مؤلفات الإدريسي

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الإدريسي:

كان أبو عبد الله الإدريسي يُلقّب بالشريف؛ وذلك لأنّه يعود في نسبه إلى واحدة من الأسر الإدريسيّة العلوية والتي يمتد نسبها إلى الإمام علي رضي الله عنه، اهتم في الفلك والحساب والهندسة والطب إلى جانب اهتمامه الكبير في الجغرافيا.

حقق نجاحاً كبيراً وواضحاً ظهر من خلال قدرته على صنع كرة من الفضة، حيث رسم على سطح تلك الكرة خريطة للعالم تُمثل الكرة الأرضية، هذا وقد كان طول تلك الكرة حوالي مترين أمّا وزنها فقد قُدّر بوزن رجلين تقريباً.

حظي الإدريسي بمكانةٍ مرموقة في عصره، كما أنّه كانت له أهمية كبيرة عند العديد من العلماء والمؤلفين والكُتاب، حيث قام العديد من المؤلفين بذكر اسمه في معظم مؤلفاتهم وكتباباتهم، فمثلاً كان الإدريسي شخصية رئيسيّة في كتاب “سلطان في بالمرو” والذي كان من تأليف الكاتب طارق العلي، إضافةً إلى ذلك فقد كان الإدريسي واحداً من أهم الشخصيات الرئيسية في أوبرا كارول والتي كانت تحمل عنوان الملك روجر.

إلى جانب ذلك فقد أُشير إلى الإدريسي في العديد من الكتب والمؤلفات وحتى في بعض المسرحيات، حيث كانت لأفكار الإدريسي دور مهم وكبير ظهر جلياً في الكتاب المعروف باسم” قطار المساء إلى لشبونة” والذي قام بتأليفه (باسكال مرسيه)، أمّا لأعمال الإدريسي فقد كان لها تأثيراً كبيراً وواضحاً على العديد من الأوروبيين أمثال مارينو سانتو الأكبر، وأنطونيو مالفانته.

هذا وقد اتبع الإدريسي في مؤلفاته وانجازاته نظاماً مُحدداً سُميّ بالنظام الإدريسي والذي يُعدّ واحداً من أهم أنظمة التموضع العالمي، حيث كان لها النظام دوراً كبيراً وواضحاً في العديد من الدراسات والإنجازات؛ ممّا دفع جامعة كلارك بالعمل على تطوير وتحديث هذا النظام الذي ما زال قائماً حتى الآن.

أشهر مؤلفات الإدريسي:

تمكّن الإدريسي من كتابة العديد من المؤلفات التي حققت نجاحاً بارزاً في عصره وحتى بعد وفته، حيث كانت تلك المؤلفات مرجعاً رئيسياً للعديد من العلماء والمؤرخين والطلبة، ومن أشهر تلك المؤلفات:

  • كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق: حقق هذا الكتاب نجاحاً كبيراً، حيث كان يُعدّ واحداً من أهم وأشهر المؤلفات التي عمل الإدريسي على تطويرها وتصنيفها بشكلٍ واضح ودقيق.
    تضمّن ذلك الكتاب العديد من المفاهيم والمُصطلحات التي كان الإدريسي يتداولها باستمرار، إلى جانب ذلك فقد كان هذا الكتاب نتاجاً لجميع الرحلات والتنقلات التي قام بها الإدريسي، حيث تم تأليفه بناءاً على طلب ملك صقليه الذي طلب من الإدريسي توضيح كل ما يتعلّق بالمناطق والدول التي زارها فلبّى الإدريسي رغبة الملك وقرر أن يجمع كل تلك المعلومات في ذلك الكتاب.
    إضافةً إلى ذلك فقد حقق كتاب الإدريسي ذلك نجاحاً كبير في تاريخ الدولة العربية، حيث يّعدّ واحداً من أشهر الآثار الجغرافية العربية، كما أنّه كان مصدراً رئيسيّاً للأوروبيين وذلك من خلال احتوائه على كميّة كبيرة من المعلومات التي تتعلّق بكل مايخص بلاد المشرق، إلى جانب أهميته للأفريقين الذين أخذوا عنه ونقلوا خرائطه، كما أنهم قاموا بترجمة العديد من أقسامه إلى لغاتٍ مُختلفة.
    إلى جانب ذلك فقد كان ذلك الكتاب فريداً من نوعه حيث استغرقت مدة تأليفه مايقارب خمسة عشر عاماً، اتبع فيه الإدريسي نهجاً جديداً يختلف اختلافاً كلياً عن بقية الكتب الجغرافيه العربية، ففي بدايته بدأ بوصف العالَم بشكلٍ كامل ثم بعد ذلك قسمه إلى سبعة أقاليم لكل اقليم عشرة أقسام رئيسيّة، ومن ثم بدأ الإدريسي بوصف كل قسم بشكلٍ خاص كما أنّه وضع خريطة لكل قسمٍ من تلك الأقسام.
  • كتاب “الجامع لصفات أشتات النبات”: ذكر الإدريسي في هذا الكتاب كل ما يتعلّق بالنباتات والثمار والأشجار والأزهار بكل أنواعها، كما أنّه اهتم بذكر الحيوانات والمعادن وتفسير جميع أسمائها، حيث لجأ إلى العديد من اللغات لكتابة تلك المعلومات ومن أشهر تلك اللغات: اللغة اليونانية واللطينية والبربرية إلى جانب اللغة السريانية.
    إلى جانب ذلك فقد قام العديد من العلماء بدراسة هذا الكتاب والأخذ عنه، هذا وقد اقترح العالِم زوريخ إعادة نشر خريطة الإدريسي في ذلك الكتاب؛ نظراً لما حققه من نجاح وشهرة كبيرة.
  • كتاب “روض الأنس ونزهة النفس”: قام الإدريسي بتأليف هذا الكتاب تلبيةً لرغبة ملك صقلية، حيث تحدّث فيه عن كل ما يتعلّق بعلم الأرض والجغرافيا، هذا ويمكن تسمية هذا الكتاب باسم” كتاب الممالك والمسالك”، إلا أنّه لم يتم ذكر كل ما يتعلّق بذلك الكتاب، حيث تم الحصول على مختصر وجيز لذلك الكتاب والموجود حالياً في إحدى المكتبات الكبيرة الموجودة في إسطنبول.
  • كتاب” أُنس المُهج وروض الفرج”: لم يتم الحصول على معلومات كافية عن هذا الكتاب، ويقال أنّه لم يتم العثور على أي أثر له خاصةً بعد وفاة الإدريسي، هذا وقد نُشر ذلك الكتاب بشكلٍ خاص في شمال أفريقيا وبلاد السودان.

شارك المقالة: