كيف انبعث الإنسان برأي الجيولوجيين؟

اقرأ في هذا المقال


الإنسان كما قال الجيولوجيين:

يتجه الظن حالياً مع كثير من الاحتمال أن الإنسان قد انبعث من فرع خاص تفرد خلال الأوليغوسين انطلاقاً من جذع مشترك مع القردة شبيهة الشكل بالإنسان، وفي الإيوسين انفصل هذا الفرع ذاته إلى فرعين ثانويين أنتجا من جهة القردة الكبرى الرباعية المستحاثية ومن ناحية أخرى الإنسان القديم والإنسان الإفريقي والإنسان الصيني.
في قاعدة الرباعي والتي غدت الآن معروفة بشكل جيد نتيجة البقايا العديدة المستحاثة، وهكذا تمكن نسبة فك mauer الشهير (ضواحي هيدلبرغ) وأنقاض جمجمته وأسنانه في انجلترا، وكلها مكتشفة في لحقيات رباعية سفلى والتي اعتبرت لمدة طويلة كأقدام بقايا الإنسانية يمكن نسبتها إلى هؤلاء الأوائل من بني البشر.
ولم يظهر الإنسان حقاً مع كل صفاته إلا في الرباعي الأوسط ولكنه لا يزال نمطاً مختلفاً جداً عن الإنسان العاقل، والذي منح اسم انسان نياندرتال ونسبة لقرية نياندرتال قرب مدينة دوسلدورف الألمانية، حيث تم اكتشاف أوائل أنقاضه، وقد كان هذا الإنسان الذي عاش خلال آخر رباعي كبير (فورم) يجابه أوضاعاً غاية في قساوتها، فقد كانت قامته قصيرة (1.55 متر على الأكثر) ولكنه ذو هيكل عظمي مقاوم يشير إلى جهاز عقلي غير مألوف وكذلك قامة لم تكن مستقيمة تماماً، وقد كان ضخم الهامة والجمجمة مفرطة الطول ومتميزة على الأخص بشدة نمو الوجه بالمقارنة مع الجمجمة وبقوسين وحاجبين رفرافين متقدمين فوق العينين.
وهذا العرق المعروف تماماً بفضل العديد من الجماجم بل وحتى بهياكل عظمية كاملة، حيث كان ذا مظهر حيواني نوعاً ما وعاش في سائر أنحاء أوروبا وافريقيا الشمالية وحتى في أمريكا، وقد استطاع أن ينتشر إلى الجنوب كثيراً في القارة الأفريقية كما تؤدي تلك الاكتشافات الحديثة في بروكن هيكل في روديسيا (زيمبابويه) وذلك حتى عصر حديث نسبياً، وفي أيامنا ينظر إلى هاؤلاء النياندرتالين على أنهم أرومة الإنسان العاقل المستحاث، الممثل بأنماط تملك سلفاً الملامح الأساسية للعروق البشرية الكبرى التي انبثقت عنه شيئاً فشيئاً.
ولكن إذا كنا قد بدأنا في معرفة فن النحت والسلاسة المحتملة للإنسان فإن هذه المعرفة تعود لعهد حديث ولم يظهر لنا الإنسان خلال مدة طويلة إلا عن طريق بقايا صناعته من شظايا أزميل أو ببلطات من صوان منتشرة أحياناً بالآلاف من النماذج في اللحقيات الرباعية، ويمكن تأريخ هذه الأدوات أو هذه الأسلحة الآن بقدر كاف من الإحكام بفضل الوحيشات المستحاثة التي تختلط معها في هذه الطبقات، ومن المعروف أن فترة ما قبل التاريخ تنقسم إلى عصرين كبيرين (عصر الحجر المقصوص (الحجري القديم) وعصر المصقول (الحجري الحديث).


شارك المقالة: