كيف يتم قراءة وتحديد تاريخ الأرض؟
إن تاريخ الأرض يرتبط في دراسة سلسلة التغيرات والحوادث التي تعرضت لها الأرض خلال الزمن الماضي ثم تحديد سير السلسلة خلال الزمن، فقد قام الجيولوجيين باكتشاف الأحداث والتغيرات الجيولوجية التي حصلت فيما مضى وقبل مئات وآلاف بل ملايين من السنين.
إن صخور القشرة الأرضية تم اعتبارها على أنها سجل سُجلت فيه الحوادث والتغيرات التي حصلت على هذه القشرة الأرضية، كما أن الآثار التي نتجت من هذه الحوادث والتغيرات تتميز بالوضوح أي أن الباحث تمكن من قراءتها بشكلٍ سهل ويسير، حيث أن أغلب ما تعرضت له القشرة الأرضية من حركات (سريعة أو بطيئة) أدت إلى حدوث تجعد في الصخور وتشوهها أو تسببت في تكسرها.
كما أن ما أصاب الأرض من ثورانات بركانية فمن الممكن قراءتها من خلال متابعة الآثار المرسومة على الصخور في القشرة الأرضية، بالإضافة إلى وجود أحافير حيوانية ونباتية وتم حفظها بصورها بين ثنايا طبقات الصخور الأرضية، حيث تمكن الجيولوجيين من قراءتها وقراءة الأحداث التي تساعد في اكتشاف تاريخ القشرة الأرضية، أي أن العلماء الجيولوجيين اعتمدوا في قراءة تاريخ الأرض على دراسة صخور القشرة الأرضية وذلك من حيث طبيعتها وطريقة تكونها والظروف التي تسببت في ذلك أيضاً ومن ثم معرفة ما حدث عليها من تغيرات بعد تشكيلها.
وضع الجيولوجيين بعض المبادئ التي تساعد في قراءة تاريخ الأرض، وأولها أن القشرة الأرضية تتشكل من صخور ذات طبيعة مختلفة وذات حبيبات ومكونات ودرجة صلابة مختلفة أيضاً، وتم اعتبار الصخور على أنها موطن تم فيه حفظ آثار الحياة القديمة (الأحافير) كما أن دراستها تساعد في توضيح الأحداث والتغيرات التي حدثت على سطح القشرة الأرضية منذ زمن كبير.
إن صخور القشرة الأرضية تعكس الحركات الأرضية، حيث يكون لكل حركة مدلولها الذي يظهر على هذه الصخور، إضافةً إلى ذلك فإن طبقات الصخور والتراكيب الجيولوجية تكونت بسبب تأثير العمليات الخارجية المؤثرة عليها مثل عملية التجوية والحت.
كما أن دراسة الصخور ودراسة بيئات الصخور بأنواعها الثلاثة (صخور ناريةورسوبية ومتحولة) تفيد في معرفة الفترات الزمنية التي تشكلت فيها، فالصخور النارية تشكلت بسبب البرودة والتصلب في الصهارة الصخرية (الماجما) وكان ذلك على سطح القشرة وفي أعماق الأرض، حيث أن دراسة بيئاتها لها الدور الكبير في تحقيق الإفادة والتوصل إلى المعلومات التي تساعد في دراسة تاريخ الأرض، ولا بد أن نذكر أن الصخور الرسوبية تتشكل في الغالب داخل بيئات مائية أو تكون قريبة منها مثل بيئات البحار والمحيطات على أطرافها وداخل أعماقها، بالإضافة إلى ذلك تم اعتبار البحيرات الداخلية وأماكن توافر المياه العذبة بأنها عبارة عن بيئات أخرى للصخور الرسوبية.
وتملك الصخور الرسوبية في دراستها والتعرف عليها واكتشاف البيئات التي ساعدت في تكوينها الكثير من الأهمية في معرفة تاريخ الأرض منها ومن محتوياتها من الأحافير، هذا وقد أكدت الدراسات على أن كل بيئة من البيئات البحيرة المختلفة تملك صخوراً خاصة فيها والتي تميزها عن بيئات أخرى، حيث أنه ومن خلال نوع معين من الصخور قد يساعدنا في معرفة بيئته القديمة من حيث وجود حياة سابقة تكون مميزة له ويحتفظ بها هذا النوع من الصخور، لذلك توصلنا أنه من خلال دراسة ومعرفة هذه الصخور قد نتمكن من معرفة تاريخ الأرض، وكان هناك الكثير من المظاهر والدلائل التي ساعدت الصخور على اكتشاف تاريخ المخصص للصخور.
ومن هذه الدلالات وأولها هي دراسة الأحافير وآثار الحياة التي تتضمنها هذه الصخور أي الأحافير، كما توصل الجيولوجيين إلى ترتيب الطبقات الصخرية بالاعتماد على زمن تكونها فالصخور الأقدم في القشرة الأرضية تكون في الأسفل والصخور الأكثر حداثة تكون في الأعلى، ومن المهم معرفة التراكيب الصخرية الجيولوجية المختلفة التي توجد فيها هذه الصخور مثل الطياتوالصدوع وعملية التوافق والبنيات الأولية منها، ومعرفة التركيب المعدني والكيميائي والبلوري للصخور وحجم حبيباته، كما أن اكتشاف بقايا الحياة وآثارها القديمة وكيفية تشكل الصخور الأرضية قد ساعدة الباحث الجيولوجي في التعرف على تاريخ الزمن الجيولوجي للمنطقة التي تم إجراء الدراسات عليها.
لذلك اهتم الجيولوجيين بدراسة تاريخ الأرض لما له من أهيمة كبيرة في معرفة كوكبنا وما قد سبق وعاش عليه في الماضي، ليكون لنا مرجع كبير وفهم مسبق للحياة الأرضية، وكان ذلك من خلال الدراسات والأبحاث الجيولوجية التي شملت كل معلم ودليل للحياة على سطح الأرض للوصول لطريقة تساعد في قراءة تاريخ الأرض.