الانفصام الصخري الشيستي:
إن الانفصام الشيستي والذي يرادفه انفصام حجر الأردواز، شقوقية أو مرادفات مختلفة لدى علماء الألمان أو علماء الإنجليز، فهي عبارة عن خاصية تملكها بعض الصخور في الإنقسام إلى وريقات رقيقة متوازية نوعاً ما، ولكنها كافية لإيجاد زاوية مختلفة المقياس مع مستويات التطبق.
ويصادف الانفصام لدى الصخور الرسوبية الغضارية أو المارنية التي سبق لها أن خضعت إلى قوى التوائية عنيفة، ويظهر بكل وضوح في المناطق السطحية حيث تكون هذه الصخور معرضة للفساد، أما في الصخر السليم العميق فإن الانفصام لا يظهر إلاّ بالسهولة المتفاوتة لإمكانية تشطير الصخور إلى وريقات.
هذا ويكون من العسير أحياناً تمييز الشيستوية عن الطبقية وكثيراً ما يتم خلط الأولى مع الثانية، مما قد يقود إلى أخطاء جسيمة، وعلى العموم تكون الشيستوية أكثر وضوحاً عند السطح من الطبقية التي لا يمكن أن تظهر بكثرة إلاّ إذا وجدت طبقات أكثر قساوة (كوجود ساف كلسي ضمن مجموعة مارنية)، أو من طبيعة ليتوليجية مختلفة (كوجود ساف طبقي أو الحث أو الصخر الرملي أو من الرصيص كونغلوميرات)، وتكون الشيستوية أكثر انتشاراً في مفصلات الطيات منها على خواصرها ويمكن أن نلاحظ أن اتجاهها العام يكون دائما موازياً لاتجاه الالتواء العام في المنطقة.
وهكذا يمكن أن نستنتج من ذلك أن الالتواءات والشيستوية ليست أكثر من ظاهرة لنفس القوة الواحدة، ويكون اتجاه الشيستوية وحيداً على العموم، كما أن الصخر عندما لا يكون متجانساً (كالصخور الكلسية المؤلفة من طبقات متناوبة مارنية ومارنية كلسية أكثر قساوة)، فإن الشيستوية تترائى بشكلٍ مغاير إذ تصنع مع التطبق زاوية أكبر في السافات الكلسية منها في السافات المارنية، وإذا نظرنا إليها عن كثب فيمكن القول أن الانفصام هو انفصام جريان في السافات المارنية، وانفصام متكسر في الصخور الكلسية الأكثر قساوة.
ومن جهة أخرى فإن الصخور الشيستية تحتوي بعض الصفات التي يجدر الإشارة إليها، وهكذا فإن الفلزات الرضيخة المتورقة تكون أحياناً متوجهة في وجهة الانفصام (ويسميه الإنجليز انفصام الجريان)، كما تظهر المستحاثات ذاتها فيها مرققة ممطوطة ومجزأة في الإتجاه نفسه، مما يشهد على حدوث مط وجريان المادة في وقت لاحق للترسيب في اتجاه معين هو بالطبع اتجاه متعامد مع اتجاه القوة، كما تكون الناقلية الحرورية أيضاً أكثر أهمية في اتجاه الانفصام.
