ليس كبيراً بما فيه الكفاية، إضافةً إلى المسافات الواسعة والشاسعة في الفضاء.
وعند حدوث الكسوف فإنّه يحدث على بقع صغيرة من سطح الأرض، حيث تنزاح هذه البقع قليلاً عن مكانها بسبب دوران الأرض حول نفسها، الأمر الذي يسمح لبعض المناطق أو البلدان بمشاهدة هذه الظاهرة بوضوح تام.
تجنب مخاطر الكسوف
يُعدّ النظر إلى الشمس وهي في حالة كسوف خطير جداً، وهذا لا يعني أنّه أكثر خطراً من النظر إلى الأشعة الشمسيّة في الأوقات العاديّة، بل إنّ النّظر والتّمعُّن في أشعتها خطر في جميع الأوقات، حيث يُسبّب تلف في العين، ومن المُمكن أن يخلق عمى مؤقت أو دائم، لكن تزداد التحذيرات في أثناء الكسوف خاصةً مع ازدياد رغبة الناس للنظر إلى هذه الظاهرة ومُشاهدتها.
وفي حال الإصرار على مشاهدة هذه الظاهرة من المُمكن ارتداء نظارات خاصة للكسوف بحيث صُمِّمت هذه النظارات خصيصاً لمشاهدة الكسوف والنظر إلى الشمس في حين تكون النظارات الشمسيّة غير مُناسبة على الإطلاق، كما أنّه يُنصح باستخدام فلاتر شمسيّة توضع على العدسة حيث تكون هذه الفلاتر مُرخّصة بموجب القانون؛ وذلك لأنّه من المُمكن ان تتعرّض هذذه الفلاتر للانصهار الأمر الذي يجعل أشعة الشمس تخترقها بشكل مباشر وبالتالي تُصيب العين وتُلحق الأذى بها.
وفي حال إشراف لجنة فلكيّة مُتخصّصة على مشاهدة الكسوف والقيام بإعطاء تعليمات كاملة حول أضرار هذه الظاهرة والالتزام بهذه التعليمات يكون ضرر هذه الظاهرة معدوماً وغير ممكن.
أنواع الكسوف
- الكسوف الجزئي: يحدث هذا النوع من الكسوف عندما يقوم القمر بحجب جزء من أشعة الشمس عن سطح الأرض، ففي هذه الحالة تكون كل من الشمس والقمر والأرض على خطٍّ مستقيم لذلك يقوم ظل القمر بحجب الأشعة الشمسيّة عن الأرض؛ ونظراً لأنّ ظل القمر أصغر بكثير من أن يُغطّي سطح الأرض كاملاً فإنّه يقوم بحجب جزء من هذه الأشعة.
- الكسوف الكُليّ: يحدُّث عند مرور قُرص القمر من أمام قرص الشمس؛ الأمر الذي سيجعل السماء تُظلم بشكل كامل وكأن الوقت ليلاً، ممّا سيؤدّي إلى رؤية هالة شمسيّة والتي تُعبّر عن غلاف الشمس الخارجيّ، حيث تكون مُدّة هذا الكسوف أقلّ من دقائق ليتحوّل بعدها إلى كسوف جزئيّ.
- الكسوف الحلقيّ: يحدث عندما يكون القمر أبعد عن الأرض، أو عندما تكون الأرض أقرب للشمس من العادة، أو في الحالتين معاً، ففي هذه الحالة تكون الشمس أكبر من حجمها الأصلي بمقدار بسيط، في حين يكون القمر أصغر بقليل؛ الأمر الذي يجعل قُرص القمر عند مُرورهِ من قُرص الشمس أن يحجب جزءًا منها وليس بأكملها، أمّا سبب تسميّتها بالحلقيّ فيعود إلى أنّه وبالرغم من وقوع القمر أمام الشمس بشكل مباشر إلّا أنّ الشمس تُبقي حلقة من أشعتها حول القمر، وتُقدّر مُدّة الكسوف الحلقيّ بنفس مُدّة الكسوف الكًليّ تقريباً.
تأثير كسوف الشمس على الإنسان
أخبر عدد من الأطباء بأنَّ كسوف الشمس ليس لهُ تأثيرات خطيرة على صحّة وجسد الإنسان، لكنه قد يؤثّرعلى حالته النفسيّة والعاطفيّة، كما أنّه قد يُسبب الشعور بالقلق اللاوعي، الأمر الذي يجعل الحيوان أيضاً يشعر بالقلق، حيث أنّ انعدام أشعة الشمس يُسبب قلقلاً وتوتُّراً لدى جميع الكائنات الحيّة، فمثلاً تتوقّف الحشرات الصغيرة عن الحركة في حين تلجأ الحشرات الكبيرة إلى الاختباء في المأوى الخاصّ بها.