يمكن للكائنات المتحجرة أن تقدم رؤى قيمة حول تطور مسببات الأمراض المختلفة، والتي يمكن الاستفادة منها لتطوير علاجات وعلاجات للأمراض. على سبيل المثال أظهرت الدراسات أن حفريات البكتيريا القديمة يمكن أن تكشف عن أصول بعض الأمراض مثل السل والجذام. من خلال تحليل التركيب الجيني لهذه البكتيريا القديمة، يمكن للباحثين أن يفهموا بشكل أفضل كيف تطورت وطوّرت مقاومة للمضادات الحيوية، والتي يمكن أن تساعد في تطوير علاجات جديدة.
دور الكائنات المتحجرة في مكافحة الأمراض
يمكن أن توفر الكائنات المتحجرة أيضًا أدلة مهمة حول كيفية انتشار الأمراض عبر التاريخ. على سبيل المثال قدم اكتشاف قملة متحجرة تحتوي على الحمض النووي للبكتيريا المسببة للموت الأسود رؤى أساسية حول انتشار المرض خلال العصور الوسطى. من خلال دراسة التركيب الجيني لهذه البكتيريا، تمكن الباحثون من تتبع أصولها إلى الصين، حيث من المحتمل أن تحور وتطور قدرتها على إصابة البشر. يمكن أن تساعد هذه المعلومات الباحثين على فهم أفضل لكيفية منع حدوث فاشيات مماثلة في المستقبل.
بالإضافة إلى ذلك يمكن أن توفر أحافير النباتات والحيوانات القديمة أيضًا معلومات قيمة حول المركبات الطبيعية والمواد الكيميائية التي تنتجها، والتي يمكن استخدامها لتطوير عقاقير وعلاجات جديدة. على سبيل المثال وُجد أن راتينج متحجر من شجرة عاشت قبل 20 مليون سنة يحتوي على مركب فعال للغاية في قتل البكتيريا، بما في ذلك السلالات المقاومة للمضادات الحيوية. من المحتمل أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تطوير مضادات حيوية جديدة يمكنها مكافحة العدوى المقاومة للأدوية.
أخيرًا يمكن أن توفر الكائنات المتحجرة رؤى مهمة حول تأثير تغير المناخ على صحة الإنسان. على سبيل المثال كشف اكتشاف حبوب اللقاح المتحجرة من نبات كان شائعًا خلال فترة دافئة من تاريخ الأرض أنه ينتج مستويات عالية من مسببات الحساسية. يمكن أن تساعد هذه المعلومات الباحثين على فهم أفضل لكيفية تأثير تغير المناخ على انتشار وشدة الحساسية وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى.
