نبذة عن ابن خلدون:
ابن خلدون علامة تاريخية معروفة، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً في تقدّم الدولة الإسلامية والعربية، إلى جانب أبحاثه ودراساته التي أجراها والتي زادت من مكانته وقيمته في زمانه وحتى بعد وفاته.
اشتهر ابن خلدون في زمانه بشكلٍ كبير، كما أنّه كان له الأثر الكبير والواضح عند العلماء، إلى جانب تميّزه بالعديد من الصفات التي جعلت منه شخصاً محبوباً لدى كل من يلتقي به، ومن أشهر تلك الصفات أنّه كان فصيح اللغة واللسان، جميل المظهر والمنظر، عاقل، صادق اللهجة، لا يرضى بالظلم والمهانة، ناصراً للمظلوم، طموح مُحباً للعلم، يرغب دائماً بالوصول إلى أعلى الدرجات العلمية والعملية.
تلقى ابن خلدون علومه على يد أشهر وأعظم العلماء الأندلسيين والذين هاجروا إلى مدينة تونس، كان يعيش حياةً سياسيةً واضحة مليئة بالقضايا والمُنافسات التي جعلته يُبدي دوراً واضحاً ومُهماً فيها، ولكنه اعتزل تلك الحياة بعد أن قُتل صديقه المُقرّب ابن الخطيب؛ الأمر الذي جعله يعتزل كل من حوله لمدة تصل إلى ما يُقارب أربعة سنوات، وفي هذه الفترة استطاع أن يؤلف واحداً من أهم وأشهر الكتب التي قدّمها والذي عُرف “بمقدمة ابن خلدون”.
كتاب مقدمة ابن خلدون:
يُعدّ هذا العمل الذي قام به ابن خلدون من أهم الأعمال الرياديّة الأصيلة، كما أنّه كان بحثاً علميّاً تحليلياً، إلى جانب اعتباره موسوعةً علميةً شاملة لكل ما يتعلق بتطور المُجتمعات البشرية، هذا وقد تناول ابن خلدون في كتابه هذا الحديث عن كيفية التعامل مع جميع التغيرات التي أدت إلى حدوث تحرّك إجتماعي إلى جانب دورها في حدوث انهيارات لتلك المُجتمعات وتأخرها.
بيّن ابن خلدون في كتابه هذا كيفيّة مُقاومة وعلاج كل التغيرات التي أصابت المُجتمعات البشرية، كما أنّ هذا الكتاب شمل على كل الأفكار والفلسفة التي تحدّث عنها ابن خلدون؛ الأمر الذي جعله يُحدّث نقلةً نوعيةً واضحة، إلى جانب أنّه أدخل علماً جديداً في عصره والمعروف بفن العمران الذي تغيّر اسمه في الوقت الحالي ليصبح علم الإجتماع والسياسة والإقتصاد السياسي والإجتماعي وفلسفة التاريخ والقانون العام.
احتوى كتاب مُقدمة ابن خلدون على ست فصول أساسية، تناول كل فصل منها مواضيعاً مُختلفة، وفيما يلي سيتم توضيح أهم تلك المواضيع:
- الفصل الأول: تناول هذا الفصل الحديث عن كل ما يتعلّق بآثار العمران على البشر، إلى جانب بيان أثر اختلاف الأقاليم والهواء وحتى نوعية التربة والجوع والشبع على ألوان وأبدان وأخلاق جمثع البشر.
- الفضل الثاني: تحدّث ابن خلدون في هذا الفصل عن الفرق بين كل من طبيعة البداوة والحضارة، وذلك من حيث النسب والعرق والعصبية والرئاسة والحسب والجاه والمنصب والسياسة، كما أنّه ذكر طبيعة القبائل والأمم الوحشية والتي لها دور واضح في نفوس وحياة البشر.
- الفصل الثالث: تناول ابن خلدون في هذا الفصل الحديث عن طبيعة وكيفيّة تكوين الدولة بشكلٍ عام، كما أنّه تحدّث عن الطرق التي تسير بها أمور تلك الدولة، إلى جانب حديثه عن السلطة والخلافة والمُلك، وذكره لمراتب السلاطين وكيفية الحفاظ على قيام الدولة ووصف في هذا الفصل كل القواعد والمبادئ التي تتعلّق بالجند والحرب.
- الفصل الرابع: تناول هذا الفصل الحديث عن أسس البناء والعمارة الإسلامية خاصةً في بناء المساجد والقلاع، كما أنّه تحدّث عن الأمصار والبلدان وكيفيّة بناء الهياكل العمرانيّة.
- الفصل الخامس: تحدّث ابن خلدون في هذا الفصل عن أهمية الأعمال البشرية المُتنوعة من زراعة وعمارة ونسيج وطب وغناء وغيرها العديد من الأعمال التي يشتغل بها الإنسان، كما أنّه ذكر الطرق الأساسية التي تُساعد على كسب العيش وكيفية توزيع المعاش.
- الفصل السادس: تحدّث ابن خلدون في هذا الفصل عن كافة العلوم وأصنافها، كما أنّه قدّم شرحاً واضحاً ومُفصلاً لكل علم من تلك العلوم، وبيّن تاريخه وشروطه، إلى جانب أنّه ركّز على أنّ العلم هو أساس الحضارة، هذا وقد ذكّر ابن خلدون في هذا الفصل جميع فروع العلوم المُختلفة والتي ذكرها بشكلٍ توضيحي.
مؤلفات ابن خلدون:
قدّم ابن خلدون العديد من الكتب والمؤلفات التي لاقت قبولاً كبيراً، إلى جانب دورها الكبير في تقدّم وتطور ورقي ابن خلدون الثقافي والفكري والإجتماعي، فإلى جانب كتابه “مقدمة ابن خلدون” استطاع أن يُقدم العديد من الكتب، ومن أشهر تلك الكتب:
- كتاب” التعريف بابن خلدون ورحلته شرقاً وغرباً”.
- كتاب” العبر وديوان المُبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر”.
- كتاب” شرح البردة”.
- كتاب” رسالة في المنطق”.
- كتاب” شفاء السائل لتهذيب المسائل”.