تحديد أعمار الطبقات الصخرية:
لا يمكننا التكلم هنا إلا عن العمر نالسبي للطبقات لأننا إذا كنا قد استطعنا بالنسبة للصخور الإندفاعية الكلام عن عمر مطلق فإن الأمر يندر أن يكون ممكناً بالنسبة للصخور الرسوبية، وهذا العمر يمكن تحديده بواسطة فحص بسيط لتعاقب الطبقات حسب مبدأ واضح هو مبدأ التنضد، الذي يمكن أن يفسر على الصورة التالية: إذا كان نظام التوضع عادياً أي لم يتعرض للإضطراب بحركات أرضية فإن طبقة معينة تكون سابقة للتي تمتطيها وسابقة للتي تقع تحتها، وهكذا نقيم ما يمكن تسميتة بالمقطع المحلي.
وفي أبسط الحالات يضم المقطع المحلي تعاقباً من طبقات معروفة جيداً ومن طبيعة صخرية مختلفة (حث، كلس، مارن)، والتعاقبات من هذا النوع هي التي استطاعت في بادئ الأمر أن تلفت أنظار أوائل الباحثين والتي لا يزال المنقّبون والعاملون في المقالع يلاحظونها، وعندما تكون الطبقات حاوية على مستحاثات فإن التقاط المستحاثات تختلف غالباً من طبقة لأخرى (وقد يمكن العثور على مستحاثات مميزة)، يضيف إلى الحجة الليتولوجية الحجة الإستحاثبة لتمييز الطبقات.
وتكون هذه الحجة مفيدة جداً عندما نكون أمام تعاقب من طبقات متماثلة جميعاً ومتوافقة وذات بنية متورقة مثلاً تمييز الإنقطاعات يكون استحاثياً فقط، ولكن في هذه الحالة لا تختلف المستحاثات كثيراً عن بعضها بين طبقة وأخرى لأن الحيوانات قد تطورت على الغالب محلياً، أما في حالة وجود طبقات متنافرة فهناك تضاد جلي بين زمرتين من الطبقات، كما تكون الحيوانات في الزمرة السفلى دائماً مختلفة جداً عن الحيوانات في الزمرة العليا الطاغية، كما أن عودة البحر تكون مصحوبة بتجدد في الحيوانات (فونا).
ولتحديد عمر زمرة اندفاعية ومتبلورة تورقية ذلك عندما نكون تجاه كتلة غرانيتية مندسة في زمرة رسوبية وأدت إلى تحولها، فالمسألة تقتضي في معرفة عمر استقرار الباتوليت في مكانه ويعطي عمر أحدث الطبقات الحاوية على مستحاثات، التي أصابها التحول في الحد الأدنى للاستقرار لأن الغرانيت أحدث من هذا الرسوبي وأن عمر أرض تحتوي على حصباء من الغرانيت المذكور تعطي حداً أعلى، فعمر الغرانيت يكون منحصراً إذاً بين هذين الحدين.
ولكن لا يكون دائماً من السهل الحصول على تأريخات دقيقة جداً إذ يجذب في أكثر الأحيان الإكتفاء بعمر تقريبي، أما بالنسبة للمركبات المتبلورة الورقية فالمسألة مزدوجة، إذ يجب أولاً تحديد عمر الرسوبيات التي أصبحت متبلورة ثم عمر التحول.
