كيف تساعد عملية إعادة التدوير في الحفاظ على الطاقة في المنازل

اقرأ في هذا المقال


ما هي إعادة التدوير؟

هي عبارة عن تحويل المواد القديمة إلى أشياء جديدة قابلة للاستخدام، حيث لا تقتصر إعادة التدوير على الصناعات التحويلية فحسب، بل تمتد أيضاً إلى الصناعات الأخرى مثل التعبئة والتغليف والورق، كما يمكننا أيضاً إعادة تدوير الأشياء الخاصة بنا إذا كنا نرغب في ذلك، ويمكن أن تشمل هذه الملابس والأثاث والأجهزة الخاصة بنا.
وعندما نفكر بإعادة التدوير يجب أن نعلم أن هناك فرقاً كبيراً بين استخدام المواد التي ليس لها خصائص قابلة لإعادة التدوير، وتلك التي يمكن إعادة تدويرها، فالمواد القابلة لإعادة التدوير ليست متينة فحسب بل أنها تسبب تلوثا أقل، كما أنها أكثر أماناً للبيئة؛ نظراً لأن معظم المواد القابلة لإعادة التدوير مصنوعة من مواد معاد استخدامها، وهذا هو السبب في أن معظم الشركات التي تتعامل مع إعادة التدوير تفضل هذه المواد عند صنع المنتجات التي تعتبر صديقة للبيئة.

كيف تساعد إعادة التدوير في الحفاظ على الطاقة؟

بشكل عام تساعدنا إعادة التدوير على تقليل كمية النفايات التي نضعها في البيئة، ولكن الأهم من ذلك أنها تساعد في تقليل الوقت اللازم لاستخراج المواد الخام لصنع منتجات جديدة تؤدي إلى تقليل تلوث الهواء والماء، وحتى أن إعادة التدوير نفسها يمكن أن تساعدنا على توفير الطاقة – ليس فقط من خلال تقليل كمية النفايات التي يجب التخلص منها ولكن أيضاً عن طريق استخدام الموارد مثل الزجاجات البلاستيكية والورق التي كنا نتخلص منها لولا ذلك.
لذلك فإن إعادة التدوير تساعدنا على تقليل كمية الطاقة التي تستهلكها عادةً أجهزتنا المستهلكة للطاقة وغيرها الكثير من العناصر، وهذا يعني أنه يمكننا المساعدة في إنقاذ الأرض من النضوب ومساعدة أنفسنا أيضاً عن طريق تقليل كمية النفايات التي يتم إنتاجها، وبما أن إعادة التدوير لم يعد شيئاً جديداً بعد الآن، فإن العديد من الشركات تقدم الآن خدمات تمكننا من القيام بإعادة التدوير بأنفسنا عن طريق جمع المواد القابلة لإعادة التدوير من المنازل أو المكاتب ومن ثم إرسالها إلى مرافق إعادة التدوير أو المتاجر، حيث يتم فرزها وتعبئتها ثم إعادة استخدامها لصنع منتجات جديدة.
– فيما يلي قائمة بكيفية إعادة تدوير أنواع مختلفة من المواد للمساعدة في توفير الطاقة:

