تعقيد الالتواء الصخري في سلسلة جبلية:
لا يكون الالتواء الذي تنتج عنه سلسلة جبلية بسيطاً بعمنى أنه توجد دائماً عدة مراحل من الالتواءات المتعاقبة التي تظهر للعيان بظاهرات عدم التوافق الطبقي (التنافر) والمصحوبة بثغرات ترسبية، وهكذا نلاحظ بالنسبة لجبال الألب في النطاق الخارجي منها التنافرات التالية:
- التنافر الفحمي يكون فوق صخور الشيست المتبلورة في الكتل المتبلورة الخارجية.
- تنافر الغطاء الترياسي اللياسي فوق المجموع المتبلور والفحمي.
- تنافر السينوني فوق الجوراسي الكريتاسي (التواءات ما قبل السينوني لمنطقة ديفولي).
- تنافر الثلاثي (النموليتي) فوق الطبقات السابقة (التواءات ما قبل اللوتيسي المسماه اللارامية) بالإضافة إلى تنافر الميوسين فوق النموليتي.
ويجب أن نضيف إلى ذلك بالنسبة للنطاق الخارجي كل التنافرات التي أعقبت حركات السلسلة البريانسونية والتي تصحبها ثغرات متفاوتة الأهمية خلال اللياسي عند قاعدة الجوراسي الأوسط والجوراسي الأعلى وخلال الكريتاسي الأسفل، ونلاحظ في البيرينيه وهذا كيلا نتكلم إلاّ عن الحركات المولدة للمنظومة الألبية، ما يلي:
حدث تنافراً كبيراً عند قاعدة السينوماني (البريش الحاوية على البترول لمنطقة سانغودان) الذي يتم عن أول وأهم مرحلة التوائية في الزمن الكريتاسي، فهناك ترسب سميك من سحنة الفليش (هنا كريتاسي أعلى) يعقب تلك المرحلة الإلتوائية ويملئ الحفرة السينومانية وكذلك مقدمة الحفرة في شمال البيرينية (مع سلالة الكورديلليرية).
وفي حوالي آخر الإيوسين حدثت رجة جديدة أدت إلى زعزعة السلسة التي انتصبت نهائياً (الإلتواءات البيرينية الحتة)، وجاء الحت المنتعش كي يكدس أنقاض هذه السلسلة (بودينغ) بتنافر فوق الفليش والنموليتي، وتراكمت الطيات الجديدة فوق مارف البلاد التي التوت بدورها كرد فعل (التواءات الحوض الآكيتاني).
كما نتج عن الحت الأوليغوسيني- الميوسيني توضّع صخور المشبك والمولاس على حافة السلسلة واحتفظت هذه الرسوبيات بأفقيتها الأصلية ذلك لأن المنطقة لم تتعرض لأي تحريك منذ ذلك العصر، وبالطبع قد يتغير اتجاه الطيات حسب وجهة الأوروجيني فإذا ظل هذا الجهد ثابتاً تقريباً خلال تولد الجبال فإن الطيات تبقى متوازية وقد تتعرض الطيات القديمة ذاتها لبعض الإلتواءات.
ولكن إذا كان اتجاه الدفع الجديد مائلاً بالنسبة للطيات القديمة فإن الطيات الناتجة تأتي لتتصالب في أكثر الأحيان مع الطيات السابقة، مع أنها قد تختلط بها محلياً وتجنح جبهات المحدبات النائمة والأغشية إلى التمدد في مقعرات الزمرة السابقة، وقد سمحت دراسة هذه الإتجاهات المتضامنة مع دراسة التنافرات بالتأكد من وجود سلاسل جبلية قديمة تعقبت على كرتنا الأرضية.