نبذة عن ابن النفيس:
كان ابن النفيس طبيباً وعالماً مشهوراً، حقق العديد من النجاحات والإسهامات، تمكّن من الوصول إلى العالم الغربي في أبحاثه ودراساته، اشتهر بذكاءه وحنكته، إلى جانب دراساته وأبحاثه التي لاقت نجاحاً كبيراً، تم تكريمه وتوليه عدداً من المنصب؛ تقديراً له على الجهد الذي بذله طوال حياته في سبيل ازدهار الدولة العربية والإسلامية.
كان لابن النفيس وصيةً وصى بها قبل وفاته، وهي أنّه وهب كل أعماله وداره ومكتبته إلى البيمارستان النّاصري الذي قضى فيه مُعظم حياته، إضافةً إلى ذلك فقد كان لابن النفيس العديد من الكتب والمؤلفات التي لا زال جزءاً كبيراً منها موجود حتى يومنا هذا.
هذا وقد كان لابن النفيس عدداً من العبارات والأقوال التي كان يُرددها في أغلب أوقاته، كما أنّها كانت وما زالت قائمةً حتى الآن يرجع إليها العديد من الأطباء والحُكماء وحتى الأناس العاديين، ومن أشهر تلك الأقوال: “وأما الأخبار التي بأيدينا الآن، فإنّما نتَّبعُ فيها غالب الظن لا العلم المحقق”، هذا وقد كان لابن النفيس عبارةً أخرى لاقت صدى كبير في زمانه وهي أنّه كان يقول:” وأما نصرة الحق واعلاء مناره وخذلان الباطل وطمس أثاره فهو أمرٌ قد التزمناه في كل فن”.
حقق ابن النفيس العديد من النجاحات في مختلف المجالات، حيث كان عالماً بالتاريخ، وفقيهاً إلى جانب أنّه كان لُغوياً وطبيباً معروفاً، كما اشتهر ابن النفيس بكتاباته ومؤلفاته التي تتعلق بصفةٍ خاصة في النحو واللغة، عدا عن أنّه كان يقضي معظم وقته في عمله أو في تعليم طلابه، إضافةً إلى أنّه كان مُستمراً في التأليف والتصنيف.
تمكّن ابن النفيس من وضع عدداً من النظريات التي تناولت مواضيع مُختلفة، فمثلاً كانت له نظرية خاصة تتحدّث عن الإبصار والرؤية، كما أنّه ساهم في إحداث نهضةً علميةً واسعة وذلك من خلال اكتشافه لعدداً من الحقائق المُتعلقة في طب التشريح، إلى جانب دوره البارز في جمع شتات المعرفة الطبية والصيدلانية وربطها مع بعضها البعض.
كان لابن النفيس دوراً واضحاً في وضع قواعد ومفاهيم البحث العلمي، إلى جانب إسهاماته المُتواصلة في تصوّرات المناهج العلميّة التجريبية التي كانت قائمة على أساس التجربة والبحث.
مؤلفات ابن النفيس:
كان لابن النفيس إلى جانب إسهاماته ونجاحاته، العديد من الكتب والمؤلفات التي حققت نقلةً نوعيةً في سماء الدولة العربية والإسلامية في ذلك الزمان، كما أنّ جزءاً من هذه المؤلفات ما زالت موجودة حتى يومنا هذا والتي يتم اللجوء إليها من قِبل العديد من الطلبة والعلماء والمؤرخين لإتمام أبحاثهم ودراساتهم وتجاربهم، ومن أشهر تلك المؤلفات:
- “كتاب شرح تشريح القانون”: حقق هذا الكتاب شهرةً عالمية واسعة، حيث وصل إلى العديد من الدول الغربية والأوروبية، إلى جانب مكانته في الدول العربية، هذا وقد تم نشر هذا الكتاب في عام” 1408″ للهجرة، تحدّث ابن النفيس في هذا الكتاب عن كل ما يتعلق بالدورة الدموية الصغرى، كما أنّه قدّم شرحاً تفصيلياً وضّح فيه الوظيفة الرئيسية للدورة الدموية.
إلى جانب ذلك فقد تمكن ابن النفيس من اكتشاف أن عضلات القلب تتغذّى بشكل رئيسي من الأوعية الموجودة داخلها، وليس من الدم الموجود في جوفها، حيث توصل إلى هذه القاعدة من خلال دراساته وأبحاثه التي جاب العالم حتى تمكن من الوصول إليها. - كتاب الشامل في الصناعة الطبية: يُعدّ هذا الكتاب بمثابة موسوعةً طبيةً علميةً ضخمةً حققت نجاحاً واضحاً وكبيراً، حيث تناول هذا الكتاب الجهود والأعمال التي بذلها العديد من الأطباء والصيادلة المُسلمين في سبيل رقي وتقدّم علم الطب والدواء.
- كتاب شرح فصول أبقراط: لم يتم ذكر الكثير عن هذا الكتاب، إلا أنّه كان له دور واضح في ازدهار ابن النفيس وشهرته، تمت طباعة هذا الكتاب لأول مرة في بيروت وذلك في عام”1407″ للهجرة.
- كتاب المُهذب في الكُحل المُجرب: يُعتبر هذا الكتاب واحداً من أهم الكتب التي قدمها ابن النفيس، حيث تناول في بعض موضوعاته الحديث عن الأخلاق والعادات الجيدة التي تُرافق الإنسان منذ ولادته، تم نشر هذا الكتاب في عام”1407″ للهجرة في مدينة الرباط بشكلٍ خاص.
- كتاب المُختصر في أصول علم الحديث: تناول هذا الكتاب مواضيعاً مُختلفة تتعلق بعلم الحديث ومفاهيمه ومُصطلحاته، نُشر هذا الكتاب في عام”1412″ للهجرة لأول مرة في مدينة القاهرة.
- كتاب تشريح قانون ابن سينا: كان لهذا الكتاب أهمية كبيرة حيث ساهم في زيادة شهرة وتطوّر ابن النفيس، حيث قام ابن النفيس في هذا الكتاب بشرح كل ما يتعلق بعلم التشريح والأمراض، كما أنّه قام بذكر وظيفة كل عضو من أعضاء الجسم.
- إضافةً إلى ذلك فقد كان لابن النفيس عدداً من الكتب التي ما زال جزءاً منها موجود حتى يومنا هذا، ومن هذه الكتب، كتاب “طريق الفصاحة”، وكتاب“الرسالة الكاملية”.