  • النفايات العضوية: واحدة من أعظم طرق إعادة التدوير هي ببساطة إعادة استخدام نفايات الطعام الخاصة بنا، حيث إن كثير من الناس لا يدركون ذلك، ولكن نفايات الطعام تشكل أكثر من حوالي 20٪ من مجموع النفايات في مكبات النفايات، وهذا يعني أنه إذا وجدنا طريقة أخرى لاستخدام بقايا الطعام يمكننا تقليل نفايات المكب.
    كما يساعد الحد من نفايات المكب على توفير الطاقة عن طريق تقليل كمية الطاقة التي تستهلكها الجرارات الكبيرة المستخدمة للعمل حول مكبات النفايات، وفي المقابل سيؤدي هذا أيضاً إلى تقليل عدد الرحلات التي يتعين على شاحنات القمامة القيام بها نظراً لأننا لن تتخلص من المواد العضوية بعد الآن.
  • الزجاج: إن الكثير من الناس لا يدركون حقيقة أن الزجاج مصنوع من مادة الرمل، حيث يحتوي الرمل في الغالب على ثاني أكسيد السيليكون الذي عند تسخينه إلى درجات حرارة قصوى يصبح سائلاً، ويمكن تشكيله في المنتج المطلوب، والذي يمكن استخدامه بعد ذلك بمجرد أن يبرد الزجاج ويتصلب.
    كما أن صناعة الزجاج هي واحدة من أكثر الصناعات كثافة في استخدام الطاقة، حيث يحتاج الرمل إلى التسخين إلى درجات حرارة قصوى بواسطة الأفران الكبيرة المستهلكة للطاقة، وعلى هذا النحو تقدم العديد من المدن خدمات إعادة تدوير الزجاج للمساعدة في تقليل كمية الطاقة المستهلكة عند إنتاج الزجاج.
    وبالإضافة إلى ذلك يعني صنع الزجاج الاضطرار إلى تسخين الرمل إلى درجات حرارة قصوى، ولكن إذا قمنا بإعادة تدوير الزجاج فيمكن تقسيمه إلى جزيئات أصغر تُعرف باسم كسارة الزجاج، والتي سيتم إعادة تسخينها بعد ذلك لإنشاء زجاج جديد، حيث يساعد صنع الزجاج مقارنة بإخراجه من الرمال في تقليل استهلاك الطاقة بحوالي 40٪.
  • الألمنيوم: يُصنع الألمنيوم عادةً باستخدام معدات التعدين لاستخراج خام يعرف باسم البوكسيت الذي يوجد عادة في قشرة الأرض، وبمجرد أن يتم جمع البوكسيت يتم إخضاعه لعملية كيميائية تساعد على استخلاص الألومنيوم من هذا الخام، وبمجرد استخلاص الألمنيوم يتم استخدامه لصنع أنواع مختلفة من بعض المنتجات وللاستخدامات الأخرى.
    إن صناعة الألومنيوم هي عملية تستهلك الكثير من الطاقة، وتبدأ عند تعدين الخام لأول مرة، حيث يتم استخدام الكثير من الطاقة في الآلات وعملية التعدين، ومن أكثر الطرق شيوعاً لإعادة تدوير الألمنيوم جمع العلب، وهذه إحدى أبسط الطرق التي يمكننا من خلالها إعادة التدوير.
  • البلاستيك: تتكون معظم البضائع والحاويات البلاستيكية من حوالي سبعة أنواع مختلفة من مادة البلاستيك، وكلها مصنوعة من مواد طبيعية مثل السليلوز والفحم والغاز الطبيعي والملح والنفط الخام، وبمجرد تعدين المواد يتم تنقيتها بعد ذلك إلى بروبان أو إيثان، ومن ثم يتم إخضاعها لمعالجة تسخين تعرف باسم التكسير، والنتيجة هي البروبيلين والإيثيلين.
    وإن أحد الأشياء السلبية المتعلقة بالبلاستيك هو أن جودتها تتدهور في كل مرة يتم إعادة تدويرها، وهذا يعني أنه يمكننا فقط إعادة تدوير العناصر البلاستيكية الخاصة بنا لعدد معين من المرات، قبل أن تصبح غير قابلة لإعادة التدوير، ولكن ستساعدنا إعادة تدوير البلاستيك على توفير الطاقة ومساحة مكب النفايات والبترول، كما يمكن أن توفر إعادة تدوير طن من البلاستيك حوالي 5774 كيلو وات، وما يقرب من 11 مليون وحدة حرارية من الطاقة.
  • الورق: معظم المنتجات الورقية التي نستخدمها مصنوعة من الأشجار، حيث تزرع بعض الأشجار عادةً لهذا الغرض، ومن ثم تتم معالجة الأشجار لاستخراج أليافها، وبمجرد استخلاصها يتم خلطها مع سائل لصنع ما يعرف باللب، ومن ثم يتم بعد ذلك نشر اللب على سطح وتجفيفه لإنتاج أوراق عملاقة من الورق.
    ويتم بعد ذلك تقطيع الورق إلى أوراق أصغر وتوزيعه على المتاجر، وهذه العملية برمتها تستخدم كمية كبيرة من الطاقة، حيث تستهلك إعادة تدوير الورق طاقة أقل بنسبة حوالي 40٪ تقريباً من صناعة ورق جديد من اللب الطازج، وليس هذا فحسب بل إنه يساعد البيئة أيضاً لأننا نستخدم عدداً أقل من الأشجار لهذه العملية.

ومع ذلك على الرغم من أن الورق هو أحد أكثر المواد المعاد تدويرها، إلا أنه لا يزال أمامه طريق طويل لنقطعه قبل إتقان العملية، وواحدة من أكبر المشاكل التي تظهر عند إعادة تدوير الورق هي أن الحبر يضر بشكل كبير بجودة الورق، ولإصلاح هذه المشكلة يجري البحث في الحبر القابل للتحلل.

الحفاظ على الطاقة هو ببساطة محاولة للحفاظ على الطاقة من خلال استخدام قدر أقل من موارد الطاقة التقليدية، حيث يمكن القيام بذلك إما عن طريق استخدام الطاقة بشكل أفضل أو عن طريق تقليل كمية الاستهلاك المستخدمة، والحفاظ على الطاقة هو جزء من الاكتفاء البيئي، والفكرة هي أن العالم لم يعد بإمكانه الاستمرار في مساره الحالي ويحتاج إلى إلقاء نظرة جادة على الطريقة التي يستخدم بها الطاقة والتغيير إلى نمط استهلاك أكثر صداقة للبيئة


شارك المقالة: