ما هو التغيير الكيميائي الذي يحدث للصخور (التلاحُم)؟

اقرأ في هذا المقال


التغيير الكيميائي الذي يحدث للصخور (التلاحُم):

من بعد عملية الترسيب للصخور تبدأ عمليات التغير الكيميائية بالحدوث، ومن أهم هذه العمليات هي عملية التلاحُم، يحدث في هذه العملية ترسيب للمعادن داخل المسامات، حيث يتخلل بين حبيبات الرواسب أو الصخور الرسوبية لتنتج مادة لاحمة تعمل على تماسك الحبيبات، وعملية التلاحم تؤدي إلى التسبب في نقص المسامية (المسامات والفراغات المتواجدة في الصخور الرسوبية).
ثم بعد ذلك يعمل التلاحم على التصخر وهي العملية التالية لعملية الترسيب، وبالتالي سيصبح الصخر صلباً ومتماسكاً، فعلى سبيل المثال معدن الكالسيت الذي يتكون من ترسيب كربونات الكالسيوم على هيئتها في بعض الرمال، حيث تكون المادة اللاحمة في هذا المثال هي الكالسيت الذي يربط الحبيبات، ومن ثم سيحدث تصلُّب للكتلة بأكملها لتصبح حجراً رملياً، وهناك معادن أخرى تعمل على التلاحم مثل معدن الكوارتز، حيث يقوم بعملية التلاحم بين حبيبات الرمل والطين والحصى لينتج الحجر الرملي أو الحجر الطيني بالإضافة إلى الكونجلوميرات والبريشيا.

أقسام عملية التلاحُم:

  • التلاحم بالسليكا: يتضمن التلاحم بالسيليكا نوعاً يُعدّ من أهم أنواعه وهوحدوث نمو لبلورات المرو، فيحدت ترسيب للسيليكا القادمة من المحلول المائي، ثم تترسب على أسطح حبيبات المرو، فإذا نمت البلورات على السطح ذلك يعني بأنّ نسبة السيليكا عالية في المحلول وبتركيزٍ مُرتفع،هذا وقد يعود السبب في ذلك إلى الضغط الذي يسبب الذوبان نحو الحبيبات في نقاط إلتقائها.
  • التلاحم بالكربونات: يحدث في الصخور الرسوبية الفتاتية، ومن المواد اللاحمة المهمة في هذا القسم هو معدن الكالسايت (كربونات الكالسيوم)، ومن ثم يأتي معدن الدولوميت (كربونات كالسيوم ومغنيسيوم) الذي يأتي بعد الكالسايت من ناحية الأهمية، وفي النهاية يكون معدن السدرايت (كربونات الحديد) ذو أهمية أيضاً حيث تتوزع هذه المادة اللاحمة بالتساوي لجميع أجزاء الصخر أو قد تكون متكتلة.
  • التلاحم بمعادن الطين: يحدث هذا النوع من التلاحم عندما تصل المعادن لدرجة التشبع فيتم التلاحم للرواسب عن طريق الرسوب الكيميائي، يؤثر ترسب المعادن الطينية بشكل كبير على مسامية الصخور وعلى نفاذيتها، أي أنّه يقلل من قدرتها على الاحتفاظ بالماء أو النفط داخلها، ومن أهم معادن الطين اللاحمة في الحجر الرملي معدن الكالينايت ومعدن الإيلايت.
  • التلاحم بأكاسيد الحديد: يؤدي ترسب أكاسيد الحديد إلى اكساب اللون الأحمر للكثير من الصخور الرسوبية الفتاتية، حيث كون أكاسيد الحديد على هيئة معدن الهيماتيت، ويتواجد بشكل طلاء على سطح الحبيبات في الرواسب مثل الرواسب القارية.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد/1994علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016علم الجيولوجيا .. الإنسان والطبيعة والمستقبل/و.ج. فيرنسيدز/2020


شارك المقالة: