اقرأ في هذا المقال
ما هي الطاقة المتجددة؟
هي عبارة عن الطاقة المشتقة من بعض الموارد الطبيعية التي عادةً ما تغذي نفسها دون استنفاد موارد الكوكب، حيث تتوفر هذه الموارد مثل ضوء الشمس والرياح والمطر والمد والجزر والكتلة الحيوية والطاقة الحرارية المخزنة في قشرة الأرض بشكل أو بآخر في كل مكان تقريباً، وبالإضافة إلى ذلك فإنهم أيضاً لا ينفذون، والأهم من ذلك أنها تسبب القليل من الأضرار المناخية أو البيئية.
إن الوقود الأحفوري مثل النفط والفحم والغاز الطبيعي (الطاقة غير المتجددة) يتوفر بكميات محدودة فقط، وبينما نستمر في استخراجه فإنه سينفد عاجلاً أم آجلاً، وعلى الرغم من إنتاجه في عمليات طبيعية إلا أن الوقود الأحفوري لا يتجدد بالسرعة التي نستخدمها نحن البشر.
لماذا تعتبر الطاقة المتجددة مهمة؟
لقد تم طرح مصطلح الطاقة المتجددة كثيرًا في العقود الماضية أو نحو ذلك، وفي الواقع يمكننا القول أنه موجود الآن أكثر من أي وقت مضى، فنحن بحاجة إلى إيجاد أشكال أكثر استدامة ومتجددة لتزويد عالمنا بالطاقة، ومع وجود بعض مصادر الطاقة مثل النفط أو تحولها إلى نقطة خلاف بين الدول فإننا في حاجة ماسة إلى شيء يمكن أن يحافظ على السكان دون تدمير كوكبنا أو استنزاف موارده، ولحسن الحظ وجد البشر بعضاً من أكثر الطرق إبداعاً وإثماراً لتوليد الكهرباء والطاقة والمزيد بموارد أرضية لن تنضب على المدى الطويل وهي مصادر الطاقة المتجددة.
كما يوحي الاسم تنتقل هذه الطاقات عن طريق مصادر يمكن استخدامها مراراً وتكراراً، فعلى سبيل المثال بمجرد أن نحرق الوقود الأحفوري مثل الفحم فإنه لا يمكننا استخدام نفس المصدر مرة أخرى أبداً، لذلك فهو يعد مصدر طاقة غير متجدد، ومن ناحية أخرى فإن مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الأرضية وطاقة الكتلة الحيوية يمكننا تجديدها مراراً وتكراراً لأنها تأتي من مصادر طبيعية، ولن تنفد مصادر هذه الطاقة على كوكب الأرض، ولكن الفحم والنفط وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى سوف تنفد.
كما أنه لا ينبعث منها أي ملوثات للهواء، حيث تساهم الزيادات العالمية عادةً في النقل البري المستند إلى الوقود الأحفوري والنشاط الصناعي وتوليد الطاقة (بالإضافة إلى حرق النفايات في الهواء الطلق في العديد من المدن) في ارتفاع مستويات تلوث الهواء، فعلى سبيل المثال في العديد من البلدان النامية يساهم استخدام الفحم وحطب الوقود للتدفئة والطهي في رداءة نوعية الهواء الداخلي، كما إن الجسيمات وملوثات الهواء الأخرى من الوقود الأحفوري تخنق المدن حرفياً.
والطاقة المتجددة أيضاً تخلق المزيد من فرص العمل، وهذا بشكل عام جيد للمجتمع المحلي والدولة ككل، حيث يتم إنفاق الجزء الأكبر من استثمارات هذه الطاقة على المعدات والتصنيع لبناء المرافق وصيانتها، وعادةً ما يتم إنفاق استثمارات الطاقة المتجددة داخل القارة وغالباً في نفس البلد وفي نفس المدينة، وهذا يعني أن معظم الأموال التي يدفعها بعض المواطنون على فاتورة الطاقة الخاصة بهم تبقى في المنزل لخلق فرص عمل وتغذية الاقتصاد المحلي.
تطبيق الطاقة المتجددة في عالم اليوم
اكتشف البشر في مجتمعات لا حصر لها كيفية استخدام الطاقة المتجددة بشكل جيد وفعال، فعلى سبيل المثال تتمتع بعض المجتمعات التي تتعايش مع الأرض بالقرب من الساحل بميزة استخدام فائض المياه المحيطة بها للاستخدام الجيد، حيث يمكن لهذه المدن والبلدات والقرى استخدام قوة المد والجزر لتوليد الطاقة التي يمكن أن تدير الأعمال التجارية والمنازل وغير ذلك.
ونظرًا لوجود المد والجزر المنخفض كل يوم فإن الاعتماد على المد والجزر هو غير مؤكد، حيث يمكننا استخدام هذا الأمان للتخطيط لكيفية استخدام مصادر طاقة المد والجزر، وعلاوة على ذلك يمكن توليد الطاقة الكهرومائية باستخدام المياه التي تزخر بها هذه المدن الساحلية، وإلى جانب مياه المحيطات يمكننا ايضاً استخدام مجاري مائية أخرى مثل الأنهار والجداول.
ومثال رئيسي آخر هو الطاقة الشمسية المنتشرة في دول مختلفة في جميع أنحاء العالم، فإذا قمنا بأبحاثنا وحددنا البلدان والمدن الأكثر تعرضاً لضوء النهار على مدار العام فيمكننا تنفيذ الألواح الشمسية التي يمكنها امتصاص أشعة الشمس واستخدامها لتزويد المباني والآلات بالطاقة، ومصدر كبير آخر للطاقة المتجددة يأتي من الرياح، حيث إن هناك بعض المدن حول العالم التي تشهد نسيم البحر اللطيف على مدار السنة تقريباً، وهذه أخبار رائعة لأن توربينات الرياح عادةً مستمرة في الإنتاج بشكل أكثر فأكثر وبأسعار أكثر اقتصادا.
وفي النهاية فنحن نحتاج حقاً إلى الجلوس وحل بعض المشكلات والتواصل بشكل فعال من أجل تحديد أشكال مصادر الطاقة المتجددة ذات الصلة بالمواقع، والحقيقة هي أنه لا بد أن يكون هناك حل لكل منطقة من كوكبنا، فنحن بحاجة إلى تثقيف السكان حول تأثيرات الوقود الأحفوري على البيئة ونوعية حياتنا وسلامة البشر في المستقبل.